مع كل نفحة من نفحات الإيمان وموسم من مواسم الخير والإحسان تتجدد المطالب وتتحد الغايات من أجل تصفية النفوس ونبذ الخلافات وفتح صفحة جديدة مع الآخرين وبدء مرحلة جديدة عنوانها المحبة والسلام.
اليوم غرة رمضان؛ شهر المحبة والتسامح والعطاء، شهر الجود والخير، شهر العبادة والقيام، شهر نرتقبه عاما إثر عام، نهفو إليه بتحنان ونرتقبه بشوق كبير، وفي أول يوم من أيام هذا الزائر الكريم، نتبادل رسائل التهاني والتبريكات بمقدمه، ونتجاذب أطراف الحديث وسط روحانية عجيبة ونتقاسم الدعوات بالقبول والغفران.
جميل هذا الشهر والأجمل منه أن نكون كذلك دائما وأبدا، فرب رمضان هو رب باقي الشهور والأعوام، والتسامح الذي نكون عليه مدة شهر كامل ينبغي أن يمتد لباقي الشهور.
وسطنا الرياضي ونحن نستهل شهرنا الكريم بحاجة ماسة إلى الاستفادة من هذه المواسم المباركة عل وعسى أن تتبدل الأوضاع وتتغير الأحوال، فكم هو جميل أن ينبذ كل الرياضيين بلا استثناء الفرقة والشتات الذي حصل بينهم بفضل التعصب البغيض لشعار ما أو نجم ما أو قضية جدلها بيزنطي لن ينتهي حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
شهر الخير فرصة سانحة يا معشر الرياضيين لنقف صفا واحدا ويدا واحدة في وجه التعصب والشتات الذي طال وسطنا واعتراه دون سابق إنذار، فهل نجرب ولو للحظة واحدة أن نصفي نفوسنا ونعفو عن زلات غيرنا ونغسل قلوبنا من الحقائد والضغائن التي زرعها الدخلاء على الرياضة والمنافسة الشريفة.
أجزم ولن أبالغ بأن بذرة الخير موجودة في كل أبناء هذا الوسط، فقط تحتاج لمن يجيد العزف على أوتارها في مثل هذه المناسبات الروحانية التي تصفو بها النفوس، اعقلوها وتوكلوا؛ سامحوا واعفوا واغفروا ولا تكونوا عونا لشياطين الإنس في هذا الشهر الكريم بعد أن ربطت فيه شياطين الجن.
دعوة للتسامح، دعوة للترابط، دعوة للحب والوئام، نتمناها أن تكون شعارنا ولو على الأقل في هذا الشهر الكريم والذي أسأل الله أن يجعلنا وإياكم فيه من المقبولين ومن عتقائه من النار ووالدينا وعموم المسلمين.
قبل الطباعة
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضاً شهر عصيان
وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله في الأسبوع القادم ولكم تحياتي