أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على أهمية دور الانتخابات البلدية، منوهاً بما يلقاه ذوي الاحتياجات الخاصة من دعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو نائبه، وسمو ولي ولي العهد ـ حفظهم الله ـ .
جاء ذلك خلال استقبال سموه أمس في مجلس "الاثنينية" الأسبوعي في قصر الإمارة بالدمام أصحاب السمو، والفضيلة، والمسؤولين، وأهالي المنطقة، ومعالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، واللجان المشرفة على الانتخابات البلدية، وفريق سواعد للإعاقة الحركية في المنطقة الشرقية.
وقال سموه : إن الانتخابات البلدية ليست غاية لكنها وسيلة لمن سيقدم نفسه ويعرض فكره وجهده لخدمة أفراد المجتمع، وليس فيها مجالا للوجاهة والمباهاة بل تؤمن بالعمل الصادق، فمن وجد في نفسه القدرة على خدمة الناس فليتقدم، ولا يعتقد بأنه سيحصل على شيء من الوجاهة أو الحظوة، وإنما سيكون مسؤولاً أمام الله ثم أمام من وثق به واختاره أن ينوب عنه في هذا المكان.
وتابع سموه قائلاً : وأحب أن أوجه رسالتي للذين سيتقدمون لاختيار من يرون فيه الكفاءة والقدرة على إيصال ما يريدون إيصاله في المجالس البلدية، ألا يغتروا بالمظاهر والشعارات، ولكن ينظروا إلى البرامج التي ستقدم، وما هو الهدف منها ؟ وما هو الطموح منها؟ وأنا كلي ثقة بأن من يقدم نفسه ويعرض إمكاناته وعقله يجب أن يدرك أنه مكان سؤال كل مواطن ومسؤول، ويكفينا من المتقدمين للانتخابات البلدية أن يعدوا بما يستطيعون وأن يقدموا الحد الأعلى من طاقاتهم في الحد الأدنى من الإمكانات المتاحة لأنه متى ما حققوا هذه المعادلة سيحققون ما يتمنون.
وأضاف سموه : كلنا مسئول في محيط مسؤوليته لذلك أتمنى من الجميع أن يكون على قدر المسؤولية ويكون فرداً فاعلاً منجزاً يستطيع أن يدعم كلامه بالفعل، وندعو الله صادقين مخلصين أن من يستطيع أن يخدم الوطن والمواطن في أي مجال أن يوفقه الله فيما يصبوا إليه، ونحن نتوسم في الجميع خيراً سواءً كانوا رجالاً أو نساءً، وندعو لهم بالتوفيق والسداد وسيكون الجميع عونا لهم.
وتناول سموه في حديثه موضوع الإعاقة، منوها بأن الإعاقة ليست إعاقة جسدية بل إعاقة فكرية، لأن إعاقة الجسد ابتلاء من رب العالمين ويستطيع من يتعرض لها القيام بدوره الفاعل في المجتمع في كل مناحي الحياة ولا أدل من هذا إلا ما قامت به فريق سواعد للإعاقة الحركية من جهود مميزة في خدمة المجتمع الذين ليس لهم احتياجات خاصة، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن العقل هو الذي يدير وليس الجسد فكم من سليم في الجسد، ولكن سقيم في العقل.
وأوضح سموه أن المنطقة الشرقية تتشرف بمبدعيها من ذوي الاحتياجات الخاصة من الصغار والكبار الذين يمتلكون هذه العزيمة والروح العالية عاملين بما أعطاكم الله من قدرة للوصول إلى ما يطمحون له من تطلعات وهم متسلحين بالإيمان بالله ثم بقدراتهم، معربا سموه عن فخره بدعم ورعاية مناشط فريق سواعد للإعاقة وأن يكون واحدا منهم فيما يقدمون للمجتمع من أعمال متميزة، وأن تكون أعمالهم مقدمة باسم ( المنطقة الشرقية ).
ومن جانبه ألقى معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير كلمة قال فيها : إن الانتخابات البلدية في دورتها الثالثة التي تنطلق يوم السبت القادم بحلة جديدة تشهد للمرة الأولى دخول المرأة السعودية كناخبة ومرشحة، وهذا الحدث يمثل تحولاً جذرياً في العمل البلدي، من خلال منافسة المرأة على مقاعد المجالس البلدية في مختلف مناطق المملكة، ويعكس توجهات حكومتنا الرشيدة في إعطاء المرأة السعودية حقوقها في تطوير العمل البلدي وفق الضوابط الشرعية.
ونوه معاليه بأن هذه الخطوة سبقتها خطوة سابقة في دخول المرأة السعودية في مجلس الشورى الذي كان له عدة نتائج إيجابية من خلال الموضوعات التي تم طرحها في المجلس، مبينا أن وزارة الشؤون البلدية والقروية وضعت العديد من الاشتراطات والضوابط الجديدة للانتخابات البلدية في الدورة المقبلة، من خلال تعديل السن القانوني للانتخاب إلى 18 عاما بدلاً من 21 عامًا، وهو ما يعني إشراك فئة الشباب في العملية الانتخابية وهي خطوة مهمة من شأنها أن تطور مفهوم الانتخابات لدى الشباب، وتزيد من وعيهم عن أهمية المجالس البلدية وما ستقدمه من خدمات لتطوير الخدمات البلدية.
