تتناغم أشجار نخيل واحة الأحساء مع الفواكه الصيفية التي تجود بها هذه الأرض الخصبة، تتصدرها أشجار المانجو التي يتم زراعتها محليا، حيث تواصل طرح ثمارها هذه الأيام متزامنا مع موسم الرطب، بينما بدأت زراعة أشجار المانجو تنتشر في مزارع الأحساء بشكل ملحوظ، وتلقى هذه الشجرة كل الاهتمام من المزارعين، كما أن ثمارها تلقى رواجا في أواسط المجتمع نظرا لجودة المانجو وطعمه المميز، فيما تحتضن المزارع أصنافا متعددة من المانجو جنبا إلى جنب مع النخلة في تناغم تام مع باقي أشجار الفاكهة الأحسائية الموسمية التي يحرص الفلاحون على زراعتها، لمردودها الإيجابي الكبير، وعلى الرغم من أنه ينتج بكميات محدودة إلا أنه يتوسع في الانتشار حاليا، إلى جانب ارتفاع جودته من موسم إلى آخر.
ويستمر موسم المانجو لمدة 3 شهور ويتزامن مع موسم الرطب الذي تشتهر به الواحة في القيظ، وتختلف أصناف المانجو المزروع في الأحساء من شجرة إلى أخرى، وكذلك أحجامها ومذاقها وتسميتها حيث تأتي بعض الثمار مبكرة في بداية الموسم وأخرى في نهايته، كما في حال موسم الرطب، لكن موسم الرطب يطول بشهر عن موسم المانجو، ويتميز موسم المانجو الصيفي بلونه الأصفر وطعمه السكري بجانب الفواكه الأخرى التي تنتجها أرض الأحساء الخصبة.
في حين أكد رجل الأعمال يوسف الطريفي أن مجموعة من أشجار المانجو تزين ثمارها الصفراء مزرعته الواقعة على أطراف بلدة البطالية شمال الواحة، حيث تتصدر تلك الأشجار المزرعة وكأنها ترحب بالضيوف الكرام، مشيرا إلى أنه يزرع المانجو للاستهلاك العائلي وتوزيع ثماره على الأهل والأصدقاء كهدية موسمية في فصل الصيف، ولم يفكر بعد في التوسع في إنتاجه على المستوى التجاري أو حتى التفكير في بيعه، مبينا أنه جلب أصل الشتلات من مصر منذ ما يقارب 20 عاما، لكن منذ 5 مواسم تميزت تلك الأشجار بإنتاجها الغزير، مشيرا إلى أن أشجار المانجو تحتاج إلى عناية تامة بعد موسم حصاد الثمار، حيث يجب تقليم أشجار المانجو فوراً، وذلك حتى تتمكن الأشجار من انتاج براعم خضرية جديدة، وتتم عملية التقليم للأشجار بإزالة الأفرع المصابة والمتزاحمة والمكسورة، وكذلك إزالة المناطق التي حملت محصول هذا العام، حيث إنها لن تحمل محصولا بعد ذلك، وكذلك لحث البراعم الجانبية الموجودة أسفل تلك النورات على انتاج فروع خضرية جديدة يمكنها حمل محصول في العام القادم، ويقول علي الهاشم: إن زراعة المانجو بدأت تنتشر في بيوت الأحساء في السنوات الأخيرة، وخيرات ثمارها تقطفه الأيادي الأحسائية التي بجهدها وعرقها تتطور زراعة مثل هذه الفاكهة التي لم تستوطنها أرضنا من قبل، متمنيا استثمار خصوبة أرض اكبر واحة نخيل في العالم لتحصد إلى جانب الرطب والبطيخ والعنب فواكه جديدة تضاف إلى سلة فواكه الأحساء الموسمية، والتي من بينها المانجو الذي يلطف بطعمه اللذيذ وهج الصيف.
أشجار المانجو في الأحساء