قال مسؤولون فلسطينيون السبت: إن السلطة وحركة فتح تسعيان إلى تطوير العلاقة مع إيران بعد التوصل إلى اتفاق مع القوى العظمى حول برنامجها النووي الشهر الماضي.
وأكّد مسؤول في منظمة التحرير قائلا: «هناك موافقة مبدئية من إيران على استقبال الرئيس محمود عباس» من دون تحديد موعد للزيارة.
وفي السياق ذاته، قال قياديون من فتح» إن وفدا رفيعا من الحركة سيزور إيران «قريبا» من أجل ترتيب زيارة عباس إلى هناك.
يُذكر أن عباس قام بزيارة إيران في العام 2012، ضمن إطار مشاركة السلطة الفلسطينية في مؤتمر دول عدم الانحياز، وحينها لم تدع إيران حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة إلى المؤتمر.
وأوضح عضو اللجنة المركزية في حركة فتح عباس زكي لإذاعة محلية أنه «سيرأس وفدا إلى إيران» في سياق المساعي لتعزيز العلاقة معها، وترتيب زيارة عباس.
كما أكد القيادي في فتح محمد شتية السعي إلى ترتيب زيارة يقوم بها عباس إلى إيران.
يُذكر أن العلاقات الفلسطينية الإيرانية بلغت ذروتها مع قيام الثورة الإسلامية في 1979، إثر منح السلطات في طهران سفارة إسرائيل لتكون مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وبدأت العلاقات الفلسطينية- الإيرانية بالفتور مع بداية الحرب بين العراق وإيران، حيث اتجهت منظمة التحرير الفلسطينية إلى الموقف العربي المساند للعراق ضد إيران الفارسية.
وازدادت العلاقات سوءا عقب توقيع منظمة التحرير اتفاقية أوسلو مع إسرائيل العام 1993.
وأوضحت مصادر فلسطينية، أن بداية الاتصالات لإعادة العلاقات مع إيران كان بمبادرة من خلال سفارة فلسطين في بيروت.
وقام عباس الأسبوع الماضي بإرسال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير أحمد مجدلاني إلى إيران، للبحث عن «توطيد العلاقة مع إيران»، حسبما أوضح مجدلاني.
وقال مجدلاني: «التقيت خلال زيارتي التي استمرت نحو أربعة أيام مسؤولين إيرانيين، منهم وزير الخارجية جواد ظريف وبحثنا معه الاتفاق النووي والعلاقة بين السلطة الفلسطينية وإيران».
وأوضح مجدلاني قائلا: «بحثنا إمكانية ترتيب زيارة الرئيس محمود عباس إلى إيران، وهناك موافقة مبدئية من إيران على ذلك وسيجري العمل على ترتيبها قريبا».
وردا على سؤال عما إذا كان التقارب الإيراني مع فتح سيساعد على تحقيق المصالحة مع حماس، قال شتية: «نسعى إلى إقامة علاقات وتوطيد العلاقات القائمة مع العرب، ليس على حساب أي طرف آخر، وإنما نريد هذه العلاقات لأجل فلسطين».
يُشار إلى أن محاولات فلسطينية بُذلت سابقا لإصلاح العلاقات مع إيران عندما أوفد عباس القيادي في فتح جبريل الرجوب إلى طهران، غير أن العلاقات بقيت على حالها.
عملية طعن
وفي الأراضي المحتلة، أُصيب جندي إسرائيلي قبل ظهر السبت بجراح بعد تعرّضه لعملية طعن نفّذها شاب فلسطيني قرب حاجز عوفر جنوبي غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن شاباً هاجم الجندي بالسكين فيما أطلق أحد الجنود النار على المنفّذ فأصابه بجراح وُصفت بالمتوسطة وجرى اعتقاله.
وهرعت قوات معزّزة من الجيش إلى المنطقة وأعلنت عنها منطقة عسكرية مغلقة وسط انتشار مكثّف للجنود.
فيما قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على صفحته بموقع «تويتر»: إن «عملية طعن اُرتكبت على طريق ٤٤٣ أدت إلى جرح جندي بجروح طفيفة».
