أظهر أحدث استطلاع فلسطيني وجود غمامة كبيرة من الشك الذي يلف التوقعات بخصوص "ما بعد" الرئيس الفلسطيني محمود عباس. جاء هذا على إثر تزايد الأخبار عن رغبة عباس بالانسحاب من أي عمل سياسي. أُجري استطلاع مركز القدس للإعلام والاتصال على عينة عشوائية، لـ 1199 شخصاً من الضفة الغربية وغزة في الأسبوع الماضي. انقسمت إجابات من طالهم الاستطلاع، بخصوص السؤال عن المرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية، إن لم يترشح الرئيس الحالي محمود عباس: الغالبية ممن طالهم الاستطلاع، وبنسبة 33 %، قالوا، إنه ليس لديهم مُرشح مُفضل. ما عدا ذلك، 10.5% عبروا عن دعمهم لمروان البرغوثي، 8 % عبروا عن دعمهم لإسماعيل هنية، 3% عبروا عن دعمهم لصائب عريقات و 3 % يدعمون خالد مشعل. وأظهر الاستطلاع، إضافة إلى ذلك، تراجع شعبية الشخصيات الفلسطينية. تراجعت شعبية عباس من 21 %، بنسبة الثقة به، خلال استطلاع أُجري في مارس، إلى 16 % فقط في الاستطلاع الحالي.
وطرأ أيضاً ارتفاع كبير بنسبة الدعم لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. قال 58.9% ممن طالهم الاستطلاع، إنهم يدعمون إجراء الانتخابات حتى وإن لم يتم استكمال عملية المصالحة، وهذا بخلاف نسبة الـ 34.8%، ممن طالهم الاستطلاع، الذين هكذا كان ردهم في شهر نوفمبر 2014.
اشتباكات ميدانياً ،أصيب عشرة من مؤيدي الرئيس عباس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان خلال اشتباكات وقعت بينهم أثناء عقد انتخابات الحركة بإقليم وسط خانيونس جنوب قطاع غزة. وقال شهود عيان: إنه وقع عراك عنيف وإطلاق نار في الهواء في منتجع "هابي سيتي" بطريق خانيونس رفح الغربية بين الجانبين، صباح السبت، خلال مراسم الانتخابات، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان. وأضاف الشهود، أن الشرطة وصلت إلى المكان، واعتقلت نحو 30 من المشاركين في العراك والاشتباكات، وفرضت الهدوء والسيطرة على المكان. شهود عيان قالوا، إن بعض أعضاء فتح قاموا برشق المؤتمر العام للحركة بالحجارة ما أدى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين على الأقل بينهم امراة. ووصلت قوات من الشرطة التابعة لوزارة الداخلية في غزة وأعادت الهدوء إلى المكان. من جانبه، قال أحمد شهوان، عضو إقليم في وسط خان يونس: "إن بعض الأعضاء الغاضبين على عدم وجود أسمائهم في المؤتمر، قاموا برشق المؤتمر بالحجارة ما أدى إلى إصابة أحد المشاركين". وأشار شهوان إلى أنه تم افتتاح مؤتمر حركة فتح بخان يونس بمشاركة 530 عضوا من 12 إقليما لانتخاب 32 عضوا، حيث افتتح المؤتمر الدكتور زكريا الأغا، القيادي في حركة فتح، في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس. وكان الرئيس محمود عباس القائد العام لحركة فتح، أصدر تعليماته بتأجيل مؤتمر إقليم وسط خانيونس، الذي كان المنوي انعقاده قبل أكثر من أسبوع.
نفي من جانبه، نفى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أنه سيخلف الرئيس محمود عباس في مواقعه، مشيرًا إلى أن لا رغبة له ولا طموح لديه بذلك. ووصف عريقات لقاءه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، مساء الخميس، في العاصمة القطرية الدوحة، بأنه "كان تشاوريًا وعاديًا". وقال: إنه "قد أطلع مشعل على تطورات الأوضاع الفلسطينية". غير أن عريقات ألمح إلى أن رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة في المرحلة المقبلة، قد لا يكون رئيساً للسلطة الفلسطينية، أو رئيسًا لدولة فلسطين في الوقت نفسه. ولفت إلى أنه "في مرحلة ما بعد عباس لن يستطيع أحد أن يجمع بين كل هذه المناصب، وأن "الرئيس الفلسطيني المقبل سيكون منتخبًا من الشعب الفلسطيني". ونفى التكهنات بعد قرار تعيينه أمينًا لسر اللجنة التنفيذية، بأنه سيكون خليفة لعباس في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، أو سيجري تعيينه نائبًا للرئيس.
دعوة للتأجيل في المقابل، اقترحت حركة الجهاد الإسلامي، تأجيل دعوة المجلس الوطني للانعقاد، والمقرر منتصف الشهر الجاري في رام الله، وإجراء مزيد من الحوار لحل المشكلات القائمة. جاءت الدعوة خلال لقاء جمع عزام الأحمد عضو مركزية فتح مع رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في بيروت، حيث جرى استعراض التطورات الأخيرة في الساحة الفلسطينية والدعوة لعقد المجلس الفلسطيني، يومي الرابع والخامس عشر من الشهر الجاري، والأسباب التي دعا من أجلها المجلس الوطني الحالي للاجتماع، وجدول أعماله في ظل تعثر جهود الفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والانطلاق لتنقيذ كافة بنود المصالحة والعراقيل التي وضعت أمام عمل حكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة. وأكد الأحمد مجدداً أنه في حال تشكيل حكومة وحده وطنية تقوم بمهامها دون تدخل أي فصيل من الفصائل في عملها والانطلاق في تنفيذ كافة بنود اتفاق المصالحة، وصولاً الى انتخابات عامة، فإن ذلك سوف يفتح الطريق أمام مجلس وطني جديد وفق إعلان القاهرة عام 2005، بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي. وأكد الأحمد، أن انعقاد المجلس الوطني في منتصف الشهر الحالي، لا يتعارض إطلاقاً مع ذلك.
من جانبها، أكدت قيادة حركة الجهاد الإسلامي على ضرورة تأجيل هذه الخطوة، والدعوة إلى عقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، للتوافق على إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، بما يعزز وحدة الشعب الفلسطيني ويحمي قضيته ومصالحه الوطنية.