استكمالا لمقالنا السابق بتاريخ ١٢ ذي القعدة والذي استهدفنا فيه الطلبة والطالبات واولياء امورهم بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، وبحكم عملنا في إدارة الموارد البشرية لسنوات طويلة قابلنا في الفترات الماضية اكثر من ٣ آلاف شاب وشابة لغرض توظيفهم او تدريبهم وكانت مخرجات تلك المقابلات كافية لتزويدنا وتزويد اي باحث بالمعلومات اللازمة لعمل استبيان او بحث له صلة بالباحثين عن العمل.
ما لفت انتباهي اثناء تلك المقابلات الوظيفية ان فئة ليست بقليلة من الطلبة والطالبات ممن سنحت لهم فرصة الابتعاث الخارجي، يحرصون على إكمال دراستهم لدرجة الماجستير بعد تحصلهم على درجة البكالوريوس مباشرة بمباركة أولياء امورهم، وانا اتفهم ان بعضهم يود الاستفادة من الفرصة التي وفرتها له الدولة او جهة الابتعاث الخاصة به او عائلته وبذلك ينهي دراسة الدرجتين سويا ويضرب عصفورين بحجر، لكن ما اعتقده انه لم يضرب أية عصافير، بل تلقى هو الضربة نيابة عن العصافير.
ماذا سيحدث عند دراسة الماجستير بعد البكالوريوس مباشرة ودون اي خبرات؟
اولا: عند حصول الشاب او الشابة على درجة البكالوريوس، غالبا ستكون لديهم توقعات معينة فيما يتعلق بمستوى الوظيفة التي يطمحون اليها وكذلك مرتبها والذي قد يصل في هذه المرحلة ما بين ٦ الى ٨ آلاف ريال مثلا، (وذلك يعتمد على المنشأة والوظيفة)، لكن عند حصولهم على درجة الماجستير مباشرة بعد البكالوريوس هل تعتقدون بأن سقف توقعاتهم سيبقى كما هو؟ بالتأكيد لا وقد تصل توقعاتهم لمرتب يتراوح بين ١٠ الى ١٢ الف ريال مثلا، ومن خبرتنا من النادر ان نجد منشأة ما تبحث عن حديثي تخرج من حملة الماجستير دون اي خبرات سابقة، فاغلب المنشآت تطلب للوظائف المبتدئة حديثي التخرج من حاملي الدبلوم او البكالوريوس وبالتالي سيعرضون مرتبا مناسبا لهذه الفئة بينما قد يخذل خريجي درجة الماجستير لان هذا هو احتياج المنشآة الفعلي، وهكذا مرتب لن يقبله حديثو التخرج من حملة الماجستير بحكم ما بذلوه من جهود للحصول على هذه الدرجة دون ادراك لهذه النقطة المهمة، وبالتالي تتأخر الوظيفه الملائمة لهم ويتسببون دون قصد في تعطلهم عن العمل لفترة او قد يقبلون بوظيفة (تناسبهم قبل الماجستير) وهم محبطون علما بأننا محاطون بكثير من برامج الماجستير في كثير من جامعات المملكة او الدول المجاورة اما بنظام التفرغ او بنظام الانتساب وبالتالي يمكن لخريجي درجة البكالوريوس الحصول على درجة الماجستير بطريقة اكثر مرونة من اي وقت مضى حتى وهم على رأس العمل.
ثانيا: كما ان الخبرة العملية ولو كانت قصيرة (من ١ سنة الى ٣ سنوات) بعد الحصول على درجة البكالوريوس تعتبر رافدا مهما لإتمام درجة الماجستير على الأقل من الناحية التطبيقية.
وبهذا المقال وبمقالنا السابق نكون قد وجهنا رسالة مهمة لأبنائنا وبناتنا حاملي درجة البكالوريوس حديثي التخرج، بأنهم ليسوا مضطرين لإكمال درجة الماجستير مباشرة بعد البكالوريوس ودون الحصول على خبرة عملية حيث ان ذلك سيصعب عليهم الحصول على الوظيفة التي يطمحون اليها كما انه لا يعطي دراسة الماجستير الإضافة الحقيقية لها والعائد المرجو منها.
بالتوفيق.