ويدّعى الشاب محمود نسيم يوسف من بلدة بيت عنان شمال غربي القدس أنه أُصيب بعيارين ناريين في اليد اليمنى، عقب مشادة نشبت بينه وبين جندي إسرائيلي بالقرب من الحاجز العسكري الإسرائيلي المقام عند مدخل قريتي بيت عور التحتا وبيت عور الفوقا.
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحاجز العسكري، ومنعت مرور المواطنين الفلسطينيين منه، وانتشر الجنود بكثافة في محيط الحاجز، بعد إدعاء الجنود وقوع عملية طعن بحق أحدهم.
الأسير علان
فيما لا يزال الأسير محمد علان المضرب عن الطعام منذ نحو ٦١ يوما يرقد في مسشتفى برزيلاي الإسرائيلي في حالة صحية حرجة وتحت تأثير الغيبوبة الطبية والتنفس الاصطناعي بين الحياة والموت.
وقال جميل الخطيب محامي الأسير علان: «إن الأسير علان، المعتقل إداريا «دون محاكمة» منذ 4/11/2014رفض عرضا إسرائيليا بتحديد فترة اعتقاله الإداري لمدة سنتين، حيث كان هذا العرض قبل أن يسوء وضعه الصحي، ولا يوجد أي عرض جديد أو صفقات تتعلق بالأسير حتى اللحظة».
وأضاف: «إن علاج الأسير في المسشتفى الإسرائيلي وتزويده بالماء والملح لا يعني فك إضرابه، لكن وفق القانون الإسرائيلي يُعتبر إنقاذ حياة مريض، وليس تغذية قسرية حيث قانون حقوق المريض بند 15/1 يخوّل للأطباء بعد تقييم حالة المريض وتبيّن أن هناك خطرا على حياته يتدخّل الأطباء لإنقاذ حياته رغم رفض المريض العلاج قبل أن يفقد وعيه».
ووفق المحامي الخطيب فإن والدة الأسير التي سمحت لها مخابرات الاحتلال بزيارة نجلها الجمعة لا تزال تتواجد في المستشفى.
ووافقت الحكومة الإسرائيلية على طلب عدد من نواب القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي بإدخال طبيب فلسطيني لزيارة الأسير محمد علان.
وأكد الخطيب، أن ما قامت به إدارة مستشفى برزيلاي في عسقلان من تخدير لعلان من أجل إدخال أملاح لجسده، تم بصورة غير قانونية.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أنه تم التنسيق بين وزارة الصحة الفلسطينية وهيئة الأسرى بإدخال الطبيب هاني عابدين لزيارة الأسير علان، خلال الـ 24 ساعة المقبلة.
إنهاء التهدئة
وكان رئيس الهيئة عيسى قراقع أكّد أن حالة غضب عارمة واحتقانا واسعا يسود الشارع الفلسطيني وبين صفوف الأسرى في مختلف السجون، لافتا إلى أن سقوط علان شهيدا في أي لحظة قد ينذر باشتعال انتفاضة جماهيرية واسعة ضد الاحتلال.
وتوعّدت «سرايا القدس» الذراع العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، بوقف العمل من جانبها باتفاق التهدئة المبرمة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، في حال استشهاد الأسير الإداري محمد علان.
وقال الناطق العسكري باسم «سرايا القدس» في بيان صحفي: «ﻓﻲ ﺣﺎﻝ اُستشهد الأسير البطل محمد علان، فهي جريمة.. ﻭﺗﻨﻬﻲ ﺃﻱ ﺍﻟﺘزام ﻣن ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻬدﺋﺔ»، وفق البيان.
معبر رفح
على صعيد آخر، قالت مصادر حدودية السبت: إن مصر ستفتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة في الاتجاهين يوم الإثنين لمدة أربعة أيام.
وقال مصدر: إن المعبر «سيُفتح أمام عبور المرضى والحالات الإنسانية والطلاب والعالقين الفلسطينيين على الجانب المصري من الحدود».
وأكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية فتح المعبر من 17 إلى 20 من أغسطس. وفتحت مصر المعبر آخر مرة في يونيو.