اكد مقيمون يمنيون لـ "اليوم"، ان عملية فصل التوأم السيامي اليمني "عبدالعزيز وعبدالله"، ما هي الا تتويج للأعمال الانسانية التي تقوم بها المملكة تجاه الشعب اليمني منذ القدم، والتي تعبّر عن تلاحم ووحدة الشعبين بغض النظر عن الاحداث السياسية القائمة حالياً، مشيرين الى ان ما قامت به المملكة يؤكد للجميع ان الانسانية التي يتميز بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ما هي الا امتداد لحكام المملكة السابقين والشعب السعودي الذي يكّن لليمن وشعبه الكثير من الود والتلاحم.
تسهيل وصول
في البداية قال والد التوأم فتحي عبدالله حسين بقية: "أحمد الله على تحسن حالة ابني بعد اجراء عملية جراحية بعد عملية الفصل والتي تكللت بالنجاح، وبدأت حالة ابني عبدالعزيز في التحسن والاستقرار بمتابعة الاطباء في المستشفى،كما اتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله" الذي أمر بتسهيل وصولنا إلى أرض المملكة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن، كما اشكر المملكة على ما تقدمه من أعمال إنسانية تجاه الشعب اليمني، واشكر الدكتور عبدالله الربيعة والفريق الطبي على الاهتمام والمتابعة التي وجدها التوأم منذ أن كانوا باليمن وحتى نقلهم إلى المملكة".
طائرة خاصة
واضاف والد التوأم: "رزقني الله بالتوأم في المملكة في ابها وتم نقلنا بطائرة خاصة الى الرياض في مدينه الملك خالد الطبية للكشف، وعند كشف الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة عليهما ابلغنا ان الحالة تحتاج الى 10 شهور وبعدها تجرى العملية بعدها، حينها طلبنا العودة لليمن، وبدأت الاحداث وكانت المملكة تتابع وضعنا ونحن في اليمن، عندما بدأت الاحداث في اليمن تم نقلنا بطائرة عن طريق السفارة السعودية لبيشة اولاً واستقبلني المسئولون في المملكة وقدموا لي كل وسائل الراحة وتم حجز رحلة للمغادرة للرياض وكان في استقبالنا مندوبون من العلاقات العامة في المستشفى الذين وفروا لنا كل سبل الراحة بتوفير السكن والمعيشة ولم يكن ينقصنا شيء ولله الحمد".
تقدير وعناية
وقال "بقية": أنا مطمئن لوجودي وأسرتي في المملكة لما نجده من الشعب السعودي، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله" من تقدير وعناية فائقة وللسمعة الطبية الكبيرة والخبرة التي تتمتع بها وخصوصا في عمليات فصل التوائم السيامية، مثنيا على التسهيلات التي وجدتها أسرته منذ ولادة التوأم وانتقالهم بعد ذلك إلى مدينة الملك فهد الطبية وانتهاء بوجودهم حاليًا في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية حتى استقرار حالة ابني عبدالعزيز بعد وفاة شقيقه عبدالله.
انجاز علمي
من جانبه قال الطبيب اليمني عبدالحفيظ قاضي المشارك في الفريق الطبي الجراحي المتخصص برئاسة المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الطبي والجراحي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة: ان ما تم في عملية فصل التوأم السيامي اليمني "عبدالعزيز وعبدالله" يعتبر انجازا علميا بمعنى الكلمة وهو فخر لكل عربي مسلم، ليس للمملكة فقط، بل للامة بشكل عام، وحكومة خادم الحرمين الشريفين تساعد الاطفال اليمنيين وغير اليمنيين، وهذه الحالة تعتبر الـ 37 في فصل التوائم السياميين ولا تنظر المملكة لخلفية او دولة الاطفال بل هدفها الجانب الانساني وتميزها من بين دول العالم في هذا النوع من العمليات، وليس بمستغرب على حكومة المملكة وقوفها بجانب العرب والمسلمين وغير المسلمين المحتاجين في شتى المجالات، وتعودنا من المملكة انها الملجأ الوحيد لليمنيين ودائماً وابداً المملكة اياديها بيضاء مع الشعب اليمني سواء في الداخل او الخارج.
