منذ عام 1993، فرضت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن يشمل معظم الطعام المعلب المباع في الولايات المتحدة ملصقا يبين الحقائق الغذائية في قائمة تعطي كمية الدهون والكولسترول والصوديوم والبروتين والكربوهيدرات والألياف والسكر في الحصة الواحدة، وتشمل بعض المعلومات عن الكميات التي يوصى بتناولها يوميا.
خلال نفس تلك الفترة، ازداد النظام الغذائي الخاص بالأمريكيين سوءا، وازدادت أوزانهم وظهرت مشاكل الصحة العامة المتعلقة بسوء التغذية. لا أريد إلقاء اللوم في هذا الوضع على قواعد ملصقات التغذية التي فرضتها إدارة الغذاء والدواء. لكن في المقابل لا يبدو أنه كان لها دور مفيد.
الآن، تقوم إدارة الغذاء والدواء بتفحص ملصقات حقائق التغذية بدقة. في العام الماضي، اقترحت العديد من التغييرات على شكل ومضمون الملصق، من بينها تفحص واقعي لأحجام الحصة الواحدة المقدمة والكشف عن كمية السكر المضافة إلى المنتج. في الأسبوع الماضي، أضافت أمرا آخر- وهو أنه ينبغي على مصنعي الغذاء التبليغ عن النسبة المئوية للاستهلاك اليومي الموصى به من السكر المضاف الموجود في الحصة الواحدة.
من المنطقي إيلاء المزيد من الاهتمام لكمية السكر المضافة. حيث يبين مقدار متزايد من البحوث أن السكر - وليس الدهون والكولسترول، الأهداف السابقة للقيود على المواد الغذائية- ربما هو العدو رقم واحد على الصحة العامة في البلاد. لكن الطريقة التي تتعامل بها إدارة العقاقير والغذاء معه غريبة ومثيرة للحيرة.
القضية هي أن الوكالة تستهدف فقط السكر المضاف. لكن السكر هو السكر- النوع الموجود بشكل طبيعي في عصير البرتقال هو جوهريا ليس أكثر صحة من السكر المضاف إلى المشروبات الغازية (أو لعصير التوت البري، غير المستساغ دون إضافة السكر له).
يصبح السبب وراء التركيز على السكر المضاف أكثر وضوحا بقليل عندما نقرأ التقرير العلمي للجنة الاستشارية للمبادئ التوجيهية الغذائية لعام 2015. هذا المجلد المكون من 571 صفحة تم إصداره في يناير ويهدف إلى أن يستفاد منه في التحديث الذي يصدر مرة واحدة كل خمس سنوات بخصوص المبادئ الإرشادية الغذائية التي تصدرها وزارة الزراعة الأمريكية ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية. ومن المقرر أن يصدر التحديث في وقت لاحق من هذا العام.
هنالك الكثير من النقاش في هذا التقرير الاستشاري المتعلق بـ «السعرات الحرارية الفارغة»- المقصود بها السعرات التي تأتي من الأطعمة التي لا تقدم أي مادة غذائية أخرى بخلاف السعرات الحرارية. تعتبر المشروبات الغازية والحلويات المصادر الرئيسية لهذه السعرات الحرارية الفارغة، وفيها الكثير من السكر المضاف. لذلك، أصبحت السكريات المضافة هدفا رئيسيا لبحوث الصحة العامة ومنظمات حماية المستهلك. من بين الدراسات التي تستشهد بها اللجنة الاستشارية حول أخطار السكر، قاست معظمها السكر المضاف وليس الاستهلاك العام للسكر.
في السياق، يبدو هذا أمرا منطقيا. قد يحتوي عصير الفاكهة والفاكهة الطازجة على الكثير من السكر الطبيعي، لكنها تحتوي أيضا على غيره من المواد المغذية وتشكل حصة صغيرة جدا (4.5% في عام 2009 و2010) من عموم كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها الأمريكيون. لذلك، لماذا تركيز الكثير من الاهتمام عليهم؟
لكن عندما يتعلق الأمر بايصال المعلومة الغذائية للناس، يبدو أن التأكيد على السكريات المضافة ليس مفيدا. وجدت دراسة سيتم نشرها قريبا في مجلة أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية أن المستهلكين يواجهون صعوبة أكبر في الحكم على محتوى المنتجات من السكر عندما يتم إدراج المعلومات المتعلقة بكمية السكر المضافة. تم تمويل هذه الدراسة من قبل مجموعة لصناعة المواد الغذائية، لكن يبدو أن بحوث إدارة الغذاء والدواء تدعم على الأقل جزئيا هذه النتيجة.
يبدو أن إدراج النسبة المئوية من السعرات الحرارية الموصى بها من السكر المضاف وكأنه محاولة لجعل الأشياء أكثر وضوحا.
لكن فكرة كمية السعرات الحرارية اليومية الموصى بها من السكر المضاف هي في حد ذاتها أمر مثير للحيرة. استطيع أن أفهم أن الفرد ينبغي أن يستهلك فقط كمية محددة من السكر يوميا، لكن من غير المنطقي أن تنطبق فكرة الحد الأقصى فقط على المُحلِّيات المضافة. إن شرب 10 كاسات كبيرة من عصير البرتقال يوميا سيعمل على زيادة كمية السكر لدى الفرد أيضا، مع أن هذه الكمية من البرتقال لا تشتمل حتى على غرام واحد من السكر المضاف.
أرى أن من الأفضل أن نحدد النسبة المئوية للسكر في منتج معين من حيث الوزن، وأن تُلزَم شركات الأغذية بالكشف عن هذه النسبة بأحرف كبيرة إذا كانت نسبة السكر من حيث الوزن تزيد على 10% مثلا. أليس من الأفضل للمستهلك حين يمسك علبة معينة أن يجد مكتوبا عليها بأحرف كبيرة «هذا المنتج يتألف من 32% من السكر»؟ هذه في رأيي معلومة غذائية حقيقية. أما ذكر نسبة السكر المضاف فلا يفعل شيئا سوى زيادة فوضى المعلومات الغذائية بلا جدوى.