قتل تنظيم داعش خمسة رجال شرطة في بلدة قرب أكبر مصفاة عراقية في هجوم قد يساعد في تخفيف الضغوط عن مجموعة من مقاتلي التنظيم محاصرين داخل المنشأة الاستراتيجية، بحسب مسؤول في مركز قيادة أمنية إقليمية. وقال لـ"فرانس برس" إن مسلحي التنظيم نفذوا عملية في بلدة تل أبو جراد في إطار معركتهم للسيطرة على مصفاة بيجي (200 كلم شمال بغداد) التي تبادل أطراف الصراع السيطرة عليها. وبعد وصول تعزيزات استعاد مسلحو التنظيم المتشدد السيطرة على ثلاثة أحياء في بلدة بيجي القريبة من المصفاة، لكن المسؤول الأمني قال إن اشتباكات اندلعت من جديد هناك. وتحاصر القوات الحكومية ومقاتلون متحالفون معها أعضاء من داعش داخل المصفاة.
وتركز الحكومة العراقية على منطقتين مهمتين في إطار محاولتها لتخفيف قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر على ثلث أراضي العراق وأجزاء كبيرة من سوريا.
وإلى جانب صراع السيطرة على بيجي في الشمال تأمل قوات الحكومة العراقية في انتزاع السيطرة على معظم مناطق محافظة الأنبار بغرب البلاد من التنظيم المتشدد.
وهدد داعش بالزحف إلى بغداد في سيناريو غير مرجح في ضوء الأعداد الكبيرة من أفراد قوات الأمن وميليشيات الحشد الشعبي المتحالفة معها في العاصمة وما حولها. لكن التنظيم أعلن مسؤوليته عن تفجيرات انتحارية وهجمات بعبوات ناسفة في بغداد. وقالت مصادر طبية وأخرى في الشرطة إن ستة أشخاص قتلوا أمس في تفجيرات بأنحاء مختلفة من العاصمة. وقال مصدر في الحشد الشعبي انه قتل 30 عنصرا من تنظيم داعش في معارك خلال يومين.
وقتل أمس 3 أشخاص وأصيب 13 آخرون في حادثين أمنيين منفصلين في بغداد. وذكر مصدر أمني ان انفجار عبوة ناسفة أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة سبعة آخرين في منطقة العامرية غربي بغداد. وأفاد المصدر عن مقتل شخصين وأصيب ستة آخرون بانفجار عبوة ناسفة قرب محال تجارية في منطقة حي التراث، جنوب غربي بغداد.
في هذه الأثناء، قالت قوة المهام المشتركة التي تقود عمليات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش إن التحالف نفذ 11 ضربة جوية في سوريا والعراق يوم الثلاثاء، استهدفت ثلاث وحدات داعشية قرب مدن الحسكة وحلب وكوباني. وفي العراق استهدفت سبع ضربات جوية مقاتلي التنظيم وسيارات وأسلحة ومخازن أسلحة وأهدافا أخرى تابعة للتنظيم قرب خمس مدن من بينها سنجار والموصل.
في موسكو، أشارت تقديرات مركز مكافحة الإرهاب في رابطة الدول المستقلة (جي يو إس) إلى أن عدد المقاتلين الروس في صفوف تنظيم داعش يصل إلى خمسة الآف مقاتل. ويرجح مراقبون أن أغلب هؤلاء ينحدرون من منطقة شمال القوقاز ذات الصبغة الإسلامية.
ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن مدير المركز اندريه نوفيكوف قوله إن أجهزة الاستخبارات تعرف عن انضمام نحو 2000 شخص يحملون جواز سفر روسي إلى مقاتلي داعش في العراق وسورية.
وأضاف ان بعض الخبراء يقدرون عدد الروس المنخرطين في صفوف داعش بـ5000 شخص مفسرا هذا التباين في الأرقام باستمرار عمليات تدقيق المعلومات المتوفرة حول المواطنين الذين يعتقد أنهم توجهوا إلى سورية.
وحذر المسؤول بأن "عودة هؤلاء المقاتلين ستزيد من خطور الوضع في بلدان مجموعة الدول المستقلة" التي تضم معظم الجمهوريات السوفياتية السابقة، في وقت تواجه عدة بلدان من آسيا الوسطى ظاهرة الارهاب.
وكان مدير جهاز الامن الفدرالي (اف اس بي) الكسندر بورتنيفوك قدر في مطلع حزيران/يونيو عدد المواطنين الروس الذين يقاتلون في العراق بحوالى 1700 معربا عن قلقه ازاء تنامي تأثير تنظيم داعش في روسيا، ودعا الى تعاون متزايد مع واشنطن والغربيين بهذا الشأن.
وشهدت روسيا في الاسابيع الاخيرة مغادرة عدد من الشبان الروس الى سوريا، وأفادت جامعة موسكو الرسمية عن فقدان طالبة غادرت الى تركيا حيث يعتقد انها ستحاول الانتقال الى سوريا.
وقالت متحدثة باسم اكاديمية موسكو لوكالة ريا نوفوستي ان مريم اسمعيلوف "كانت تدرس ادارة الاعمال والتسويق في جامعتنا" مشيرة الى انها استقلت الطائرة الى تركيا لتنضم هناك الى طالبة اخرى من الجامعة.
وأعرب دميتري بيسكوف المتحدث باسم فلاديمير بوتين عن قلقه لموجة رحيل اعداد من الطلاب الروس ووصفها للصحافيين بأنها "ظاهرة خطيرة".
وفي مطلع حزيران/يونيو اوقفت السلطات التركية 14 روسيا بينهم طالبة عمرها 19 عاما واربعة اذربيجانيين في كيليتش وهم يحاولون العبور الى سوريا.
وفي دليل على اهتمام تنظيم داعش المتزايد بروسيا اطلق التنظيم في نهاية ايار/مايو نسخة روسية من منشوراته.