نعم من أنتم ومن أين أتيتم؟ هل أنتم احفاد سيد البشرية ومن أرسله الله بدين التسامح والحرية دين العز والنصر دين الانتصارات والفتوحات دين العدل والمساواة دين القيم والمبادئ؟ هل يستحق منا هذا الدين التلاعب برسالته السامية؟ ان هذا الدين يجب ان ينشر المحبة والخير، ان الخالق امرنا بتفريج الكربة، كفالة اليتيم ومساعدة الفقير والاهتمام بالجار، لقد كان رسولنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يعتني بالعاصي والقاسي ومن يعارضه ويتحداه ويحاربه كان يهتم بالجميع دون تمييز فلنترجم سيرته ونبلّغ رسالته اننا تربينا على تعاليم الدين السمحة ومحبة الجار وتقدير الغريب يجمعنا دين واحد ونعبد ربا واحدا ونعيش على تراب وطن كبير يعيش من خيراته الصغير والكبير. هل نسينا ان الله حرم قتل النفس؟ هل نسينا فضل يوم الجمعة؟ هل نسينا فضل هذاالشهر الكريم العظيم الذي انزل فيه القرآن الكريم؟ اننا في شهر تتضاعف فيه الاجور وتعتق الرقاب من النار انه شهر المغفرة والرحمة فهل ننشر الرحمة والمحبة والتسامح مهما كانت اختلافاتنا؟ لماذا نصل لما وصلنا اليه؟ لماذا نزهق الأرواح التي حرم الخالق قتلها؟ لماذ انشغل فتيل الطائفية؟ لماذا نشمت أعداء الدين؟ لماذا لا نسخر طاقاتنا لمحاربة من يعادينا؟ لماذا نحول اختلافاتنا الى كره وحقد وبغضاء؟ اننا اصحاب رسالة اننا اصحاب فضيلة ان ديننا دين الرشد والعفو اننا خير أمة اخرجت للناس؟ لماذا نفرط في قيم تعلمناها، تعلمنا ان الجار له حق وإن جار علينا، وتعلمنا حب الاخر وتقبله مهما كان اختلافنا معه، تعلمنا ان الاسلام دين السلام، اننا نحيي كل البشر بالسلام عليكم، نبدأ بالسلام في كل موقع ومكان، لقد تلقيت سؤالا من العاملة التي كنت احاول ان اقنعها باعتناق الاسلام في هذ الشهر الفضيل لماذا هذا التفجير في شهر رمضان كله مسلم كله فيه صوم لقد كنت شرحت لها ان ديننا دين الحب والتسامح حتى مع اعدائنا، لقد احترت ماذا اشرح لها هل اشرح لها عن الطائفية والكراهية البغيضة ماذا أقول لها ولمن يتمنى دخول دين الحق والمحبة وحسن المعاملة؟
ان الخالق منحنا عقولا نتدبر بها اعظم كتاب وهو القرآن ونطبق احكامه بكل عقل وصدق، ان الله سوف يحاسبنا في يوم لا ينفعنا فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم، فمتى تسلم قلوبنا وتتطهر من التفرقة والتكفير ونسيان العزيز الكريم؟ متى نوجه قوتنا تجاه اعدائنا؟ متى ندافع عن الارض والدين؟ ان الشهادة شرف من الله يمنحها لمن يدافع عن دين ووطنه ومن اعتدى عليه، ان من ينطق الشهادة له حق علينا مهما بدر منه، ان التقصير من العباد شيء طبيعي، ان الله غافر الذنوب والخطايا، لماذا نحاسب البشر ونقتلهم وهم ساجدون؟ لماذا لا نتقارب ونعالج كل قصور بيننا؟ اننا بحاجة لعلماء هذه الامة لمعالجة هذه الفجوة، كفانا دماء اريقت في الشام العزيزة وعراق العزة والكرامة، ان كل نقطة دم تسيل بدون وجه حق سوف نسأل عنه يجب ان يعمل الجميع لتقارب الصفوف ومعايشة الاخر لنحمي هذا الدين العظيم الذي شرفنا به، اننا في شهر عظيم شهر الطاعة والعبادة والخير والبركة فنبدأ بفتح صفحة جديدة تختصر هذه المرحلة الصعبة ولنحترم الاخر مهما اختلفنا معه ان الله معنا وسوف ينصر دينه.
* تربوية