فريق متكامل
واضاف الطبيب "قاضي": "قام بالعملية فريق متكامل من كل التخصصات في جراحة الاطفال برئاسة الدكتور عبدالله الربيعة، وينقسم الفريق الى ثلاثة اقسام فريق جراحة الاطفال وفريق جراحة المسالك البولية للأطفال وفريق عظام الاطفال وجراحة تجميل، وكان دوري مع فريق جراحة الاطفال، ولله الحمد تكللت العملية بالنجاح وتوفي الطفل عبدالله كونه كان يعاني مشاكل في الجهاز العصبي والمخ ومشاكل في القلب وتشوهات خلقية في القلب والكلى قبل اجراء العملية وكان متوقعاً وفاته، وبقي عبدالعزيز الذي تتحسن حالته بشكل ملحوظ ولله الحمد، واضاف الطبيب "قاضي": بصفتي يمنيا اتقدم بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله" ولحكومته الرشيدة والقائمين على مدينة الملك عبدالعزيز الطبية ومستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال و"ان شاء الله" يكون هذا العمل الانساني في ميزان حسناتهم جميعا.
علاقة وطيدة
من جهته قال الاعلامي محمد الصالحي: "ليس غريبا على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله" وولي عهده صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف هذه المبادرات الانسانية، وبغض النظر عن انتماء الشخص او مرجعتيه قدمت المملكة الانسانية على كل شيء، للعلاقة الوطيدة بين اليمن والسعودية واثبتت على مر الزمان انها تقف الى جانب الشعب اليمني في محنته ومشاكله، وما عملية فصل التوائم الا جزء بسيط مما تقدمه المملكة على مر السنين في اليمن".
قيادة حكيمة
واضاف الصالحي: "قد يكون هناك حاقد او جهات دولية او اقليمية تحاول زعزعة العلاقة بين الشعبين السعودي واليمني، ولكن هذا لن يحدث في ظل القيادة الحكيمة المتمثلة في الملك سلمان بن عبدالعزيز "يحفظه الله" الذي اثبت ان لليمن وشعبه اهمية كبيرة من خلال ما يقوم به من عمل انساني من خلال مركز سلمان الخيري او من خلال عاصفة الحزم واعادة الامل للشعب اليمني، ويعلم الجميع ان ما قام به مركز الملك عبدالعزيز من عملية كبرى ومعقدة وصعبة جدا في فصل التوأم والذي يعتبر جانبا انسانيا بحتا لا يرتبط بمصالح سياسية، كما عودتنا المملكة دائما انها لا تنظر الى تحقيق مكاسب من وراء اى عمل انساني".
عمل كبير
وتابع "الصالحي": "والد التوأم من صعدة ولا يمت للحوثيين بصلة وما هم الا شرذمة لا يمثلون اليمنيين ولا الوجه الحسن لليمني الاصيل، ولا انسى مواقف المملكة من الجرحى والمصابين اليمنيين، وعلاج 80 % من جرحى المقاومة اليمنية في مستشفيات تهامة وشرورة والرياض واغلب مناطق المملكة التي قامت بعمليات كبرى لهؤلاء الجرحى قاموا بعمل كبير في هذا الجانب في الوقت الذي يسيطر الحوثيون على معظم المستشفيات في اليمن".
وقال الاعلامي اليمني بشير طاهر: "بالنسبة لفصل الطفلين السياميين اليمنيين عبدالعزيز وعبدالله بعد استضافتهما لأكثر من خمسة عشر شهرا في المملكة، يعكس شيئين الاول التقدم الكبير للطب في المملكة، ولا سيما ان من قام بهذه العملية أطباء استشاريون سعوديون والثاني العلاقة الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين والدعم الذي تقدمه المملكة لليمن في كل المجالات".
