DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

شياطين لا تصفد ..!!

شياطين لا تصفد ..!!

شياطين لا تصفد ..!!
استنفار، وشياطين لا تصفد في تلك القنوات، الفضاء مشحون، مملوء بمقذوفات البث، إعلانات، دعايات، مسابقات، تصويت، قهقهات، ضحكات، وعود، استعداد، عبارات، عاطفة، إلهاب العقول لتذوب أمام السفاهة، ولتنصهر خلف التفاهة، هوس، سخونة، توتر، حماس، وعود، تخيلوا فنحن في شهر العبادة والقرآن موعودون بالمتعة، والترفيه، و(الوناسة)، والتسلية، والإثارة، عجبي وكأن رمضان شرفه الله لا قيمة له، ولا شأن، ولا كرامة، وقالوا رمضان يجمعنا، يجمعنا بمن، وبماذا؟. تعاملوا مع رمضان كمهرجان صيفي ترفيهي وترويجي لمدة شهر وينقضي، فزعموا أنه يحق لهم عرض بضاعتهم الفاسدة من مسلسلات لا تقبل في الأشهر العادية في هذه المساحة الزمنية، معروف أنهم لا يبالون لا بقيمة، ولا بشيمة، ولا بشرف والاهم من ذلك، لا يعظمون شعائر الله وعباداته، والأعظم سخروا من دينه. في لقاء تلفازي يستفسر المذيع: ماذا عن تسجيلكم بعض المشاهد في رمضان؟، يعدّل جلسته ويقول: تصدق نضطر أن نفطر هذا ما قاله الممثل "فلتة زمانه"، تسأله في داخلك لماذا؟ يرد وهو يتقمص صاحب العلم: لأننا قد نعمل ساعات طوالا في تسجيل مشاهد لمسلسل فنتعب ونعطش ولا تنس كنت وبعض زملائي "جايين من سفر"، ويحق لي ولهم أن نفطر، تلك التجارة المليئة بالغواية، والفساد الأخلاقي، والإثارة الممقوتة، هذه الأعمال التي وضعت (من مسلمين غافلين، أو غير مسلمين أساسا) لتسرق أذهان المشاهدين من المسلمين لينصرفوا عن شهر القرآن الكريم والصيام، وتكريس متابعة تلك المنتجات الدرامية، والفنية، والإعلامية ليستجيب لها البعض ويبتعد عما أراده الله عز وجل ـ إلى ما يريده الشيطان، لكن َرفَضها الكثير من العقلاء ولله الحمد ومازالوا يرفضونها. وآخرون تعاملوا مع رمضان كمناسبة للتسوق وفرص للربح الكثير، والاستثمار الوفير، "متى يأتي رمضان، فالفرص والربح والبيع فيه عال العال، ومثل الرز" تلك مقولة أحد أصحاب المحلات التي يشحذ همته، ويشد مئزره لمزيد من التسويق والتصريف والكسب. تشعر بأسى أن تصفيد شياطين الجن في هذا الشهر المضيء بالروحانية، والمعبّق بالإيمان، والمعطر بالذكر قابله تحرر شياطين الإنس لينطلقوا بأهوائهم، وأفكارهم نحو تنفيذ وصايا الشيطان فبذلوا، وابتذلوا الكثير للإفساد، ولم يبالوا بتحمل الأوزار، ولا الذنوب، ولا بالعقوبة من الله الشديد المتعال. لقد تحولت المتاجرة مع الله الكريم ذي الفضل العظيم في هذا الشهر الفضيل إلى المتاجرة به، وما أعظمها من خسارة، نسأل الله العافية. ختام القول: تخيلوا لو قلت لكم: إن أهم وأضخم وأجمل، وأحدث، وأوفر، وأعظم سوق هنا، لن يفتح إلا لشهر واحد فقط وسيقفل طوال السنة لوجدتم التدافع عليه بعد طول انتظار واغتنمتم شراء كل ما تحتاجونه من السلع المناسبة، لذا فرمضان فرصة كبيرة لربح مكاسب عظيمة، وفرصة عظيمة لتربية أنفسنا على التخلص من أدران الخطايا، وفرصة عظيمة نختبر فيها ذاتنا ونعيد التفكير في علاقتنا مع الله جل جلاله، واقول لا تفكروا كثيرا في منع قنوات السخط من عرض بضاعتها المزجاة، فالهوى ذهب بهم وران على قلوبهم، ولكن على كل مسؤول نقي يمنع من هو مسؤول عنهم أن يتابعوا أو يعطوا وقتا لمثل ذلك.