كشفت مؤسسة "كامكو" في تقريرها الشهري ان متوسط أسعار النفط شهدت ارتفاعاً للشهر الثاني على التوالي، خلال شهر مايو، ورغم ذلك اتجه الارتفاع المسجل خلال الأيام الأولى من الشهر إلى الانخفاض تدريجياً؛ بسبب زيادة الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة.
وواصلت الأسعار الانخفاض بعد صدور تقرير أسبوعي لوكالة الطاقة الدولية خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو بيّنت فيه أن مستويات الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة لم تنخفض، على الرغم من تراجع المعروض من النفط الخام انخفاض مستويات المخزون النفطي.
إضافة إلى ذلك، أثرت أيضاً توقعات المحللين بأن "منظمة الأوبك" ستبقي على مستوى الإنتاج المستهدف بدون تغيير في اجتماعها نصف السنوي، وزيادة المعروض النفطي من إيران، على أسعار النفط خلال ذلك الأسبوع.
إضافة إلى ذلك، توقع المحللون انخفاض الطلب على النفط من الصين، بعد أن حققت هدفها المتمثل في تكوين مخزون احتياطي نفطي إستراتيجي؛ مما نتج عنه ارتفاع الطلب في الشهور الأخيرة.
وأضاف "التقرير": إن "منظمة الأوبك" أكدت في اجتماعها نصف السنوي أنها ستبقي على مستوى الإنتاج البالغ 30 مليون برميل يومياً، وأنها لن ترفعه إلى 31 مليون برميل يومياً كما توقع بعض المحللين.
وقد أصدرت مجموعة الدول الأعضاء في منظمة الأوبك تصريحاً إيجابياً أدى إلى ارتفاع أسعار النفط خلال الأسبوع الثاني من شهر يونيو، حيث قالت: إنها تتوقع انحسار الفائض من المعروض النفطي مع انتعاش الطلب وتباطؤ نمو المعروض من الدول المنتجة غير الأعضاء في "المنظمة" في النصف الثاني من العام الحالي؛ مما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على النفط في عام 2015، بالمقارنة مع مستواه في عام 2014.
ومن المتوقع أن ينشأ هذا الطلب بصفة أساسية من قطاع النقل البري في الولايات المتحدة وأوروبا؛ نظراً لانخفاض أسعار النفط الذي أدى أيضاً إلى ارتفاع مبيعات السيارات في الولايات المتحدة إلى مستويات تاريخية.
وقد حذت وكالة الطاقة الدولية حذو منظمة الأوبك في تقريرها الشهري الأخير، حيث صرحت بأن الطلب العالمي على النفط سوف يرتفع بوتيرة أسرع مما هو متوقع بل إنها قد سلطت الضوء في التقرير على نمو المعروض العالمي بشكل استثنائي.
وأوضح "التقرير" أن معدل سعر سلة أوبك من النفط استقر عند 62.16 دولار أمريكي للبرميل خلال شهر مايو بزيادة بلغت نسبتها 8.5 %، أو ما يوازي 4.85 دولار أمريكي للبرميل؛ تماشياً مع الارتفاع المسجل في الشهر الأسبق.
وأنهت سلة أوبك تعاملات الشهر عند سعر 60.47 دولار أمريكي للبرميل، مسجلة تراجعاً بنسبة 2.8 % أو 1.74 دولار أمريكي للبرميل على أساس شهري، حيث بدأت أسعار النفط تتجه نحو الانخفاض بدءاً من منتصف الشهر.
حيث بلغ معدل السعر المرجعي لسلة الأوبك منذ بداية العام 2015 54.52 دولار أمريكي للبرميل، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 43.4 في المائة، بالمقارنة مع 96.29 دولار أمريكي للبرميل في العام المالي 2014.
وبحسب "التقرير" فقد بلغ معدل السعر الفوري للنفط الخام الكويتي الموجه للتصدير 60.9 دولار أمريكي خلال شهر مايو، مسجلاً ارتفاعاً كبيراً بلغت نسبته 8.8 في المائة، أو ما يوازي 4.97 دولار أمريكي للبرميل بالمقارنة مع 56.0 دولار أمريكي للبرميل في شهر أبريل.
وأنهى النفط الخام الكويتي تعاملات شهر مايو عند سعر 59.17 دولار أمريكي للبرميل، مسجلاً انخفاضاً شهرياً بنسبة 3.1 في المائة مقابل ارتفاع بنسبة 24.7% خلال الشهر الأسبق.
