كشف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين عن التوجه بالرفع للمقام السامي لجعل القطاعات الحكومية تقوم بعملية التقييم للقيادة الآمنة للموظفين، لافتا إلى أن عدد موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين يشكلون نسبة كبيرة جداً، وهذا التقييم يساهم بصورة كبيرة في زيادة الوعي في القيادة والتي تعتبر من المبادرات المهمة التي قامت بها الشركة السعودية للكهرباء.
وقال عقب توقيع الشركة السعودية للكهرباء أمس عقد رعاية كراعٍ رئيسي للمبادرة الوطنية «الله يعطيك خيرها» للسياقة الآمنة والتي تتبناها جمعية الأطفال المعوقين والإدارة العامة للمرور بحضور المهندس زياد بن محمد الشيحة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء وأعضاء اللجنة التنفيذية للمبادرة: سيتم إعادة النظر في الحملة الإعلامية لـ «الله يعطيك خيرها» بسبب الممارسات الخاطئة من قبل قائدي المركبات في الطرق بصورة مستمرة على مدار اليوم، رغم أن الأرقام التي تحققت من الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتوعية كبيرة إلا أنها لم تصل إلى عصب المجتمع الذين ليس لهم تواجد في مواقع التواصل الاجتماعي».
نستهدف الشباب
وأضاف «سيصب تركيزنا على الأماكن التي تحظى باهتمام الشباب، كون هناك مواقع تجارية مميزة لديها حجم كبير من المتابعين يصل إلى 200 مليون متابع وأكثر من ذلك والتي نحن ما زلنا بعيدين عنها وبالتالي تركيزنا على تجمع الشباب وايصال الرسالة أمر مهم».
وأشار إلى أن الجمعية أقرت قبل 30 عاما من خلال مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة الذي كان يعمل من أجل منع حدوث الإعاقات قبل حدوثها، وخلال السنتين الماضيتين بدأنا في ما يخص حوادث السيارات والتوعية بأهمية الالتزام بالقوانين والأنظمة، مؤكدا أن اهتمام القيادة بهذه الحملة جعل من البرنامج وطنيا لكافة المؤسسات التي تعمل في المملكة من القطاعين الخاص والعام، وهناك العديد من الأفكار التي بادرت بها الشركة السعودية للكهرباء والتي وصلت إلى 20 فكرة مهمة سيتم تفعيلها خلال الفترة المقبلة.
شراكة فاعلة
وثمّن الأمير سلطان بن سلمان هذه الرعاية للشركة السعودية للكهرباء، وأعرب عن تقديره لتفاعل الشركة مع المبادرة، مشيراً إلى أن ذلك يجسد دور الشركة في مساندة قضايا المجتمع، وحرصها على دعم برامج المسئولية الاجتماعية من خلال المشاركة في واحدة من أهم المبادرات التوعوية «الله يعطيك خيرها» سعياً لتوعية المجتمع بمخاطر الحوادث المرورية في المملكة. وقال: «إن تفاعل كافة القطاعات مع المبادرة يعزز حضورها ويساعده على إيصال رسالتها إلى كافة الشرائح».
وأكد الأمير سلطان بن سلمان على أن انضمام الشركة السعودية للكهرباء إلى قائمة الشركاء الاستراتيجيين في المبادرة يشكل إضافة قيمة، وهو محل تقدير من المهتمين بالعمل الخيري وقضية الإعاقة، مشيراً إلى أن الاتفاقية ستسهم في مواصلة النتائج الإيجابية التي حققتها مبادرة «الله يعطيك خيرها» والتي تحظى باهتمام ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، موجهاً الشكر إلى كافة الشركاء والداعمين لهذه المبادرة الوطنية والإنسانية.
إلى ذلك زار الأمير سلطان بن سلمان معرض الشركة، قبل أن تقام تجربة قيادة لسيارة الشركة، واعقب ذلك عرض مرئي عن استراتيجية الشراكة بين المبادرة والشركة.
تحول استراتيجي
من جهته عبر المهندس الشيحة عن سعادته لمشاركة الشركة بهذه المبادرة الإنسانية الهامة والتي أولتها الحكومة الرشيدة اهتماماً خاصاً بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لأنها تمثلُ جزءاً أصيلاً من هِمومِه بسلامة المواطن والمقيم، آملاً أن تسهم رعاية الشركة لها في تعزيز نجاح المبادرة لدى كافة شرائح المجتمع نظير ما تملكه الشركة من خبرة وحضور مجتمعي قوي لدى كافة شرائح المجتمع.
