نحن أمام كارثة لا تقل خطورة بل أشد بمراحل إذا كنا نتحدث عن عشرين ضحية يومياً، وإصابات لا حصر لها، مما يحتم أن تقوم المملكة بانتفاضة تتعلق بالمرور تتضافر فيها البيانات والفتاوى الرسمية الواضحة التي تحرّم -مثلاً- قطع الإشارة، والسرعة الزائدة، إضافة إلى حشد الكتاب والمتخصصين للمقالات، والمحاضرات، والدروس، والمشاركة في التوعية، والجهد الإعلامي، والخطابي الكبير، أسوة بتصديها لظاهرة الإرهاب.
ضرورة أن تكون هناك جدّية في تطبيق القانون بالضبط والعقوبات الصارمة التي لا يسمح لأحد فيها بالتدخل، إضافة إلى ما نحتاجه من «بنية تحتية» لضبط الطرق، وتأمينها، ونقترح تخصيص موقع إلكتروني متخصص في المرور، بحيث يسجل أي مواطن المقترحات أو المشكلات المتعلقة بالمرور على أن يتم الرد ودراسة المشكلة والتفاعل معها بسرعة، وضرورة أن تكون عملية الإنقاذ والإسعاف جوهرية؛ لأن حياة المصاب قد تتوقف على دقيقة واحدة، ففكرة الإنقاذ والتجاوب والأرقام المخصصة لذلك من الأهمية بمكان.
ظاهرة «التفحيط» التي انتشرت بشكل كبير في المملكة ودول الخليج تتطلب ضرورة ضبط هذه العملية من خلال نوادٍ أو أماكن معينة يتم الإشراف عليها بدلاً من أن تكون في الشوارع والطرقات العامة. فالشباب السعودي أبدى براعة وكفاءة في عملية التفحيط ليس لها نظير، وإن كانت هناك حالات وفاة وحوادث بشعة نتيجتها.
وهناك العديد من أخطاء قيادة السيارة في مجتمعاتنا والتي تعرض حياة الآلاف للخطر، من أهمها تجاوز السرعة المعتدلة، والتي قد تتسبب في أن يذهب الإنسان بنفسه أو تذهب معه أسر بأكملها، فهناك حالات كثيرة لأصدقاء ذهبوا وذهبت عوائلهم بسبب شاب أهوج قام بقطع الإشارة.
من بين الممارسات التي تشكل خطورة أيضاً عملية اصطحاب الأطفال بشكل خاطئ، كأن تجد الأب من حنانه يضع الأطفال في حجره -مثلاً- وهو يقود السيارة، إضافة إلى مواصلة الإنسان القيادة في الطريق حتى مع وجود قدر من الإعياء والإجهاد عنده.