DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الحوثيون وصالح في مواجهة مع اليمنيين

الحوثيون وصالح في مواجهة مع اليمنيين

الحوثيون وصالح في مواجهة مع اليمنيين
أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة عن هدنة إنسانية في اليمن، على الرغم من أن التحالف يعلم وكل المواطنين في العالم العربي يعلمون أن الحوثيين وحليفهم لن يلتزموا بالهدنة، ليس لأنها ليست ضرورية لهم، ولكنهم يستمرون في المكابرة ويدعون أنهم قادرون على الصمود، على الرغم من الهزائم التي يمنون بها في كل الجبهات في اليمن. وأيضاً رفض الحوثيون الاتفاق لأن تعليمات إيرانية منعتهم من الإعلان بالتزام الهدنة رغم حاجتهم الماسة لها، لأن طهران تود أن توحي أنها هي المتحكمة بقوات الحوثي وصالح ولأن قرارا لم يجر التشاور بشأنه مع طهران. وبذلك فإن الحوثيين وصالح يثبتون تبعيتهم التامة لطهران وتعليماتها الجائرة، وهذه التبعية هي التي أدخلت اليمن في أتون الحرب وأحرقت المدن اليمنية. والجريمة الإيرانية في اليمن واضحة لأن طهران ترفض أن تمنح الحوثيين قرارا بتقرير مصير أنفسهم، وبالتالي تقدم اليمن واليمنيين قرابين لطموحات طهران العدوانية في الوطن العربي. ويحتار المرء لماذا يرفض الحوثيون أو قوات صالح أو حتى طهران مبادرة إنسانية لوقف القتال والتفرغ لتوزيع المساعدات وتضميد الجرحى، فيما قواتهم تتلقى ضربات موجعة وقاسية في كل الجبهات. فقبل أيام مُني الحوثيون وحليفهم بهزيمة ساحقة في عدن وفي تعز وفي لحج وفي البيضاء، مما يعني أن رفضهم وقف إطلاق النار لا يتأسس على أي قدرات أو إمكانات أو حتى شجاعة، وموقفهم هذا لا يعبر إلا عن أن الحوثيين وصالح قدر رهنوا إرادتهم لطهران التي يهمها أن يستمر القتال بأي ثمن، ولا تبتئس لعدد القتلى اليمنيين ولا للحرائق التي تشتعل في المدن اليمنية، وكل ما تريده طهران أن يبقى اسمها مطروحاً في الأزمة اليمنية، حتى وإن ضحت بآلاف وملايين اليمنيين، بل إن الهزيمة التي لحقت بالحوثيين في عدن جعلت طهران تكابر وتمنعهم من الالتزام بأي هدنة كي لا يبدون مهزومين وضعيفين، ولكن الحقيقة التي لا يمكن تغطيتها أن الحوثيين مهزومون وضعيفون بعد تدمير قدراتهم العسكرية واضطرارهم للتخلي عن مساحات شاسعة من المناطق التي تغنوا باحتلالها، بل إن الحوثيين اضطروا لسحب وحدات إلى صعدة لأن الخطر قد طالهم في معقلهم. وأكبر برهان على الارتباك الذي أصاب الحوثيين هو فرضهم ضرائب موجعة على اليمنيين ورفع أسعار الوقود، وهي الأسعار التي تحججوا بها حينما احتلوا صنعاء في سبتمبر الماضي، إذ قالوا إنهم احتلوا العاصمة لإجبار الرئيس هادي على الغاء ضريبة الوقود، واعتبروا ذلك عدواناً على اليمنيين، وألقى زعيمهم عبدالملك الحوثي خطابات مطولة حول الموضوع، ولكنهم الآن فرضوا ضريبة مضاعفة. فهل يجيزون انتفاضة يمنية ضدهم، ما دام أنهم هم الذين شرعوا الانتفاضة على رفع أسعار الوقود؟ في الحقيقة أن التحالف العربي وضع الحوثيين في زاوية ضيقة ورمى الكرة في مرماهم، حينما أعلن هدنة، ولكن الحوثيين وطهران رفضوها، مما يعني أنهم ينتهجون موقفاً غير مسئول، ولا يعبأون بدماء اليمنيين ولا بأحوالهم. ولا نتوقع من الحوثيين وصالح أي موقف إيجابي لصالح المواطن اليمني وهم الذين شنوا عليه حرباً مجانية تهدف لإخضاع اليمن إلى الإرادة الإيرانية، وجعله حديقة خلفية لطهران، ولم يعزوا وطنهم لا يحشمونه من أن يكون مركزاً قيادة للمؤامرات الإيرانية في الجزيرة العربية. وجاءت هذه الهدنة لتعري الحوثيين وحليفهم، وتجعلهم في مواجهة مباشرة ضد مصالح المواطن اليمني ورغبته في السلام والاستقرار، فهم اليوم مسئولون عن كل نقطة دم يمنية يجري سفحها، مثلما هم مسئولون كل نقطة دم يمنية جرى سفحها في السابق. وقد استمر المبعوثون الخليجيون طوال سنة كاملة يجتمعون بالحوثيين وبصالح ويطلبون منهم الانضمام إلى مسيرة السلام والتنمية في اليمن. ولكن طهران منعت الحوثيين أن يكونوا عناصر سلام، ووظفتهم للعدوان على اليمنيين وعلى دول الجوار، فيما منعت شهية صالح للحكم ورغبة الانتقام من أن يكون زعيم سلام وحكيماً لليمن.