كلما رفع أحوازي صوته مطالبا باستقلال بلاده قمعه نظام الملالي بقوة وحشية أدت الى امتلاء السجون الأحوازية بالسكان العرب المطالبين باسترداد دولتهم من براثن الفرس، وحتى الأطفال ضاقت بهم سجون النظام الايراني فهم يزجون بالمئات فيها بسبب رفض السلطات الحاكمة خروجهم للعيش مع أهاليهم، فتشريد العرب من وطنهم الأحوازي هو ديدن حكام طهران وشغلهم الشاغل.
عرب الأحواز يعيشون داخل حدود بلادهم في سجن كبير بفعل بطش الايرانيين بهم، وزجهم في السجون بسبب مطالبتهم بحقوقهم المشروعة في عودة بلادهم الى أحضانهم من جديد، وما زال الحرس الثوري الايراني يمارس أنشطته العدوانية ضد العرب في الأحواز على مرأى ومسمع من دول العالم الكبرى التي لا تحرك ساكنا، وعلى مسمع من المنظمات الدولية التي لا تعير اهتماما للقضية الأحوازية العادلة.
لقد امتلأت السجون الأحوازية بالمواطنين العرب المطالبين بحريتهم واستقلالهم وانتزاع أراضيهم المسلوبة من براثن حكام طهران، فثمة انتهاكات فاضحة ترتكب في تلك السجون تصادر الحقوق المشروعة للانسان، وما زال العرب في تلك السجون يعانون الأمرين من الانتهاكات والتجاوزات ومحاولة انتزاع الاعترافات التي تمليها السلطة الايرانية الحاكمة منهم بالقوة.
ويبدو أن الفوارق معدومة بين السجناء داخل تلك الزنزانات وبين من يعيشون خارجها، فالأحواز تحولت الى سجن كبير يعاني منه الأحوازيون الأمرين بفعل المعاملات اللا إنسانية التي يمارسها حكام طهران معهم، والمحاولات المستمرة لتشريدهم من أرضهم وإخراجهم منها بكل وسائل القمع المعهودة عن السلطة الايرانية المتشبثة بالقفز على الحقوق المشروعة للشعب الأحوازي المناضل.
ان التجاهل الدولي لأوضاع العرب في الأحواز هو تجاهل غير مبرر على الاطلاق، فثمة انتهاكات صارخة وواضحة لحقوق الانسان ترتكب داخل السجون الأحوازية وخارجها، فالانتهاكات الحقوقية التي يمارسها المحتل الايراني داخل تلك المعتقلات وخارجها تتكرر بشكل دائم في غفلة عن أنظار الأمم المتحدة وكافة منظماتها، فتلك المنظمات لا تحرك ساكنا حتى الآن ازاء تلك الاعتداءات الصارخة ضد العرب في الأحواز.
ويبدو أن الوقت قد أزف لتدخل منظمة حقوق الانسان لتراقب ما يجري في الأحواز من اعتداءات وتجاوزات من قبل حكام طهران ضد العرب الأحواز في السجون وخارجها، فالمنظمات الحقوقية لا تقوم بوجبها الذي يجب أن تقوم به للتحقق من الأوضاع المأساوية في الأحواز، وإيجاد الحلول المناسبة والناجعة للحفاظ على حقوق الأحوازيين والعمل على منع الانتهاكات الصارخة التي يمارسها حكام طهران ضدهم.
وليس من سبب واضح للتجاهل الدولي إزاء ما يحدث في الأحواز، فالانتهاكات التي يمارسها الايرانيون ضد عرب الأحواز واضحة تماما، والاعتداءات الصارخة ضدهم لا تحتاج الى دليل، فالأرض الأحوازية أضحت مسرحا كبيرا يمارس فيه الايرانيون مختلف أشكال الظلم وألوانه ضد الأحوازيين العرب في أرض ما زالت تغلي كالمرجل تحت أقدام الظالمين والمعتدين على حقوق أصحابها المشروعة.
السجناء يعدون بالآلاف داخل الزنزانات الايرانية في الأحواز دون محاكمات عادلة، وذنبهم الوحيد هو المطالبة باستقلال بلادهم وحريته وانعتاقه من الاحتلال، وهذه المطالبات جريمة يعاقب أحرار الأحواز عليها من قبل أفراد الحرس الثوري الايراني المستعدين دائما لممارسة صور القمع والانتهاك ضد عرب الأحواز، في محاولة مشهودة لمصادرة حرية الشعب الأحوازي ومصادرة كرامة أبنائه والتلاعب بحقوقهم.
وليس من حل لانهاء الأزمة الأحوازية الا بوقف التجاوزات الايرانية على الحقوق المشروعة لشعب الأحواز العربي، فالمقاومة الأحوازية للتسلط الايراني ما زالت تقمع بكل وسائل القمع وأشكاله منذ سنوات طويلة من قبل السلطات الايرانية المتشبثة بالتواجد على أرض لا تملكها، والمتشبثة بالتلاعب بمصير الأحوازيين العرب اللافظين للتواجد الايراني على أرضهم، فلا بد من التحرك الدولي لانصاف الأحوازيين من ظلم حكام طهران وتعسفهم وجبروتهم.