في أيام قليلة فقدت نعجان وفقدت شخصياً.. اثنين من خيرة رجالها الذين عرفوا بطيب الذكر وحسن الصيت والمعشر وسماحة الخلق، وبأنهم من خيرة النماذج لأجيال ستظل تستذكرهم وتستلهم من سيرتهم أسساً للأخلاق والعصامية والسبل الأقوم لحياة كريمة تدور في كنف الخير بحبهم للآخرين بل وجعله شعارا في كل الأمور. لست أدري كيف أختصر في سطور قليلة تلك المعاني الكثيرة والكبيرة وحجم المشاعر والفقد والألم لأناس أحزننا فراقهم، ولكن لا يلهينا ذلك أن ندعو لهم بخير الجزاء عن جميل السيرة والعطاء وأن نفرح لهم بخير إرث وخير ذكرى يتركها المرء بعد رحيله. ألا إنه الذكر الطيب.
ففي يوم الأحد الموافق العاشر من شهر شوال 1436هـ تمت الصلاة على الشيخ زيد بن عبدالله بن فهد العسكر أحد منسوبي هيئة نعجان وأحد رجالها المخلصين، وقد عرف عنه رحمه الله طيب الأخلاق وحسن المعشر وجميل الإخاء وكذلك بتنظيم وقته وتسخير جله للعبادة خاصة بعد تقاعده عن العمل إلى ان انتقل إلى مثواه الأخير من الدنيا. رحمك الله يا أبا عبدالله.. وعزائي فيك موصول لأخيك صالح واخواتك. ألهم الله جميع محبيك الصبر والسلوان.
وهنا أذكر أيضا خبرا وصلنا بعدها بأيام قليلة ليكون له ذات الوقع والألم. إنه خبر وفاة الشيخ عبدالله بن مطلق بن زايد الدوسري. الذي صلي عليه عصر يوم الجمعة الموافق الخامس عشر من شهر شوال 1436هـ، ذلك الرجل الذي يحتاج مساحات أكبر من الكلمات بل والصفحات لنعيد استذكار ذكرى عطرة لرجل عاش سنوات عمره، التي نعتقد أنها جاوزت التسعين لتفقد بعدها نعجان الرجل العصامي الذي عاصر أجيالا وأحداثا تاريخية عدة يحتويها المقربون منه وهو المدرسة في الأخلاق والحكمة والسماحة. رحمك الله يا أبا ناصر.. والعزاء موصول لأبنائك وزوجتك وابناء اخيك زايد. نسأل الله ان يلهم الجميع الصبر والسلوان، وأن يرزق الفقيدين الفردوس الأعلى من الجنة.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».