وبالمقارنة مع أسعار سلة أوبك، بقي الاتجاه السعري للنفط الخام الكويتي أقل تقلباً خلال شهر يونيو، حيث سجل ارتفاعاً بنسبة 2.7 في المائة، أو ما يوازي 1.61 دولار أمريكي للبرميل ليصل إلى 60.78 دولار أمريكي للبرميل في 11 يونيو بعد أن لامس أعلى مستوياته خلال الأسبوع الأول من الشهر عندما سجل 61.74 دولار أمريكي للبرميل.
ومن ناحية أخرى، بلغ معدل السعر الفوري للنفط الخام الأوروبي مزيج برنت 62.0 دولار أمريكي للبرميل خلال شهر مايو، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 4.1 في المائة أو ما يوازي 2.44 دولار أمريكي للبرميل.
وأضاف "التقرير": لم تتغير توقعات المحللين لنمو الطلب العالمي على النفط عن توقعات الشهر الماضي، ومن المقدر أن يرتفع الطلب على النفط عن مستواه في عام 2014 بمعدل 1.18 مليون برميل يومياً ليصل إلى حوالي 92.5 مليون برميل يومياً.
وفي الدول الأوروبية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كان تحسن الوضع الاقتصادي وبرودة الطقس من ضمن العوامل التي أدت ارتفاع الطلب على النفط في المنطقة، إضافة إلى تنامي سوق السيارات وارتفاع معدل الإنتاج الصناعي.
أما في دول منطقة آسيا والمحيط الهادي الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كان الطلب على النفط مرتفعاً بشكل كبير، مقارنة بالطلب في اليابان الذي شهد ارتفاعاً بنسبة 4.4 % على أساس سنوي للمرة الأولى منذ شهر مارس.
ومن المتوقع أن تشهد المنطقة بأكملها تراجعاً طفيفاً في الطلب على النفط في عام 2015، بالمقارنة مع الطلب المسجل في عام 2014.
وأضاف: من المقدر أن ينمو المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك بمقدار 0.68 مليون برميل يومياً ليصل إلى 57.16 مليون برميل يومياً، ويتوقع أن يتحقق الجزء الأكبر من هذا النمو خلال النصف الأول من عام 2015.
وقد خفضت منظمة الأوبك في تقريرها الأخير توقعاتها للمعروض النفطي من أمريكا اللاتينية والبحرين بمقدار 11 ألف برميل يومياً و9 آلاف برميل يومياً على التوالي في حين رفعت توقعاتها إلى 7 آلاف برميل يومياً و5 آلاف برميل يومياً في تايلاند وكولومبيا على الترتيب.
وخلال عام 2015 من المقدر أن يتراجع نمو المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك في الربع الثاني والثالث، بينما يتوقع أن يرتفع في الربع الأول والرابع من عام 2015.
كما سجل إجمالي الإنتاج النفطي للدول الأعضاء في منظمة الأوبك ارتفاعاً هامشياً خلال شهر مايو، مقارنة بمستواه في شهر أبريل وبلغ 31.6 مليون برميل يومياً.
وأوضح "التقرير" أن معدل الإنتاج النفطي في المملكة بقي ثابتاً، مقارنة بالمعدل المسجل في الشهر الأسبق حيث استقر فوق علامة 10 ملايين برميل يومياً بالغاً 10.25 مليون برميل يومياً.
وتم تسجيل الجزء الأكبر من الزيادة في الإنتاج في العراق التي ارتفع معدل إنتاجها بمقدار 197 ألف برميل يومياً خلال شهر مايو، ليصل إلى 3.87 مليون برميل يومياً بزيادة بلغت نسبتها 5.4 %، حيث كانت العراق تعمل على زيادة الإنتاج النفطي والتصدير في معظم حقولها.
واستناداً إلى برامج الشحن، تعتزم العراق زيادة صادراتها النفطية بحوالي 26 في المائة لتصل إلى مستوى قياسي مقداره 3.75 مليون برميل يومياً في الشهر المقبل.
ومن ناحية أخرى، سجل معدل الإنتاج النفطي في إيران ارتفاعاً هامشياً بمقدار20 ألف برميل يومياً خلال شهر مايو. أما في أنجولا فقد ارتفع الإنتاج النفطي بمعدل 100 ألف برميل يومياً ليصل إلى 1.78 مليون برميل يومياً، حيث تسعى أنجولا إلى تحقيق هدفها الذي تطمح إليه منذ فترة طويلة، وهو الوصول بالإنتاج النفطي إلى مستوى 2 مليون برميل يومياً.
ووفقاً لتصريحات وزير النفط الأنجولي، من المتوقع أن يرتفع الإنتاج النفطي في أنجولا إلى 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2016. وكانت البلاد قد واجهت مشكلات فنية في العديد من حقولها النفطية في الشهور الأخيرة.