اعتاد الكثير من الاحسائيين على تناول العديد من الأطعمة الشعبية في وجبة الافطار بشهر رمضان، ويأتي في مقدمتها الخبز الأحمر الحساوي، حيث استطاعت هذه القيمة الغذائية العالية -إلى جانب العادة السائدة منذ القِدم- أن تبقى على مدار سنوات تتهافت أجيال الأحساء على تناوله، وعلى إعداده أيضاً؛ لكونه يمتاز بسرعة هضمه، إذ يحتوي على كمية عالية من ألياف دقيق البر، والسكر الطبيعي الموجود في نقيع "التمر".
وتعيش محلات صناع الخبز الأحمر التي تتركز في أطراف المدن المحاذية لريف الأحساء والبلدات الشمالية والشرقية المنتشرة في الأحساء خلال شهر رمضان- حالة من الانتعاش الواضحة من بعد صلاة العصر حتى قبيل أذان صلاة المغرب. وقال وليد أجواد "خباز": إن الطلبات المتزايدة على الخبز الحساوي الأحمر الطازج في شهر رمضان بنسبة تتراوح بين 30 إلى 35%، مبيناً أن جميع الزبائن يحرصون على الحصول على الخبز "الساخن" قبيل الإفطار، فيتدافعون على مخبزه قبيل أذان صلاة المغرب بساعة، وأضاف ابنه خالد أجواد "خباز": إن المكونات الأساسية للخبز الحساوي الأحمر تتكون من طحين وماء وخميرة وسكر وملح وتمر والحبة السوداء، وتتمثل طريقة إعداده في خلط الدقيق مع الماء والملح وعجنها حتى تتماسك، ثم يتم نشر العجينة على قطعة قماشية على شكل دائري، يصل قطرها لـ30 سنتيمترا، وتتكون من طبقة واحدة سميكة نوعاً ما، ثم توضع في جدار التنور الجانبي، ويفضل استخدام حطب جذوع النخيل كوقود للتنور لإكسابه نكهة وطعماً طيبين، وهي ميزة نسبية تتمتع بها مخابز الأحساء الشعبية بسبب انتشار جذوع النخيل؛ كونها منطقة زراعية خاصة بأشجار النخيل، مبيناً أن الخبز الحساوي الأحمر، له فوائد صحية عديدة.
وذكر المواطن حسين الطلب أنه لا يمكن أن يمر شهر رمضان دون ان تفطر العائلة بالخبز الاحمر الحساوي، اضافة إلى القشطة والجبن، مؤكداً ان مذاقه يكمن فيه وهو ساخن تماماً.
وقال المواطن أحمد الموسى: أنا اعمل في منطقة الرياض منذ سبع سنوات، وفي كل شتاء يطلب مني زملائي ان أحضر معي في اول يوم دوام بالاسبوع خبزاً أحمر من الاحساء، حيث اقضي يومي الاجازة بالاحساء، وبعض الموظفين يغضب إذا لم احضره معي، فقد اعتادوا عليه في كل شتاء.