انها تواصل الاقتراب، ولكن ستفشل في فعل ذلك مرة أخرى هذا العام. في الأسبوع الماضي أشارت تقديرات الاتحاد الدولي للاتصالات أنه سيكون هناك 7.1 مليار اشتراك في الهاتف الجوال في جميع أنحاء العالم بحلول نهاية هذا العام. وفي الوقت نفسه، سكان العالم هم بحدود 7.25 مليار نسمة. وهذا لا يعني أن ما يقرب من كل رجل وامرأة وطفل على هذا الكوكب لديه هاتف - كثير من الناس، وخصوصا في البلدان الغنية، لديهم هواتف متعددة أو أرقام هواتف متعددة. ولكن مع ذلك، تظهر البيانات أن معظم العالم الآن لديه اتصال من خلال الهواتف، وهو تغيير كبير عما كانت عليه الحال قبل عقد من الزمن، عندما كان هناك 2.2 مليار اشتراك لاسلكي في جميع أنحاء العالم. وهذا يمثل تحولا عجيبا وسريعا في الكيفية التي يعمل بها العالم والتي أتصور أننا مجرد بداية لمعرفة ما قد يعني للشركات وغيرها من المشاريع الأخرى.
وفي الولايات المتحدة وغرب أوروبا ، حيث كان على الأغلب كل شخص متصل بالفعل منذ عقود عبر الهواتف الأرضية، فإن ظهور الجوال ليست له هذه الأهمية المصيرية. لكنه لا يزال ملحوظا جدا. في أوروبا الغربية، حيث بطاقات SIM القابلة للإزالة بسهولة تجعل استخدام اشتراكات متعددة بنفس الجهاز أمرا ممكنا، عدد الاشتراكات اللاسلكية تجاوز عددا من الناس مرة أخرى في عام 2006 أو نحو ذلك.
وتجاوزت الولايات المتحدة، نسبة الهواتف اللاسلكية 100 % من الناس في عام 2012. ووفقا لتوقعات مراجعة السوق بخصوص الاتصالات السلكية واللاسلكية الجديدة، التي يصدرها اتحاد صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2015-2018، فهي سوف تستمر في الارتفاع.
ومعظم تلك الاشتراكات اللاسلكية هي للهواتف الذكية - تشير تقارير كومسكور إلى أن اختراق سوق الهواتف الذكية بلغ 77 % في الولايات المتحدة في مارس.
والإنفاق على خدمات البيانات اللاسلكية تجاوز الإنفاق على المكالمات الهاتفية لأول مرة في عام 2014، وفقا لمراجعة وتوقعات رابطة صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية، ومن المتوقع أن تستمر في النمو بسرعة في حين ينخفض الإنفاق على الصوت.
أما بالنسبة لهواتف المقاسم التقليدية التي استخدمها الجميع قبل قدوم الجوال، فإنها تختفي الآن بشكل سريع. الهواتف الأرضية لا تزال موجودة، ولكنها ستصبح على نحو متزايد لتكون خطوط بروتوكول الإنترنت عبر الصوت التي تتجاوز الكثير من البنى التحتية الهاتفية القديمة ويتم تجميعها مع التلفزيون وروابط الإنترنت السريع.خلاصة القول: إن العالم الآن على اتصال حقا لأول مرة، وذلك بفضل الهاتف الجوال. وفي الوقت نفسه نجد أن الأمريكيين يتصلون على نحو متزايد بالإنترنت عبر هواتفهم الجوالة ويجرون مكالمات الهاتف الثابت الخاصة بهم عبر الإنترنت. ليس في هذا جديد لأي شخص يتتبع قطاع الاتصالات، أو وضع مؤخرا خط هاتف منزلي في بيته، أو سار في الآونة الأخيرة على رصيف كامل مليء بأناس ينظرون في هواتفهم الذكية. ولكن من الجدير بنا أن نذكر أنفسنا بمدى السرعة التي يحدث فيها هذا.
