DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

إشاعة تقشف..!!

إشاعة تقشف..!!

إشاعة تقشف..!!
من الرشد أن نستخدم التقشف على المستوى الفردي من سوء ما نراه من هدر مالي واستهلاك خطير.. ومن العقل أن يطبق التقشف اجتماعيا وأسريا فنحن مجتمع في اغلبه يتمدد في الكماليات وينكمش في المعقولات.. الاعتدال ومراجعة الحسابات المالية والمادية والمعيشية على المستويين الفردي والاجتماعي مطلب وضرورة قصوى.. فالحكمة تقول: التدبير نصف المعيشة.. والتقشف في معناه الحميد هو التفكير في التدبير والتوفير والتخطيط.. وردني عدد من الرسائل حول أن المملكة تعيش وستعيش حالة تقشف، وأن الوضع المالي والاقتصادي يهتز.. وطالعت بعض ترهات وتعليقات المنظمات الدولية التي كالت التحليلات الغريبة حول وضع المملكة الاقتصادي.. وذهب بعضنا مع تلك التحليلات وصدّقها.. كعادتنا حين تمدح المملكة في أمر تجد أن هناك من بيننا من يشكك.. وحين تظهر مثل تلك الأقاويل يسارع في التصديق.. لن أتفلسف اقتصاديا لأني اعلم أن المملكة هي أكثر الدول في العالم استهدافا تشاع حولها إشاعات، وترمى بالتحليلات، وتقذف بالاتهامات مهما حصل منها.. بل إن بعض القنوات تجدها تلتقط ما يسوء عن المملكة من قضايا إما تافهة أو مكذوبة أو نادرة فتضخّمها وتكررها.. بل وتفرد لها حوارات.. لا يهمنا ذلك.. فقد انكشفوا.. تلك الإشاعات التي دارت بين كثير من مواطنينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي سارع البعض في الفزع منها وتصديقها دون وعي ولا انتباه لواقع الأمر ولا لمصادر بل صار البعض يقتات على خبز الإشاعات وصار أعداؤنا يخبزونها في أتون الافتراء والترهيب والتخويف.. فتجد بعض القلوب الخفيفة التي تتعلق بما يطرح مبتعدة عن تعلقها بالله عز وجل أولا.. وعن إدراكها بثقل المملكة اقتصاديا وماليا.. وعن تاريخها الحكيم مع الأزمات.. تلك الإشاعات التي وضعت السعودية في أنها ستتقشف، وسيكون كذا، وسيكون كذا، وسيتردى الوضع الاقتصادي، وتهبط أسعار البترول حد الإفلاس، ويسقط سوق الأسهم بسبب كذا وكذا «وهات يا تأويلات وتفسيرات وتحليلات وآهات».. وكثرت الواوات.. وغردت الببغاوات.. وهوّل المهوّلون.. وضخّم المرجفون.. وابتدع الشامتون.. وتربص المتفرحون.. وتلقفها الغافلون.. كم هو محزن أن يستطيع الحاقدون اختراق بعض مشاعر البعض، وعواطفهم، وشيئا من عقولهم لتزيف واقع مجهول، ومستقبل غائب.. وكم هو مؤلم أن تغفل القلوب عن الاتجاه إلى الله ولا تفهم أن الخوف والفزع من أمراض النفوس.. كما هو مؤسف حين لا تعرف كم هي مفرّطة في طاعة الله والتعلق به وبأقداره وتوافيقه ورزقه.. فلا ضمان ولا أمان من مكر الله حتى لو كنا ما كنا.. وتلك الشائعات التي تلف وتحور وتدور في فلك وسائل التواصل الاجتماعي ليتها تقف عندنا فلا نكون مهووسين بنقل وتناقل مثل تلك الأخبار التي تحاول النيل منّا ونحن في أحوال سياسية وعسكرية يعرفها الجميع.. ويعلم أن الأعداء يحاولون من كل جهة وصوب لهز الثقة داخلنا.. من الطبيعي.. أن الأزمات الاقتصادية تمر بالدول.. وتمر المشكلات المالية والمادية على المجتمعات والأفراد.. ومعلوم قدرة المملكة بمنة الله ومشيئته على تجاوز أي أمر طارئ بسبب توازنها الاقتصادي وثبات ميزانها المالي.. ومفهوم أن المملكة لا تتقشف بالمعنى الرخيص بسبب انها في الأساس خبيرة في التدبير الاقتصادي والمالي.. ولمن اراد فليقرأ التاريخ.. ختام القول: الشائعات هي نوافذ الاختلال الاجتماعي.. ووقود البلبلة.. وطاقة التهويل.. التوقف والهدوء بعد مراجعتنا لأنفسنا في علاقتنا مع الله عز وجل هما الأساس في اطمئنان المواطن الذي أمره كله لله وليس لغيره.. وعلينا حقا أن نحذر وننتبه ونراقب برشد كل ما حولنا بلا تهويل ولا تهوين.. ونراجع عاداتنا الاستهلاكية، وهدرنا المالي، وإسرافنا في أمرنا، ومصاريفنا قبل أن نقلق بشأن وطننا الغالي الذي يدار بقيادة رشيدة وواعية.. فاحذروا وتوقفوا..