قالت تركيا امس ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيشن قريبًا من القواعد الجوية التركية «معركة شاملة» ضد متشددي تنظيم داعش في شمال سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الأربعاء إن مقاتلات وطائرات أمريكية بلا طيار ستصل قريبًا إلى قواعد جوية تركية وإن معركة شاملة ضد تنظيم داعش ستنطلق قريبًا.
كانت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي قد وافقت رسميًا نهاية الشهر الماضي على استخدام الطائرات الأمريكية وطائرات التحالف لقواعدها الجوية في قتال التنظيم في تحوّل سياسي كبير بعد سنوات من الممانعة للقيام بدور قيادي ضد المقاتلين الاسلاميين في شمال سوريا الذين ينشطون على حدودها.
وقال تشاووش أوغلو لهيئة الاذاعة والتليفزيون التركية في إطار اتفاقنا مع الولايات المتحدة حققنا تقدمًا فيما يتعلق بفتح قواعدنا لاسيما انجرليك».
وأضاف خلال زيارة إلى ماليزيا: «تصل طائرات أمريكية وطائرات أمريكية بلا طيار وسنشن قريبًا سويًا معركة شاملة ضد داعش».
وتعكف تركيا والولايات المتحدة على وضع خطط لتوفير غطاء جوي لمجموعة من المقاتلين السوريين الذين درّبتهم الولايات المتحدة حتى يتم بشكل مشترك طرد مقاتلي داعش من شريط حدودي في شمال سوريا يمتد نحو 80 كيلو مترًا على حدود تركيا.
ويقول دبلوماسيون مطلعون على الخطط إن اغلاق الحدود امام التنظيم والتي يتدفق عبرها المقاتلون والامدادات قد يغيّر دفة الحرب.
وأضافوا إن مسلحي المعارضة الذين درّبتهم الولايات المتحدة وعددهم يقل عن 60 فردًا سيكونون مسلحين تسليحًا جيدًا وسيكون بوسعهم طلب الدعم الجوي حين يحتاجونه.. لكن تبقى تحديات كبيرة.
وفي سياق متصل قال اوغلو خلال لقاء مع نظيره الامريكي جون كيري في ماليزيا ان بلاده «اننا نعمل حاليا مع الولايات المتحدة على تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة وسننطلق ايضًا في معركتنا ضد داعش قريبًا وبشكل فعّال»، في رد مقتضب على اسئلة احد الصحافيين على هامش الاجتماعات السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تشارك فيها العديد من البلدان.
وتابع: «عندها ستكون الارضية اكثر امانًا للمعارضة المعتدلة التي تقاتل داعش ميدانيًا». والتقى الوزيران في فندق في كوالالمبور على هامش قمة اقليمية حول الامن تستضيفها رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وصرح مسؤول كبير في الخارجية الامريكية للصحافيين بأن كيري «رحّب بقرار تركيا الاخير بفتح قواعدها امام مشاركة الولايات المتحدة في العمليات ودعمها للاجئين السوريين»، في اثناء تلخيصه للقاء.
واضاف ان «الوزير كرر التأكيد على التزام الولايات المتحدة تعزيز الظروف من اجل تسوية بالتفاوض لإنهاء النزاع في سوريا».
وقالت واشنطن يوم الثلاثاء إن هناك مؤشرات على أن مقاتلين من المعارضة دربهم الجيش الامريكي اعتقلوا على ايدي مقاتلي جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا وهو ما أبرز هشاشة وضع المجموعة التي نشرت في مسرح المعارك خلال الاسابيع القليلة الماضية.
ولا تثق تركيا في وحدات حماية الشعب الكردية السورية -التي ثبت أنها حليف مفيد للولايات المتحدة في قتال تنظيم داعش- والتي تسيطر على أراض قريبة من حدود تركيا. ولا تريد انقرة للقوات الكردية ان تتقدم أبعد من نهر الفرات وهو الحد الشرقي «لمنطقة آمنة» مقترحة.
وشنت تركيا عددًا من الغارات الجوية ضد مقاتلي داعش في شمال سوريا منذ نحو أسبوعين بعد مقتل أحد جنودها بنيران عبر الحدود.. كما نفذت أيضًا هجمات شبه متزامنة على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
واتهم معارضون الرئيس التركي رجب طيب اردوغان باستغلال الحرب ضد داعش كستار لوأد المكاسب التي حققها الاكراد وأشاروا الى ان الغارات التي استهدفت حزب العمال الكردستاني كانت أشد بكثير من التي استهدفت المتشددين.
ونفى مسؤولون أتراك ان تكون الحملة ضد داعش هي مجرد غطاء وقالوا ان الهجوم هو عملية مشتركة مع التحالف ولن يبدأ بهمة إلى أن تكون واشنطن وحلفاؤها مستعدين.
وقال تشاووش أوغلو «هناك دول أخرى داخل التحالف.. مهتمة بالمشاركة مثل بريطانيا وفرنسا، اما بين دول المنطقة فهناك امكانية في مشاركة قطر والاردن».
وأضاف: «داعش تشكل أكبر خطر على تركيا لأنها على الجانب الآخر من الحدود مباشرة وأيضًا بسبب تدفق المقاتلين الاجانب.. يجب القضاء عليها».
وسيطر تنظيم داعش على مساحات كبيرة من سوريا والعراق في سعيه لإقامة خلافة إسلامية.
وقال اردوغان ان «المنطقة الآمنة» التي ستتشكل بطرد داعش ستسمح لنحو 1.7 مليون لاجئ في تركيا بالبدء في العودة الى بلادهم.. وتقول الولايات المتحدة إن هذا ليس الهدف الرئيسي بينما حذرت الامم المتحدة من تسميتها «المنطقة الآمنة» الا اذا أمكن ضمان سلامة المدنيين.