وقال: « إن الشركة السعودية للكهرباء تفاعلت مع هذه المبادرة بدعم الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ولم تَتَوان عن المشاركة فيها لأنها تنسجم مع الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، انطلاقاً من مسؤوليتِها الاجتماعية». وأضاف «جاءت المبادرةُ في وقتها، فنحن نَنَشد التغيير والتطوير ونَسعى لتحقيق تحول استراتيجي، يقومُ على مرتكزات ستُمكن الشركة من الانطلاقِ في منافسة مؤشراتِ أداء الشركات العالمية في مجال الطاقة من حيث التكاليف والموثوقية ومستوى الخدمات وبيئة العمل». وأشار إلى أن قاعدة برنامج التحول الاستراتيجي الأساسية هي الموارد البشرية والاهتمام بالصحة والسلامة والمهنية والبيئة لاستمرار مواصلة مسؤولياتها على مدار الساعة تجاه إمداد أكثر من سبعة ملايين وستمائة ألف مشترك بالطاقة الكهربائية في 13 ألف مدينة وقرية وتجمع سكاني، حيث يُقَدّم لهم هذه الخدمات 35 ألف موظف، وهو ما حدا بالشركة لتطبيق أعلى مَعايير وممارسات ودرجات السلامة والصحة المهنية نَحوهم، والمساهمة في ترك بَصمة مُستدامة ومُتميزة لرفع مستوى الوعى لكافة شرائح المجتمع».
وأوضح المهندس الشيحة أن الشركة أولت السلامة المرورية على وجه التحديد الأهمية الكبرى لشعورها بالمسؤولية تجاه منسوبيها وأفراد أسرهم، وتُنسق الشركة مع الإدارة العامة للمرور لتطبيق الأنظمة والبرامج التي تُساهم في ضبطِ السلامة المرورية. وتشاركُ الشركة في الفعاليات المحلية والخليجية الخاصة بالسلامة المرورية.
خطة السياقة الوقائية
وأكد أن الشركة وظفت امكانياتها المادية والبشرية لتوفير بيئة آمنة لموظفيها، مشيرا إلى البدء في تنفيذ الخطة التدريبية للسياقة الوقائية والتي تَهدف لتدريب 35 ألف موظف خلال عامي 2015-2016م، واصدرنا دليل السلامة المرورية والمركبات الذي يَشتملُ على كافةِ ما تَحتاجه الجهات المعنية بالشركة والسائق، وبدأنا تنفيذ الخطة التدريبية للسِياقة الوقائية والاستفادة من التقنيات الحديثة في السلامة المرورية، حيث أدخلنا أجهزة مُحاكاة السِياقة الوقائية، فالشركةُ لديها الآن 16 جهازاً في جميع المناطق، كما تم تشغيل المرحلة الأولى من خدمة نقل الموظفين من خلال 33 حافلة تخدم 1340 موظفاً.
وكشف المهندس الشيحة أن الشركة السعودية للكهرباء وقعت عقد إنشاء نظام تَتبع المركبات والذي يَهدفُ لإلزام سائقي مركبات الشركة بعدم تجاوز السرعة وربط حزام الأمان، إضافة لإعطاءِ صورة مِثالية للشركة من خلال اتباع منسوبيها لقواعد القيادة الآمنة التي هي في الأساس تَنبعُ من الثقافة الإسلامية والسلوك الحضاري.
بعدها أقيمت مراسم التوقيع وتم توقيع الاتفاقية بين الطرفين، ثم أطلق الأمير سلطان بن سلمان والمهندس الشيحة البالونات الخاصة بالمبادرة إيذانا ببدء الشراكة.
يشار إلى أن مبادرة «الله يعطيك خيرها» تهدف إلى التوعيةِ بأنظمة السلامة المرورية وتعزيز الوعي المُجتمعي بالقوانين المرورية والتحفيز على الالتزام بها، حيث تُكبدُ الحوادثُ المملكة سنوياً خسائر بشرية فادحة، بالإضافة إلى ما يتكبده الاقتصاد الوطني من خسائر تقارب الـواحد والعشرين مليار ريال، تتوزعُ بين الرعاية الصحية والتعويضات الطبية، وساعات عمل وقوى عاملة، ناهيك عن المعاناة الاجتماعية والاقتصادية لذوي المعاقين جَراء الحوادث.
الأمير سلطان والمهندس الشيحة خلال توقيع عقد الرعاية
في صورة تذكارية مع فريق التطوع
لقطة تذكارية مع منسوبي شركة الكهرباء