تدهورت سوق الاسهم الصينية اليوم الاثنين بوتيرة ادت الى ضياع مكاسب عام باكمله، وتراجع الاسواق الآسيوية مع فشل اخر تدخل لبكين لاستعادة الثقة، وذلك في ظل تزايد القلق بشأن الاقتصاد.
وفي السياق نفسه شهدت بورصات اوروبا تراجعا ايضا بسبب المخاوف ازاء تباطوء الاقتصاد الصيني والوضع العالمي عموما.
وتراجعت الاسهم الصينية بعد ان بلغت الذروة منتصف حزيران/يونيو وتدخلت السلطات بشكل واسعة في محاولة لكبح جماح التدهور، لكن القلق ازاء نسبة النمو والشكوك ما تزال مستمرة.
وضاعف الخفض المفاجئ في سعر صرف اليوان في 11 آب/اغسطس المخاوف من ان ثاني اكبر اقتصاد في العالم بات اضعف مما كان يعتقد، ما ادى الى عمليات بيع مكثف مسحت اكثر من خمسة الاف مليار دولار من قيمة اسواق الاسهم العالمية.
واغلق مؤشر شنغهاي متراجعا بنسبة 8,49 في المئة او 297,83 نقطة وانتهى التداول عند 3,209.91 نقطة، ادنى من الاغلاق في 31 كانون الاول/ديسمبر الماضي، ما اسفر عن ضياع كل المكاسب العام 2015.
والهبوط هو الاكبر منذ اكثر من ثماني سنوات، عندما سجل المؤشر في شباط/ فبراير 2007 خسارة 9 في المئة خلال التداولات.
وقال تشن كانغ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة هيكيتانغوي ومقرها شانغهاي لادارة الاصول لبلومبرغ نيوز "هذه كارثة حقيقية، لا شيء يمكن أن يوقف ذلك على ما يبدو".
واضاف ان "الكثير من صناديق الاموال الخاصة التي بدأت حديثا عانت في الآونة الأخيرة. آمل أن نتمكن من البقاء".
وادى التراجع الكبير في اسواق الصين الى تدهور في الاسواق الرئيسية في العالم وخسر المؤشر الرئيسي في هونغ كونغ 4,89 في المئة في اخر التعاملات. كما انخفض مؤشر نيكي في طوكيو 4,61 في المئة ادنى مستوى في ستة اشهر في حين سجل مؤشر تايبيه اكبر انخفاض من نوعه مع 7,46 في المئة.
وفي اوروبا، انخفض مؤشر لندن بنسبة 150,47 نقطة اي 2,43 في المئة مقارنة باغلاقه الجمعة عند 6037,18 نقطة.
وقال ريتشارد هانتر المحلل الاقتصادي من مؤسسة "هارغيفز لانسداون" ان "مساهمة الصين في تباطؤ دولي محتمل زعزعت مجددا الاسواق هذا الصباح".
اما مؤشر داكس في فرانكفورت، فقد خسر 3,15 في المئة من قيمته.
كما تراجعت بورصة باريس صباحا بنسبة 2,70 في المئة، وفقد مؤشرها الرئيسي 124,85 نقطة ليصل الى 4506,14 نقطة وهو ادنى مستوى منذ كانون الثاني/يناير.
وفي موسكو، تراجعت قيمة الروبل الاثنين الى ادنى مستوياتها اذ تخطى اليورو 80 روبل والدولار 70 ، كما تراجع مؤشر البورصة "ار تي اس" اكثر من 4 في المئة عند افتتاحه.
ويثير تراجع قيمة الروبل الخشية من زعزعة جديدة في بلاد اقتصادها في حالة ركود بعد اشهر من تراجع كبير في انشطته.
وفي ما يتعلق بالبورصة، تراجع مؤشر "ار تي اس" للاسواق المالية 4,21 في المئة، في حين تراجع مؤشر ميسكس الروسي 1,76 في المئة.
وبذلك تكون البورصة الروسية لحقت بركب الاسواق المالية الآسيوية والاوروبية التي تأثرت بتباطؤ الاقتصاد الصيني.
كما جرى تداول النفط دون 40 دولار للبرميل، أدنى مستوى منذ عام 2009.
لكن المحلل زان تشانغ في هايتونغ للاوراق المالية قال ان الاسواق تراجعت لكن يجب الوصول الى "القاع" مضيفا، "هناك مجال لمزيد من الانخفاض".
واقتصاد الصين المحرك الرئيسي للنمو العالمي، لكنه عانى العام الماضي من اضعف وتيرة منذ 1990 كما تباطأ اكثر العام الحالي مع نسبة سبعة في المئة في الفصلين الاول والثاني.
وتحاول بكين اعادة التوازن الدقيق لتحقيق نمو اكثر استدامة يحركه الاستهلاك، والهدف عدم التباطؤ اكثر بشكل يؤثر على نمو الوظائف.
والهدف من خفض قيمة اليوان اعطاء المصدرين الصينيين، القطاع الرئيسي في الاقتصاد، دفعة تجعل منتجاتهم ارخص في الخارج.
والمخاوف من تباطؤ النمو في ثاني اقتصاد في العالم تأججت الجمعة مع تراجع مؤشر رئيسي لنشاط الصناعة التحويلية، الى ادنى مستوى له خلال 77 شهرا.
وقد انخفضت الاسهم الاميركية والاوروبية بعد تلك البيانات، مع تسجيل مؤشر داو جونز اكبر تراجع في يوم واحد خلال اربع سنوات، كما ان جميع المؤشرات القياسية في وول ستريت فقدت اكثر من ثلاثة في المئة من قيمتها.
وقال كيان كيمين من شنوان هونغ يوان للاوراق المالية في اشارة الى بورصة شنغهاي ان "السوق تتجه الى مزيد من الانخفاض. فدخول صناديق التقاعد سوف يستغرق وقتا طويلا".