كشفت جولة جوية لـ "اليوم" امس برفقة طيران الامن في سماء الحرم المكي الشريف كثافة المعتمرين وانسيابية الحركة داخل المسجد الحرام، رغم حجم المشروعات العملاقة لتوسعة الحرم المكي التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في المسجد الحرام، ومنها توسعة المطاف لتتسع طاقته الاستيعابية لـ 105 طائفين في الساعة الواحدة بدلًا من 48 طائفا، ومشروع الملك عبدالله لتوسعة المسجد الحرام، إذ جرت الاستفادة هذا العام من الساحات المنجزة، وتقدر بأكثر من 50 بالمائة من مبنى التوسعة الحالي وبمساحة تقدر بأكثر من 53 ألف متر مربع تتسع لـ 150 ألف مصل، إضافة إلى مشروع الساحات الشمالية، والتي تصب جميعها في خدمة ضيوف الرحمن. واشتملت الجولة على تتبع حركة السير في المحاور والطرق المؤدية إلى الحرم المكي الشريف والمنطقة المركزية وساحات التوسعة، إضافة إلى مداخل مكة المكرمة والحركة المرورية وانسيابية حركة المعتمرين وتنقلهم عبر الطرق الرئيسية المؤدية من مداخل مكة المكرمة إلى المنطقة المركزية. وقال لـ "اليوم" قائد عام طيران الأمن اللواء الطيار محمد الحربي: ان عدد ساعات الطيران اليومي في سماء الحرم المكي تصل الى ٩ ساعات، ويفوق ذلك متى تطلبت الحاجة من خلال 8 طائرات متطورة متواجدة في منطقة مكة المكرمة، مشيراً الى ان عدد المشاركين يزيد على ٢٨٠ فرداً وضابطاً من الأطقم الجوية والفنية والكوادر الإدارية، وتكون الطلعات الجوية يومياً بأكثر من طائرة، لافتاً الى ان طائرات القيادة العامة لطيران الأمن تقوم أيضاً بمهامها الاعتيادية خلال شهر رمضان المبارك من مهام أمنية وإنسانية بالتزامن مع مهمة رمضان في مكة المكرمة، حيث تم مسبقاً القيام بعمليات مسح واستطلاع لعدد من المناطق، وكذلك تم نقل حالات مرضية بواسطة طائرات الإخلاء الطبي التابعة للقيادة العامة لطيران الأمن، علاوة على نقل جثمان أحد شهداء الواجب من حرس الحدود الى القنفذة ليوارى الثرى في منطقته. واضاف "الحربي": ان القيادة العامة لطيران الأمن تواصل تنفيذ خططها الموضوعة لمهمة شهر رمضان المبارك لهذا العام، وترفع من جاهزيتها مع دخول العشر الأواخر من الشهر الكريم، حيث تستمر الطائرات بجولاتها اليومية المجدولة على العاصمة المقدسة والطرق المؤدية إليها، وتتركز على الحرم الشريف والمنطقة المركزية وذلك لكثافة الحركة المرورية وحركة المشاة، حيث ترصد وتحلل مناطق الازدحام والكثافة البشرية وتتابع الحالة الأمنية وتزود الجهات المعنية بتقارير فورية عن ذلك، علاوة على استمرارية الوقوف على مهابط الطائرات بمستشفيات مكة المكرمة والتنسيق مع القائمين عليها للتأكد من جاهزيتها وعدم وجود ما يعيق استخدامها عند الحاجة لها. واشار "الحربي" الى أن طيران الأمن ومنسوبيه يشرفون بخدمة قاصدي بيت الله الحرام وحريصون كل الحرص على أداء واجبهم بكل تفان وإخلاص، مؤكداً أن الخبرات المكتسبة لأطقم الطيران تؤهلهم لتنفيذ مهامهم بكل دقة واحترافية، وأن الخطط الموضوعة قد روعي فيها التدرج في رفع الجاهزية حسب ما يقتضيه الموقف، حيث تزداد الطلعات الجوية وترتفع تدريجياً حتى تصل لذروتها مع نهايته، خصوصاً في ليلتي السابع والعشرين والتاسع والعشرين ويوم العيد.