لو سألنا أي رئيس ناد عن المعضلات التي يواجهها في فترة رئاسته، ستكون الإجابة وبدون تردد المال بكل تفاصيله، إذ لا يوجد نادٍ في السعودية في التصنيف الممتاز لا يعاني من الديون والالتزامات المالية المتراكمة منذ سنوات، وربما يتعاقب على تلك الالتزامات مجموعة رؤساء دون أن تنتهي بل تتضاعف، ولا خلاص من حلّها إلا بقرارات قوية تعيد للأندية الملاءة المالية لها، وهذه القرارات تحتاج إلى حزم دون تساهل أو تأجيل، فوضع الأندية اليوم يعطي مؤشرات خطيرة جداً، وربما البعض يحتاج إلى تدخل عاجل من قبل الرئاسة العامة لحل تلك المشكلات، كما حدث مع بعض الأندية في السنوات القليلة الماضية، وذلك من خلال عمل موازنة مالية بإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب؛ حتى تستطيع تلك الأندية تجاوز مشاكلها المالية، أو على أقل تقدير تقليصها حتى تنتهي وفق جدول زمني محدد. اليوم رعاية الشباب تتدخل بقرار مهم يساعد الأندية على ترتيب أوضاعها المالية، خصوصاً إذا ما عرفنا أن النسبة الأكبر من تلك الديون تتحملها لعبة كرة القدم في الأندية، إذ إن مصاريف الاحتراف والتعاقدات أصبحت باهظةً جداً، والأندية التي تريد أن تنافس على البطولات لن تنظر لهذا الأمر، وستذهب في تعاقداتها إلى البحث عن الأسماء المميزة والكبيرة التي تصل أسعار عقودهم إلى أرقام كبيرة يتضرر بسببها النادي في المستقبل!!؛ لهذا كان على رعاية الشباب أن تخطو خطوة مهمة في هذا الجانب، حتى تحافظ على الوضع المالي العام للأندية، ومن خلال هذه القرارات التي بالتأكيد ستصبّ في مصلحة الأندية، حيث سيكون توزيع الموارد المالية بالشكل الصحيح أو القريب من الصحيح، فالنادي الذي يسير وفق ميزانيةٍ معينةٍ لا يتجاوزها بأي شكلٍ من الأشكال، وإن تجاوزها يكون التجاوز في نطاقٍ ضيقٍ لا يؤثر على الموازنة العامة للنادي سيضمن في فترةٍ وجيزةٍ أن المعوقات المالية التي كانت سبباً مباشراً في معاناة الأندية على كافة الاتجاهات ستنتهي، والتي كان من ضمنها العزوف الواضح عن كرسي رئاسة الأندية، والذي بسببه توقف ظهور الكوادر الإدارية الجديدة والمميزة والقادرة بفكرها على عمل نقلةٍ نوعيةٍ في إدارة الأندية بشكل يجعلها تؤدي دورها في المجتمع بشكل جيد وملموس، فما يحدث اليوم بالنسبة لكرسي رئاسة الأندية لا يفيد أنديتنا، ولن يقدم لها أي تطور أو تقدم، فالوجوه تتكرر، والسبب أن الأندية مديونة؛ لذلك أصبحت أنديتنا حكراً على عقول إدارية معينة، تنتهي فترتهم ويعودون مرة أخرى في فترة رئاسة جديدة؛ بسبب أنهم شخصيات تحظى بنفوذ اجتماعي معين أو مدعومة بسيولة مالية جيدة، تسمح لهم بالسيطرة على المشهد العام في النادي، مدعومين بحب أنصار النادي لهم ورغبتهم بوجودهم؛ لهذا على رعاية الشباب واتحاد الكرة وضع آلية واضحة لصياغة تلك القرارات وتنفيذها بشكل صحيح وعاجل، تتسم بالعدل بين كل الأندية بعيداً عن الأهواء والميول وتكون الأندية في معيارٍ واحدٍ.
ففي سرعة تفعيل تلك القرارات وتنفيذها نجاة للأندية من الكارثة المالية، فالوضع اليوم يوحي أن أنديتنا على حافة الكارثة المالية. كنّا وما زلنا نطالب بتغييرات مهمة وجذرية ترتبط بعمل الأندية وأسلوب إدارتها بشكل مختلف يتوافق مع كثير من الدول المتقدمة في هذا المجال، لكن مع الآسف لا نشاهد شيئاً، فالمشاريع التي تساهم في رفع مستوى أنديتنا تحضّر كأفكار، لكنها لا تنفذ على أرض الواقع، وإن أقرّت تحتاج وقتاً طويلاً لتنفيذها..!! على سبيل المثال مشروع خصخصة الأندية أخذ فترة طويلة تحت الدراسة، وإلى اليوم لا أحد يعلم مصير هذا المشروع إلى أين؟! والذي لو أقرّ سيحقق نقلةً كبيرةً على مستوى الرياضة السعودية.
الأفكار وحدها لا تغير شيئاً إذا لم تقترن بالتنفيذ والعمل الجاد.
دمتم بخير،،،