الله جل وعلا يأمرنا بهذا الدعاء كل ركعة ويجعله فرضاً لا تصح الصلاة إلا به وكذلك الموطن الذي فيه دعاء جماعي بين الإمام والمأموم في دعاء الوتر يفتتح دعاءه صلى الله عليه وسلم بـ(اللهم اهدنا فيمن هديت).
كل هذا يدل على عظيم هذا الأمر المطلوب من أعظم واهب وهو الله، فالهداية المطلوبة درجات:
الأولى والأشهر والأظهر الهداية إلى الإيمان بالله وهذا الدين العظيم الذي به سعادة الدارين والنجاة من النار
والثاني الهداية لاتباع السنة مع كثرة الأهواء وتشتت الآراء فالسعيد والموفق والناجي من كان على مثل ما كان عليه النبي وأصحابه علماً وعملاً ودعوة، والثالث: الهداية للصواب عند اختلاف الآراء واشتداد الفتن وتشابه الأدلة وتعارض المصالح، وكان النبي يدعو بهذا النوع من الهداية في قيامه (اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك)، فليس الشأن أن تعرف الخير من الشر ولكن تعرف خير الخيرين فتأتيه وشر الشرين فتجتنبه.
والرابع :الهداية إلى الطاعات وأفضلها وأقربها إلى الله فكم من طاعات عظيمة تفوت على كبار في العلم والفهم وما ذاك إلا محض توفيق وهداية من الله. كم من قائم لليل وصائم للنهار لا يعرف نصرة مظلوم ولا إغاثة ملهوف مع وضوحها في دعوة نبينا في العهد المكي وكانت مقرونة مع الدعوة إلى التوحيد.
وأفضل الطاعات ما تكون في وقتها هي أقرب إلى الله، فالذي يجلس يذكر الله إلى طلوع الشمس إذا حل به ضيف فإكرامه أقرب وأفضل وأحب إلى الله من ذكره، وإذا داهم العدو بلاد المسلمين فمناجزة العدو والدفاع عن الديار من أفضل القربات وأفضل من تعليم العلم والدعوة إلى الله ومن كل القربات وهكذا.
ومن أنواع الهداية: الهداية لأمر المعاش وصلاح أمر الرزق فلا توفيق ولا هداية إلا من الله وبالله، فتدبر في كل ركعة «اهدنا الصراط المستقيم»
المشرف العام على مركز الفكر المعاصر