انتشرت في الآونة الأخيرة مجموعات ما يسمى قروبات الواتس اب. وعادة من فيها يعرف بعضهم البعض منذ سنوات. ولكن في حالات أخرى تكون المعرفة عابرة أو قد يكونون زملاء عمل. وفي أحيان أخرى بعض أعضائه لا يعرف بعضهم البعض ولم يلتقوا البتة. ومن خلال الواتس اب بدأنا نعرف طباع الكثير التي كنا نجهلها. من خلال الواتس اب عرفنا طريقة تعاملهم مع الآخر وميولهم الاجتماعية وحساسيتهم للكثير من الأمور. وأكثر من ذلك نعرف متى نام أو صحا أي عضو من أعضاء القروب. ومثل اي مستخدم لأجهزة التواصل الاجتماعي، فلدي أكثر من مجموعة وعددها أربع مجموعات. ولكن واحدة فقط أعرف كل من فيها بسبب كون كل من في المجموعة أبناء عمومة. ولهذا السبب لا أتعامل مع الواتس اب بأي نوع من الجدية مهما كان ردي على اي موضوع، بل أجعله فقط لمعرفة الأخبار الاجتماعية وسبيلا للتنفيس عن النفس. ولا أناقش فيه أي موضوع جدي لأني لا أعرف الكثير عنهم. ولكن في نهاية المطاف فقروبات الواتس اب كشفت الكثير من الجوانب الخفية للكثير حتى لمن تعرفهم من عشرات السنين. ولكن كيف كان الرعيل الاول من الماضي القريب يعرفون شخصية الآخر؟
في الحقيقة ورغم التواصل في الفصول الدراسية إلا أن أقرب تجمع لقروبات الواتس اب في وقتنا الحاضر هو ما كان يسمى (شلة البيلوت). وهي مكونة من مجموعة صغيرة من الأصدقاء والأقارب الذين يعرف بعضهم البعض ويجتمعون بين الفترة والأخرى لكي يستمتعوا باللعبة السعودية الأولى في الورق المسمى (بيلوت). ومثله مثل الواتس اب تعرف وتتعرف من خلال اللعب على شخصية من يلعب ضدك أو من يلعب معك. فمن خلال اللعب تعرف من هو العصبي ومن هو الهادئ. وتعرف أيضا من هو الذي يسامح زميله على الأخطاء. وفي نهاية المطاف تعرف من هو المحب للسهر ومن هو محب للنوم المبكر. واحيانا كثيرة تعرف كيف يتصرف زميلك مع الأسرة. فالبعض لا يهتم بأمورها والبعض ينظم أولوياته. وعادة يكون من ضمن شلة البيلوت عضو هو في الحقيقة مثل مدير القروب. الكل يحترمه والكل يسامحه على غلطه في اللعب. وايضا يكون عادة هو المرجع لبعض القوانين في لعبة البيلوت. وفي الوقت الحالي أصبحت مجموعات قروبات الواتس اب جزءا من المجتمع. إن انسحب عضو منه فمعناه أنه عاتب على المجموعة. ولكن في وقتنا الحالي أصبح أهم شيء في ادوات التواصل الاجتماعي أنها كشفت عن الحقيقة المخفية للكثير. فهناك أناس انكشفت ضحالة تفكيرهم في أمور قد تبدو بديهية. ولكن الموضوع قد يكون أكبر من ذلك. فمجموعات الواتس اب ومواقع التواصل الاجتماعي كشفت أمورا خفية عرف من خلالها المجتمع الكثير من الأمور التي لا تمس فقط الحياة الشخصية، بل إنها كشفت الميول السياسية للكثير حتى لو لم تسألهم عن ما هي ميولهم السياسية.