وصل نائب الرئيس اليمني خالد بحاح السبت إلى عدن على متن طائرة سعودية قادما من الرياض، التي لجأ إليها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته في نهاية مارس مع تقدم مليشيات الحوثيين في عدن.وقال بحاح للصحافيين عند وصوله إلى عدن وبرفقته 6 وزراء إن عودته "جزء من تحرير عدن وتطبيع الحياة فيها"، وأضاف "سأبدأ بزيارة الجرحى". وقال أيضاً "زيارتي ليست مفاجئة وعدن تحتاج لتجهيزها لممارسة العمل السياسي".
وبحاح أرفع مسؤول يمني يعود إلى عدن منذ الإعلان في منتصف يوليو عن استعادة المدينة الساحلية التي كان سبقه اليها مؤخرا بعض اعضاء الحكومة لإحلال السلم فيها وإصلاح البنى التحتية التي تضررت جراء القتال الى حد كبير.وبحسب مصادر مقربة من رئيس الحكومة فإنه من المفترض أن يبقى في عدن لساعات عدة قبل مغادرتها مجددا.
وتزامنا مع زيارة بحاح وصل مسؤولون آخرون من الحكومة اليمنية الى عدن على متن طائرة سعودية ثانية؛ للإشراف على إعادة العمل بالخدمات العامة وفتح المؤسسات العامة، وفق ما قاله وزير حقوق الانسان عز الدين الاصبحي. وبحسب قوله فإنه من المفترض ان تستأنف مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الحكومية برامجها من عدن.
وكانت القوات الموالية لهادي استعادت عدن من أيدي الحوثيين وحلفائهم بدعم من الغارات الجوية للتحالف العسكري بقيادة المملكة. وأطلقت الرياض الحملة الجوية في 26 مارس لإعادة الشرعية لليمن ومنع الحوثيين من احتلال كافة اراضي اليمن.
وكان خالد بحاح قد أدى القسم نائباً للرئيس هادي، في السفارة اليمنية في الرياض، إضافة إلى منصبه كرئيس للوزراء في حكومة الكفاءات التي قدمت استقالتها بعد سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة.
وكُلف بحاح في 13 أكتوبر 2014 بتشكيل الحكومة اليمنية بعد استقالة باسندوة، وتولى رئاسة الحكومة لأقل من ثلاثة أشهر حتى قدم استقالته بعد أن فرضت مليشيات الحوثي -بدعم من المخلوع صالح- الإقامة الجبرية عليه وعلى أعضاء حكومته.
وبعد تدخل المبعوث الأممي لليمن، جمال بن عمر، توصل الأطراف إلى اتفاق يقضي برفع الإقامة الجبرية عن بحاح وحكومته، ليخرج من صنعاء إلى عدن، ومن ثم توجه إلى الرياض مطلع إبريل.ونجح الحوثيون في 2014 في بسط سيطرتهم على مناطق عدة في البلاد ثم على العاصمة صنعاء مطلع 2015 وذلك بدعم من وحدات في الجيش اليمني موالية للمخلوع صالح.
وأتاحت اعادة فتح مطار عدن وصول المساعدات الانسانية الى اليمن، فيما يبقى توزيعها بطيئا ومحدودا لاسباب لوجيستية، وفق ما يقوله مسؤولون محليون.
جبهة تعز
فيما سيطرت المقاومة الشعبية على أغلب المواقع العسكرية التي كانت تتمركز فيها المليشيا الحوثية في جبل صبر ومديرية مشرعة وحدنان بالكامل. وقال احد نشطاء المقاومة في حديث هاتفي مع مراسل اليوم في اليمن: "إن المقاومة الشعبية نشرت العشرات من رجالها في جبل الحصن بمنطقة العينين بمديرية مشرعة وحدنان بعد معارك شرسة مع المليشيا الحوثية المسنودة من قوات عسكرية موالية للمخلوع صالح، بعد التحام مقاومة مديرية مشرعة وحدنان مع مقاومة صبر الموادم".
وبحسب المصدر، ان المقاومة تمكنت من قتل قائد ميداني للمليشيا الحوثية كما أسرت 11 حوثيا في جبهة جبل صبر المطل على مدنية تعز.
الى ذلك، أكدت المقاومة الشعبية مقتل خمسة حوثيين وإصابة 10 آخرين على الاقل بينهم قائد ميداني للمليشيا الحوثية يدعى "أبوثابت الحوثي" في منطقة الكمب غرب مدينة تعز؛ إثر استهداف المقاومة رتلا عسكريا مكونا من 3 أطقم.
وقال المصدر معلقاً على خسارة المليشيا الحوثي لمواقعها العسكرية وقرب تطهر محافة تعز: "ما اضعف الحوثيين في تعز، كل اسلحتهم التي يقتلون بها ابناء تعز هي المدافع والدبابات والهاونات وعمليات القنص من بعيد وعند اول اشتباك مع شباب المقاومة يفرون كالجرذان".
الى ذلك، سخر نائب رئيس المجلس العسكري في محافظة تعز "العميد يوسف الشراجي" من الانباء التي تروج لها وسائل اعلام موالية لمليشيا الحوثي، من تحقيق انتصارات في تعز، وقال إن تلك الانباء "توضح مدى الفشل الذي وصلت إليه تلك المليشيا"، وقال الشراجي وهو قائد جبهة الضباب إن المقاومة الشعبية باتت تسيطر على الامن السياسي والبحث الجنائي وما بعد السجن المركزي في منطقة الضباب.مؤكدا أن الحصار الذي تقوم به المليشيا الحوثية والقوات الموالية للمخلوع صالح على بعض مناطق تعز "سيتم كسره عن تعز طال الزمن او قصر"، وقال: ليس لنا خيار آخر والجميع يعلم اننا في الصفوف الاولى في خط النار لا ندافع عن اليمن فقط وانما ندافع عن كل الوطن العربي من هذه الجرثومة التي تريد ان تنتقل الى كل ارجاء الوطن العربي، على حد تعبيره.
الطائرة السعودية التي أقلَّت بحاح من الرياض إلى عدن