يعرف الأطباء أن فيروس الإيدز بسيط التركيب قليل المقاومة، أضعف في مناعته من فيروس الإنفلونزا، وإنه ما كان للإيدز أن يصبح قاتلا سوى بأنه يخدع جهاز المناعة؛ فيوهم الجسم أنه أتى يعضده، وجاء يقويه، فيعمل تخريبا من حيث لا أحد يدري.
لماذا تذكرت ذلك وأنا أرى الأطفال المغرر بهم من الإيدز الفارسي يفجرون آباءهم ويخونون أقرباءهم ويراوغون أهلهم، ينسلخون من دينهم كما يخرج السهم من قوسه.. كأنهم قنبلة موقوتة اختصرت حياتها في التقتيل، وها هي دماء المصلين شاهدة في مسجد بعد مسجد، وعطر القرآن ما زال يفوح مع مسك الدم المنسكب!!.
اليوم يضرب الإرهاب ضربته في مسجد بأبها، بالجنوب، حيث يلعق الأخطبوط جراحه بعد تأديب المملكة وحزمها، وتسرح ذئاب الليل جيئة وذهابا يقلقها تطاول سور المملكة، ويحزنها ارتفاعها في قلب السماء.. ويغيظها أن رأيها من نفسها ولا تنتظر إذنا من أحد!.
وفي قلب معسكر الطوارئ تنفجر قنبلة جديدة، وقد كانت قافلة شهداء الدالوة والقديح توقفت لتزف شهداء جددا إلى ربيع دائم لا حر فيه ولا زمهرير.
وتبكي أم لم يتسن لها وداع ابنها، وقد كانت تمني نفسها بأن يصحبها هو إلى قبرها، لا أن تدله هي على قبره!.
يا لدموع شيخ في السبعين! كان ينتظر أجله باسما، يعلم أن له خلفا يصلي من أجله ويدعو له!.
من يربت كتفي طفل تعلم اليتم قبل حروف الكلام؟
ومن يبتسم في وجه زوجة كانت ألقت الدنيا من نافذتها الوحيدة، تنتظر ابتسامة زوج طال غيابه، وكلمة شكر تدفن كل أوجاع الجسد!.
للشهداء حق
وللحق وقت
وللعزم حين
والله مطلع
وكفى به شهيدا عليكم!
لا نخاف كلاب النار.. ولن!! فأقصى ما يستطيعون فعله تحقيق إرادة الله.. ولا يقلقنا عواؤهم فأحجارنا أغلى من أن نلقمهم بها، لهم السيف والسوط، وولي الأمر يعرف ويستعد ويفعل، ونحن.. سنقتلع الإيدز، وسنعرفه، ولا يخدعنا!.