قالت حركة أحرار الشام السورية المعارضة السبت: إن وقفا لإطلاق النار مع جيش النظام السوري وحزب الله اللبناني في بلدة وقريتين شيعيتين، انتهى.
وقال أحمد قره علي المتحدث باسم الحركة: إن تحالفا لجماعات معارضة بدأ تصعيد العمليات العسكرية بعد انهيار المفاوضات بين الأطراف المتحاربة بوساطة تركيا وإيران.
ولم يرد تعليق فوري من حزب الله أو الجيش السوري. وكانت الحركة تقود المفاوضات نيابة عن مقاتلي المعارضة.
وكان وقف إطلاق النار صمد منذ، صباح يوم الأربعاء، في بلدة الزبداني قرب الحدود مع لبنان وقريتين شيعيتين في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
والزبداني هي محور هجوم يشنه حزب الله وجيش النظام منذ أسابيع ضد جماعات معارضة مختبئة داخلها.
ونفذت الجماعات المسلحة هجوما موازيا على قريتين، وأفاد التلفزيون الرسمي أن قصف الجماعات للقريتين، يوم الأربعاء، تسبب في مقتل طفل وإصابة 12.
وقالت مصادر من الجانبين: إن المحادثات استهدفت تأمين انسحاب مقاتلي المعارضة من البلدة وخروج المدنيين من القريتين. وقال قره علي: إن السبب وراء انهيار الهدنة هو أن أحرار الشام كانت تريد الإفراج عن 40 ألف سجين وهو ما رفضه الإيرانيون. وذكر مقاتل في الزبداني أن طائرات حربية تابعة لجيش النظام تحلق فوق البلدة.
معارك الغوطة
وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق بدأت المعارضة معركة جديدة على عدة جبهات نصرة لمدينة الزبداني، بمشاركة عدة فصائل أبرزها “جيش الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وجبهة النصرة وفيلق الرحمن وحركة أحرار الشام”.
وقالت وكالة "مسار برس": إن جيش الإسلام سيطر السبت، على مبنى المعهد الفني التابع لإدارة المركبات في مدينة حرستا، بالإضافة إلى نقاط متقدمة داخل الإدارة، وذلك بعد اشتباكات مع قوات الأسد أسفرت عن مقتل العديد من عناصر الأخيرة، واغتنام المعارضة لعدد من الآليات العسكرية.
وتعد إدارة المركبات في حرستا من أهم معاقل قوات الأسد في الغوطة الشرقية، حيث تمتد على مساحة واسعة تزيد على 4 كيلومترات مربعة.
كما اشتبكت المعارضة مع قوات الأسد على جبهة العجمي في الغوطة الشرقية بقيادة “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، بالتزامن مع عشرات الغارات التي شنها الطيران الحربي على مدن عربين وحرستا ودوما.
في الأثناء، لا تزال بلدات وقرى منطقة وادي بردى في ريف دمشق الغربي تتعرض لقصف عنيف من قبل قوات الأسد، منذ صباح الجمعة، حيث سقطت قذائف على كفير الزيت ودير مقرن وبسيمة، ردا على قطع الثوار مياه نبع الفيجة عن دمشق، التي بدأت تشهد زيادة في ساعات التقنين المائي.
أما في داريا، فقد أعلن لواء “شهداء الإسلام” مقتل ضابطين و10 عناصر من قوات الأسد، حاولوا التسلل إلى موقع سيطرت عليها المعارضة في وقت سابق، في حين قتل قيادي في حركة “أحرار الشام”، فجر السبت، في حي القابون بدمشق، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارته.
وفي ريف دمشق الجنوبي، أصدر مجلس شورى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، مساء الجمعة، ميثاق تعاهد ينص على الوقوف في وجه أي فصيل يحاول الاعتداء على غيره، وحل النزاعات بين الفصائل بالاحتكام لمجلس الشورى أو إلى دار القضاء، إن لم يحل النزاع عبر المجلس.
