للهلال والنصر سحر لا يقاوم، وإثارة لا تذبل أزهارها، حتى لو أقيمت لقاءاتهما في آخر أصقاع الدنيا.
هكذا قدم الفريقان صورتيهما في التجربة اللندنية، فرغم أنها مباراتهما الرسمية في بداية الموسم إلا أننا شعرنا ونحن نتابعهما أنها مباراة في منتصف الموسم للجمالية التي قدمها لاعبو السوبر اللندني.
لقد ساعد الزعيم والعالمي على نجاح التجربة اللندنية من الجانب الفني وربما غطت الصورة الجمالية داخل المستطيل الأخضر على بعض الأخطاء التنظيمية الطفيفة، فلم يعط الفريقان فرصة للجماهير المتواجدة في الملعب أو المتسمرة خلف الشاشة في الحديث عن تنظيم دخول الجماهير وفرز كل مدرج للأزرق والأصفر، فقد اشتعلت المباراة منذ صافرة الانطلاقة.
ليس بالإمكان أفضل مما كان من الجانب الفني كونها البداية للفريقين، وليس هناك مجال لسرد الجوانب الفنية سواء أن الجمال كان طاغيا في المستطيل الأخضر والفرص كانت بالكوم للطرفين.
مواجهة هجومية بامتياز ولعب مفتوح وقتالية أضيفت للمستوى الفني مما جعل المباراة تواكب جمالية أجواء لندن.
دائما ما نركز على السلبيات ونتجنب الحديث عن الإيجابيات خصوصا في تكرار المقولة الشهيرة التعصب الرياضي، ولكن منظر جماهير الهلال والنصر أو النصر والهلال وهم يدخلون الملعب وهم يهتفون بصوت واحد النشيد السعودي ظاهرة جديرة بالاهتمام وتجعلنا نقول (لسه الدنيا بخير) وتواجد الجماهير في مدرج واحد يحمل الجماهير النصراوية والهلالية رغم أنه خطأ في التنظيم إلا أنها جعلتنا نستحضر المثل القائل رب ضارة نافعة، فقد شجع كل فرد من الطرفين فريقه دون شجار ولا عراك.
الميدا ربما اقنع الهلاليين، وعكاش مباراة أولى لا يمكن أن نقسو عليه، ولكن بدلاء الهلال الذين عوضوا غيابات الأساسيين كانوا مقنعين جدا، وحسين شيعان بدأ يهدد العنزي أو ربما أدرك النصراويون أن حارسهم الاحتياطي حارس أمين.
الهلال عندما يجن جنونه يفرد مساحات فنية أشبه بموسيقى بتهوفن وشعر نزار وحنجرة الساهر لها من المعاني العميقة الشيء الكثير ولها من الخيال طبيعة خلابة والناظر لها سائح في نهر ممدد من شلالات الإبداع.
هو الهلال الذي يعتبر الوصافة فشلا، والألقاب القليلة تراجعا، والطمع في حصد البطولات عنوانا شارعه الذهب ومدينته الألماس ووطنه القمة.
باختصار الهلال لا يغيب في السماء، ولا يغيب عن الانتصارات وإن حدث ذلك فالمعنى واحد وهو الخسوف.
الهلال سدد فواتير النصر في الموسمين الماضيين بالفوز في نهائيين متتاليين وبذلك تعود الخارطة من جديد الهلال في القمة.
لقد نجحت تجربة لندن رغم الأخطاء البسيطة ولكنها أصبحت مشجعة لإقامة السوبر مرة أخرى في عواصم أخرى.