ولفت النظر إلى أن قرار تعديل السن القانوني للانتخاب يمثل أبرز ملامح دورة الانتخابات المقبلة والفوائد المكتسبة منها، وهو ما يعني أن المملكة ستشهد حراكا ثقافيا راقيا، من خلال إقدام فئة الشباب على اختيار مرشحهم بعناية فائقة، تتوافر فيه جميع الشروط المناسبة لتقديم خدمات بلدية مميزة، وهو ما تحرص عليه وزارة الشؤون البلدية والقروية من هذه الانتخابات.
وأفاد أن العمل يجري على قدم وساق لتسهيل العملية الانتخابية في المنطقة الشرقية، إذ تم تشكيل اللجان العاملة، وتأهيل الكوادر العاملة، حيث بلغ عددها قرابة الـ 3000 موظف، إضافة إلى أنه تم تجهيز 165 مقرا انتخابيا للرجال والنساء، وتم اكتمال جميع التجهيزات الخاصة بها خلال الفترة الماضية، وتدريب وتأهيل جميع الكوادر العاملة في هذه المقار، على أيدي مدربين مؤهلين بشكل عالي.
وأشار إلى أن عدد المجالس البلدية في المنطقة الشرقية يبلغ 21 مجلسا، تضم في عضويتها 252 عضوا، ستعمل في هذه المجالس على تقديم أفضل الخدمات البلدية بالتعاون مع أمانة المنطقة الشرقية وجميع البلديات المرتبط بها.
وأكد حرص الأمانة على توعية المجتمع بأهمية العملية الانتخابية، حيث تم بتركيب أكثر من 2800 لوحة إعلانية على جميع مداخل ومخارج المنطقة الشرقية، إضافة إلى تركيب لوحات إرشادية في المجمعات التجارية، وطباعة أكثر من نصف مليون مطوية تحمل أهم اشتراطات الانتخابات، وتوزيعها بالكامل ولله الحمد، مما قامت الأمانة بعمل أفلام وثائقية قصيرة تحمل رسائل توعوية عن الانتخابات، وأهميتها.
كما تم الاستعانة بفريق تطوعي من الشباب والفتيات، لمقابلة فئة الشباب وتوعيتهم وتعريفهم بمراحل العملية الانتخابية، ما نتج عنه تحقيق نتائج إيجابية، رصدناها من خلال لقائنا مع هذه الفئة من المجتمع.
وقدم المهندس الجبير في ختام كلمته شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز على الدعم والتوجيه لتقديم أفضل الخدمات البلدية للمواطن والمقيم، كما شكر إدارة التعليم في المنطقة الشرقية على جهودها الكبيرة معنا في توفير المقار الانتخابية، والكادر المؤهل، كما شكر جميع الجهات الحكومية الأخرى التي تعاونت معنا لتسهيل العملية الانتخابية في المنطقة الشرقية.
ومن جانب آخر، ألقى فواز الدخيل من فريق سواعد للإعاقة الحركية كلمة شكر فيها سمو أمير المنطقة الشرقية على دعمه لذوي الاحتياجات الخاصة، مبينًا أن فكرة إنشاء هذا الفريق تبلورت لديهم بعد أن رأوا نظرة المجتمع القاصرة لهم، وعدم معرفتهم بأن المعاقين قادرين - بإذن الله - على العطاء والقيادة والانجاز.
وأوضح أن الكثير من أعضاء الفريق يحمل الشهادات العليا وأصحاب خبرات ومهارات عالية ولله الحمد، ومنهم من حاز على الجوائز العالمية، والبعض ترأس المناصب العالمية.
وتناول الدخيل في كلمته بداية انطلاق فريق سواعد وعمله في تجهيز عدد من الشباب والأطفال من ذوي الإعاقة وإيجاد قسما للنساء ومن لديهم الخبرة في هذا المجال، بمشاركة ودعم جهات عدة، بالإضافة إلى ما حققه الفريق من انجازات، كعمل أكبر مجسم لذوي الإعاقة الحركية على مستوى العالم تم تناقله في كثير من الدول، والمشاركة في إعداد برامج هداية لإفطار الصائمين في شهر رمضان الماضي، وتدشين مبادرة برنامج ذرية سواعد للمتزوجين من ذوي الإعاقة للسعي في مساعدتهم على الإنجاب، والمشاركة في حملة أسبوع المرور الخليجي وغيرها من المناسبات.
وقال إنه في خلال فترة قصيرة جداً وصل عدد أعضاء فريق سواعد ما يقارب 100 معاق حركي على مستوى المنطقة الشرقية من الأطفال والشباب والكبار ومن العنصر الرجالي والنسائي وجميعهم الآن يشاركون بكل فاعليه في خدمة المجتمع وأنفسهم، ولا نزال نبحث للأفضل بدعمكم ومساندتكم لنا وأن الإعاقة لا توقفك عن العطاء لوطنك.
بعد ذلك ألقى الشاعر خالد العبيد من فريق سواعد للإعاقة قصيدة شعرية أمام الحضور.
وفي ختام لقاء المجلس أجاب معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير على أسئلة واستفسارات الحضور عن الانتخابات البلدية، والجهود التي بذلت بهذا الصدد.
حضر المجلس صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي المشرف العام على التطوير الإداري والتنقية بالإمارة.