وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلقاء الطيران المروحي 2041 قنبلة برميلية على مناطق متفرقة في سورية خلال شهر يوليو الماضي، مخلفةً سقوط المئات من المدنيين بين شهداء وجرحى. وقالت الشبكة في تقرير لها أصدرته، أمس: إن "العدد الأكبر من القنابل البرميلية كان في ريف دمشق، وقد بلغ 822 قنبلة برميلية، بينما تجاوز العدد في درعا 540، وفي إدلب 230، أما حلب فقد أحصى التقرير سقوط 194 قنبلة برميلية وفي محافظة حماة بلغ عدد القنابل البرميلية 144، وبلغ 35 في اللاذقية، أما في حمص 49 قنبلة، وتوزعت باقي الحوادث على محافظات الحسكة والسويداء والقنيطرة". ووثق التقرير وفاة 368 شخصاً، بينهم 83 طفلاً، و63 سيدة، لافتاً أن العدد الأكبر من الضحايا في محافظة حلب وتلتها محافظة درعا وإدلب، ثم حماة وحمص وريف دمشق. كما أشار التقرير إلى أن القصف بالقنابل البرميلية خلف أضراراً لحق بما لا يقل عن 27 مركزاً حيوياً في سوريا، بينها 8 أماكن دينية، و7 أسواق، و5 مدارس، و4 منشآت طبية، وسيارتا إسعاف ومبنى خدمي واحد. وأكدت الشبكة السورية أن قوات نظام بشار الأسد خرقت بشكل واضح لا يقبل الشك قرار مجلس الأمن رقم 2139، عبر استخدامها القنابل البرميلية على نحو منهجي وواسع النطاق، كما انتهكت عبر جريمة القتل العمد المادة السابعة من قانون روما الأساسي وعلى نحو منهجي وواسع النطاق؛ ما يشكل جرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى انتهاك العديد من بنود القانون الدولي الإنساني، مرتكبة العشرات من الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب، عبر عمليات القصف العشوائي عديم التمييز وغير المتناسب في حجم القوة المفرطة. ولفتت الشبكة إلى أن القصف بالقنابل البرميلية هو قصف عشوائي يستهدف أفراداً مدنيين عزل، وبالتالي فإن قوات النظام و"الشبيحة" انتهكت أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق في الحياة. إضافة إلى أنها ارتكبت في ظل نزاع مسلح غير دولي فهي ترقى إلى جريمة حرب، وقد توفرت فيها الأركان كافة. وأكد التقرير أن عمليات القصف، قد تسببت بصورة عرضية في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين أو إلحاق إصابات بهم أو في إلحاق الضرر الكبير بالأعيان المدنية. وأن هناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأن الضرر كان مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة. وختم الشبكة تقريرها بتوصية مجلس الأمن أن يضمن التنفيذ الجدي للقرارات الصادرة عنه، معتبرةً أن قرارات المجلس تحولت إلى مجرد حبر على ورق، وبالتالي فقدَ كامل مصداقيته ومشروعية وجوده.
يذكر أن أول استخدام بارز من قبل قوات النظام للقنابل البرميلية كان في أكتوبر عام 2012، ضد أهالي مدينة سلقين في محافظة إدلب. وتقول الشبكة السورية إن "لقنابل البرميلية تعتبر قنابل محلية الصنع كلفتها أقل بكثير من كلفة الصواريخ وأثرها التدميري كبير، لذلك لجأت إليها القوات الحكومية إضافة إلى أنها سلاح عشوائي بامتياز، وإن قتلت مسلحاً فإنما يكون ذلك على سبيل المصادفة، إذ إن 99 بالمائة من الضحايا هم من المدنيين، كما تتراوح نسبة النساء والأطفال ما بين 12 بالمائة وقد تصل إلى 35 بالمائة في بعض الأحيان".