لماذا كان الحديث الذي أجراه الزميل عبدالله المديفر في برنامج في الصميم على قناة روتانا خليجية مع الشيخ عادل بوخمسين مهما وبناء إلى درجة كبيرة، من وجهة نظري على الأقل ونظر من قابلتهم، والكثيرين ممن غردوا في تويتر من كافة المكون الوطني محيين الشيخ عادل بوخمسين على طرحه ولغته الجامعة للهم الوطني الواحد. وأظن الكثير من أبناء الوطن يشاركونني نفس الشعور؛ لأننا بعد الأحداث الإرهابية التي ضربت الوطن في الدلوة والقديح والعنود، والاعتداء على رجال الأمن، والذي كان الهدف الأساس منه هو ضرب مكونات الوطن واحداث الشرخ فيها لينشغل المواطن بعد هذه الأحداث في لغة طائفية ومذهبية شبيهة ببعض الدول العربية التي سقطت في فخ الطائفية والاحتراب المذهبي، ولكن لوعي المواطن السعودي والنخب الوطنية وبالأخص أهلنا في الدالوة والقديح والعنود وذوي شهداء الواجب من رجال الأمن وتأكيدهم على التفافهم حول قيادة هذا الوطن، منعوا المجتمع من السقوط في فخ المذهبية، الذي لو قدر له أن ينجح لجر المجتمع إلى احتراب مذهبي الرابح الأول فيه هم أعداء الوطن، والخاسر الوطن بجميع مكوناته.
ومن هنا، جاء حديث الشيخ عادل بوخمسين؛ ليؤكد على اللغة الوطنية الجامعة، ويفند بعض الأوهام والأساطير، الذي غرد بها البعض في تويتر، وكتب عنها بعض الكتاب بعد أحداث الدلوة والقديح والعنود، عن دعوة الطائفة الشيعية لتشكيل حشد شعبي شبيه بالحشد الشعبي العراقي، وبأن هذا وهم لا أساس له من الصحة، كون الشيعة مع الدولة، مؤكدا على أن حفظ الأمن هو من اختصاص الدولة، رافضا لفكرة الحشد الشعبي من أي جهة كانت، كون الدولة تقوم بحفظ الأمن لجميع مواطنيها، كذلك من ضمن الأمور الذي فندها تأكيده على أن الشيعة مع الدولة في حربها مع الحوثيين وجميع قراراتها مؤكدا على أن الحرب سياسية وليست مذهبية كما يحلو للبعض أن يصورها، وبأن ليس للشيعة ولاء إلا للوطن وقيادة هذا الوطن إضافة لقضايا كثيرة نوقشت في اللقاء يستطيع أن يرجع لها القارئ عبر قناة اليوتيوب ويشاهد كامل اللقاء. قد يقول البعض مستغربا لماذا كان على الشيخ عادل بوخمسين أن يجيب على أسئلة قد تبدو استفزازية وتشكك في وطنية مكون من مكونات الوطن وهم الشيعة، أقول من يقرأ المرحلة الذي يمر بها الوطن وبالأخص الأحداث الإرهابية، سوف تذهب عنه ربما علامات التعجب والاستفهام هذه، لأن المرحلة تتطلب ذلك، أي تتطلب التأكيد على حديث الوطن ولغته، لأن هناك من ضعفاء النفوس وأعداء الوطن ما زالوا يغردون هنا وهناك لتأجيج النفس الطائفي والتشكيك في الخطاب الوطني، فكما غرر ببعض شبابنا والتحقوا في داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، كذلك قد يغرر بهم لتأجيج النفس الطائفي والمناطقي، لأن الحملة من أعداء الوطن تستخدم فيها جميع الوسائل والقنوات لهدف ضرب الصف الواحد، فالشيخ عادل كان يقول في لقائه ليس هناك أي حديث سواء كان مناطقيا أو مذهبيا أو قبليا غير حديث الوطن، لأن الجميع مستهدف ولا مكان لأي حديث آخر، فالشيخ عادل كان قارئا للواقع ويعي أن هناك من يتربص وجاهز لتأويل أي حديث ليجعل منه قصة مذهبية، فآلة التحريض الذي يستخدمها أعداء الوطن جاهزة على مدار الساعة، لدق إسفين الفرقة في النسيج الوطني، وهذا ما يحتم على نخبنا وعقلائنا وكتابنا بأن يكونوا حذرين وواعين لهذه المرحلة الذي تتطلب لغة وطنية بامتياز، بعيدة عن أي مفردة قد يشتم منها رائحة الطائفية. والشيء الذي أسعدني حقيقة وأثلج صدري وصدر كل وطني أن الكثير ممن تابعوا اللقاء التقطوا المفردة الوطنية الذي تحدث بها الشيخ عادل بوخمسين وحيوه عليها، ليختم بعد ذلك الزميل المديفر الحلقة بعبارة موجزة ولكنها ذات دلالة عميقة قائلا "انقلوا عن عادل بوخمسين يقول نحن مع الوطن". * كاتب وإعلامي