أفادت رسائل بريد الكتروني نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء أن هيلاري كلينتون عانت للتكيف مع حكومة الرئيس باراك أوباما بعد أن عينت وزيرة للخارجية في 2009، وكشفت الرسائل ان صديقا قديما لهيلاري كلينتون كان يعطيها نصائح تفصيلية عن قضايا تراوحت من السياسة البريطانية الى أفغانستان وإيران بينما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الامريكية رغم انه لم يكن يعمل في الحكومة الامريكية.
وتوضح الرسائل كيف أن كلينتون كانت تتوجه لحضور اجتماع لتكتشف انه ألغي وساورها القلق بشأن الوقت المتاح لها مع رئيسها الجديد الأمر الذي يكشف مشاقا في العلاقة بينها وأوباما خصمها السابق في الانتخابات أثناء الشهور الأولى لتوليها المنصب الدبلوماسي الأرفع في الولايات المتحدة. وخاض الاثنان الانتخابات الاولية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في سباق الرئاسة لعام 2008.
وفي رسالة لاثنين من مساعديها في الثامن من يونيو حزيران 2009 بدت كلينتون غير واثقة مما إذا كان البيت الأبيض قد عقد اجتماعا للحكومة وإن كان ينبغي عليها الحضور أم لا.
وكتبت كلينتون "سمعت في الإذاعة بأن هناك اجتماعا للحكومة هذا الصباح. هل هناك؟ وهل يمكنني الحضور؟ وإذا لم أحضر فمن سنرسل؟".
ورد عليها مسؤول بالوزارة إن اجتماع الحكومة منعقد لكنه ليس اجتماعا كاملا للحكومة يتعين عليها حضوره.
ورغم أنهما كانا خصمين خلال الحملة الانتخاببية فقد نشأت بينهما في نهاية المطاف علاقة عمل ودية خلال الأعوام الأربعة التي أمضتها وزيرة للخارجية.
كشفت رسائل البريد الالكتروني التي نشرت أمس الثلاثاء ان صديقا قديما لهيلاري كلينتون كان يعطيها نصائح تفصيلية عن قضايا تراوحت من السياسة البريطانية الى أفغانستان وإيران بينما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الامريكية رغم انه لم يكن يعمل في الحكومة الامريكية.
وتظهر الرسائل التي ترجع الى عام 2009 ان سيدني بلومنتال المستشار غير الرسمي الذي تعود علاقته بأسرة كلينتون الى سنوات الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون في البيت الابيض قام بدور نشط في محاولته تشكيل الشهور الاولى لشغل كلينتون أعلى منصب دبلوماسي في الولايات المتحدة.
ويمكن للعلاقة الوثيقة التي تربط كلينتون ببلومنتال ان ترتد عليها في مسعاها لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية لعام 2016 باسم الحزب الديمقراطي.
ويسعى جمهوريون في الكونغرس الى تسليط الضوء على تأثيره على كلينتون في ليبيا التي سقطت في الفوضى عام 2011. وكان بلومنتال وهو صحفي سابق يبعث لها رسائل مطولة عن ليبيا حوى الكثير منها تقارير لضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية.
وأظهرت الرسائل التي نشرتها الخارجية الامريكية ان القضايا التي قدم فيها بلومنتال النصح تتجاوز ليبيا وانه قدم لكلينتون معلومات متعلقة بقضايا حساسة منذ عام 2009.
ووفقا لرسالة بالبريد الالكتروني بعثها في 14 يونيو من ذلك العام كان فيما يبدو يقوم بدور الوسيط بين كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت جوردون براون بشأن عملية السلام في ايرلندا الشمالية.
وشاب الجدل حول رسائل البريد الالكتروني لكلينتون بداية حملتها لسباق الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2016 بعد ان أقرت بأنها كانت تستخدم حسابها الشخصي لا الحساب الحكومي الخاص بالخارجية الامريكية.
والرسائل التي نشرت الثلاثاء هي من بين نحو 30 الف رسالة سلمتها كلينتون للخارجية الامريكية في ديسمبر الماضي وصدر أمر قضائي بنشرها على دفعات.
وقالت نيويورك تايمز ان مساعدي الرئيس باراك أوباما منعوا تعيين بلومنتال في منصب بوزارة الخارجية بسبب مشاعر سلبية عالقة لدوره في تقديم النصح لكلينتون حين كانت تنافس اوباما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات عام 2008.