جبهة حلب
وفي حلب، أصيب سبعة أشخاص بجراح نتيجة سقوط عدد كبير من قذائف الهاون على حي الإذاعة والأعظمية، صباح السبت، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين المعارضة وقوات النظام، إثر محاولة الأخير التقدم واقتحام مناطق سيطرة المعارضة.
كما تعرضت أحياء المشهد وصلاح الدين الخاضعة لسيطرة المعارضة للقصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات.
وفي حي الخالدية نسفت قوات المعارضة، الجمعة، مبنى تتحصن فيه قوات النظام، بعد تسلل عدد من العناصر إلى المبنى وتلغيمه، مما أدى لسقوط قتلى وعدد من الجرحى من قوات النظام. وقال الناشط أبو أحمد الحلبي: إن عشرين قذيفة سقطت حتى اللحظة، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات منذ الصباح وحتى ظهر السبت.
وفي ريف حلب، أصبحت مدينة مارع شبه محاصرة من قبل تنظيم داعش، بعد اشتباكات عنيفة في قرية تلاليين شمال مارع، انتهت بانسحاب قوات المعارضة من القرية.
وقال النقيب عبد الواحد أبو محمد، القائد العسكري لكتائب "ثوار الشام": "إننا كفصائل قوات المعارضة في الشمال السوري نتحمل كامل المسؤولية بسقوط قرية تلاليين، بالإضافة إلى محاصرة مارع من ثلاث جهات، فتفرقنا وعدم وجود جسم موحد لقوات المعارضة هو السبب الرئيسي لسقوط القرى والمدن من يدنا".
وفي سياق متصل، أعلن القائد العسكري لكتائب "الثوار الشام"، سقوط 15 مقاتلاً من المعارضة، التي استطاعت بدورها قتل 30 عنصراً وأسر اثنين من التنظيم خلال عملية الاقتحام.
سجن حماة
على صعيد آخر، قال المرصد السوري، الجمعة: إن مئات من السجناء السوريين قاموا بأعمال شغب في السجن الرئيسي في مدينة حماة الجمعة احتجاجا على أوضاع السجن والأحكام الصارمة.
وأظهر شريط مصور زُعم أنه من داخل السجن عشرات من السجناء الذين غطوا وجوههم يهتفون "الله أكبر" مع مشهد لعنبر نُهب أثاثه وأجهزته وحُولت أسرته إلى حواجز لبوابات حديدية مغلقة.
وقال المرصد: إنه سُمع صوت إطلاق نار خارج السجن في تلك المدينة التي تقع على بعد 213 كيلومترا شمالي العاصمة دمشق بعد أن سيطر السجناء على العديد من العنابر الرئيسية ونهبوا مهاجع السجن. ومعظم السجناء محتجزون بسبب اتهامات تتعلق بالارهاب ولمشاركتهم في احتجاجات ضد الدولة.
وقال المرصد: إنه تم استخدام الغاز المسيل للدموع لإخماد أعمال الشغب التي يعتقد أنها أسوأ قلاقل منذ التوترات التي شهدها السجن هذا العام.
واقتحمت السلطات عنابر السجن في يوليو ونقلت ما لا يقل عن 25 سجينا إلى مكان غير معروف.
وفي منتصف يونيو، أنهى عشرات من السجناء إضرابا عن الطعام بعد أن وعدتهم السلطات بمعالجة قائمة من الشكاوى من بينها الأحكام الصارمة ومزاعم عن وجود تعذيب على نطاق واسع.
وقال محققون للأمم المتحدة: إنه يوجد أشخاص يشتبه بأنهم مجرمو حرب في الوحدات العسكرية وأجهزة الأمن السورية، وأيضا في جماعات المعارضة المسلحة التي تحاربهم في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أربع سنوات. وتقول جماعات حقوقية دولية: إن آلاف المعتقلين محتجزون في سجون الحكومة السورية دون اتهامات، منهم كثيرون يتعرضون للتعذيب وهو ادعاء نفته السلطات.