استراتيجية مدروسة
واضاف "طاهر": "لا يخفى على احد الدعم الذي تلقاه اليمن من قبل المملكة بالنسبة لعلاج الجرحى وهو شيء طبيعي بين بلدين جارين تربطهما روابط الاسلام والعروبة، والدعم السعودي لليمن اخذ مجالات مختلفة سواء من خلال استضافة العمالة اليمنية او من خلال دعم المجالين التنموي والخيري وحتى على المستوى السياسي، وان كان من الضرورة ان يتطور هذا الدعم في نطاق استراتيجية مدروسة بشكل اكبر يكون اثرها اعمق وحتى يكون الدعم في نطاق الاسناد لا في نطاق الاعالة.
تصحيح أوضاع
من جانبه قال الاعلامي اليمني مروان المريسي: "ان عملية فصل التوأم اليمني السيامي هي لبنة جديدة في جسر العلاقات الوثيقة الممتدة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية، وليس هذا بمستغرب على المملكة التي كانت وما زالت تقف إلى جانب اليمن في كل الصعوبات التي يمر بها، وعلى مستوى الحكومة والأفراد، فقد استقبلت المملكة عدداً من ضحايا بطش الحوثي والمخلوع، كما صححت أوضاع عشرات الآلاف من المقيمين اليمنيين غير النظاميين ويسّرت لهم مزاولة العمل بكل أريحية، في لمسات حانية تدل على الحس الإنساني العالي لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله".
فرحة عارمة
واضاف "المريسي": التقيت بوالد الطفلين، الأخ فتحي بقيّة، بعد الانتهاء من عملية فصل التوائم وكانت فرحته عارمة، فقد حكى عن المعاناة التي سبقت العملية على مدى عام ونصف، واليوم تحقق حلمه ببشارة الفريق الطبي بنجاح العملية، وقال: كل كلمات الشكر لا تفي هذا البلد المعطاء حقه، لا أقول إلا: جزاكم الله كل خير.
تخصصات مختلفة
وكان الفريق الطبي الجراحي السعودي المتخصص برئاسة المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، رئيس الفريق الطبي والجراحي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة قد اجرى عملية فصل التوأم السيامي اليمني "عبدالعزيز وعبدالله" بنجاح، بعد أكثر من 10 ساعات متواصلة، بمشاركة أكثر من 30 طبيبًا من أبرز الاستشاريين السعوديين في تخصصات مختلفة، بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال، بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، بوزارة الحرس الوطني في الرياض.
مرحلة التجهيز
وكانت عملية الفصل قد تمت عبر ثماني مراحل، بدأت المرحلة الأولى بتخدير التوأم واستغرقت ساعتين ونصف الساعة، ثم مرحلة التجهيز للعملية، بعد ذلك بدأت العملية الجراحية، وفي المرحلة الرابعة تم فصل الأمعاء والكبد، ثم المرحلة الخامسة، وكان الفريق يعمل على المسالك البولية واستغرقت ساعتين، وفي المرحلة السادسة جراحة العظام، وفي المرحلة السابعة التي استغرقت ثلاث ساعات انقسم الفريق الجراحي إلى قسمين أحدهما مع الطفل عبدالعزيز والآخر مع الطفل عبدالله، وتم فيها إعادة التشكيل لكلا الطفلين.
تغطية وتضميد
وفي المرحلة الثامنة والأخيرة كانت التغطية والتضميد التي شارك فيها جميع الطاقم وتم فيها إغلاق الجروح، ووضع الضمادات للتوأم ونقلهما إلى قسم العناية المركزة للأطفال لحين اكتمال فترة علاجهما "بإذن الله".
عمليات فصل
وتعد عملية "عبدالعزيز وعبدالله" رقم "37" في سلسلة عمليات فصل التوائم السيامية التي أجريت في المملكة، والتي بدأت منذ العام 1990م وشملت عمليات فصل لتوائم سياميين متلاصقين من أكثر من 18 دولة من مختلف أنحاء العالم.
د. عبدالله الربيعة خلال فحصه التوأم قبل عملية الفصل
الطفل عبدالعزيز بعد عملية الفصل
الفريق الطبي المشارك في العملية عقب اجراء الجراحة