الوضع في السودان كحاله في كل الأقطار العربية ليس أحسن حظاً.. ولا أهدأ حالاً .. فما زال الحديث مستمراً عن معارك هنا ومناوشات هناك، بين الشمال والجنوب الذي نجح الغرب في تقسيمه وتجزئته طبقا لمخطط إنجليزي قديم. أيضا الحديث عن دارفور تجاوز كثيرا مراحل الصخب إلى اتهامات بوجود العديد من الانتهاكات، حتى الوضع السياسي يظل مليئاً بالضجيج، وسط رفض المعارضة المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس عمر البشير مؤخرا، ويعرف بـ 7 + 7. ويظل اسم الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض وزعيم طائفة الأنصار على رأس فرقاء الوطن الرافضين للحوار والمنادين بإسقاط البشير رغم كونه رئيساً منتخباً من قبل الشعب. "اليوم" التقت الإمام الصادق المهدي السياسي والمفكر السوداني الذي توزعت سنوات عمره بين كراسي السلطة وزنازين السجون وغربة المنفى، حيث ذاق السلطة رئيسا للوزراء لفترتين، والسجن والمنفى معارضاً لعدة مرات. وتاليا الحوار: "ليست ثورات"
بداية .. كيف ترى ثورات الربيع العربي، وما حدث خلالها من مؤامرت لتدمير العالم العربي؟
في عام 2008 كنا حاضرين في مؤتمر بالبحر الميت وكنا ممثلين للمعارضة في 19 دولة عربية وأصدرنا نداءً قلنا فيه: إن منطقتنا العربية تعاني من حالة احتقان شديدة من نظم الحكم ونظم الاقتصاد والفقر والبطالة، وقلنا إن هذا الحوار يتطلب حوارا جادا بين القوى الحاكمة والمعارضة وإحداث حالة من الإصلاح السياسي، وإلا فسيحدث انفجار.
ورأينا بعدها مظاهرات واعتصامات وإضرابات وتلاها ما يعرف بالربيع العربي، وأنا في رأيي أن هذا الربيع هو تعبير عن هذا الاحتقان وتطلع إلى إقامة نظم سياسية تكفل المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة القانون وإصلاح النظم الاقتصادية.
لكن هذا لم يحدث؟
نعم، لأن هذه كانت مجرد آمال وطموحات من تحركوا .. وهؤلاء تحركوا بعوامل ذاتية وليس عوامل خارجية أو مؤامرة، كما يقول البعض فقد سبق الربيع العربي أكثر من 3000 مشهد للمظاهرات وحالات الإحقان والمطالبة بالإصلاح وهذه العوامل أدت إلى قيام حركات تلقائية غير مخططة وليس لها قيادة ولذلك لم تكمل دورتها ولا يصح أن يطلق عليها ثورة.
وماذا نطلق عليها إذا؟
هي انتفاضة لأن كلمة ثورة تعني دورة كاملة تتكون من الإطاحة والإبدال وعندنا في الربيع العربي حصل إطاحة بالأنظمة ولكنه لم يحصل إبدال.. وقد رأينا تجمع الملايين من الشباب في تونس ومصر ورأينا الموجة الثانية من الثورة في ليبيا واليمن وسوريا وما واجهته من قبضة أمنية عنيفة، وأدى ذلك إلى الاقتتال الحالي، حيث تحول الموضوع في سوريا إلى حرب أهلية ثم إلى حرب طائفية، وهذا ما جرد الانتفاضة من معناها، فبدلا من إسقاط النظام تحول الأمر إلى مواجهة ثم إلى مواجهة طائفية.
وهل ليبيا كذلك؟
في ليبيا بدأت الثورة بأهداف محدودة جدا، وقد ناشدت وقتها العقيد معمر القذافي بصورة مباشرة أن يتفاوض مع تلك الحركة وعدم استخدام القوة ضدها ففعل عكس ما نصحته. وجاءت المرحلة التالية، وقلت له، إنك ستواجه بقوات دولية وأرجو تسليم السلطة للواء عبدالفتاح يونس وتفويضه بالدخول في تسوية مع الثوار، لكنه لم يسمعني ووقتها رفعت الجامعة العربية الملف للتدخل الدولي، وحصل ما حصل.
وما الذي حدث بعد ذلك؟
تحولت الانتفاضات إلى التدمير والتخريب الذي نشهده اليوم، وذلك بسبب طرق مواجهتها الخاطئة، وهذا ما أدى أيضا لخلق حالة استقطاب طائفي حاد جداً، لذا أدعو الجامعة العربية أن تجمع المفكرين من المحيط إلى الخليج، ويفكروا معا ثم يضعوا روشتة للعلاج ثم يدعى لعقد مؤتمر قمة خاص للعمل على تنفيذ خطط العلاج.
"داعش والنظام المارق"
وكيف ترى الإرهاب الذي سيطر على المشهد في المنطقة؟
أنا أرى أن داعش والقاعدة تستفيدان من النزاعات الموجودة في الدول العربية، وتتمددان باعتبار أن لديهما أجندة ضد الجميع وأجندتهما تريد أن تقيم نظاما مارقا وخارجا، لذلك لا بد من إزالة جميع الخلافات لقفل كل الأبواب أمام هذه الأجندات الخارجية المارقة التي تؤلب الشعوب وخصوصا السنية، وتحاول أن تقول لهم إنها الأقدر على مواجهة المد الشيعي والأقدر على حماية أهل السنة.
وكيف ترى تصدر التيارات المتأسلمة للمشهد بعد حدوث الربيع العربي؟
النظم الديكتاتورية في العالم العربي هي السبب حيث قفلت بغبائها باب الاجتهاد السياسي، ولذلك ظهرت تلك التنظيمات الإسلاموية التي تستخدم الإسلام كأيدلوجية للوصول إلى السلطة وتمددوا عبر الأنشطة الاجتماعية والخدمية، وهو نفس الذي حدث في إيران مع الثورة الإسلامية.
وهل كان هناك تنسيق بين هذه التيارات وبين الجماعات الإرهابية؟
لا .. لأن داعش تكفرهم وتريد أن تنفرد بالأجندة الإسلامية وحدها وأن تقرر هي الخلافة والبيعة. فداعش أحادية النظرة وتعتقد أن كل من لا يؤيد ويبايع أبابكر البغدادي هو كافر، وهذا واضح من خلاف أيمن الظواهري والبغدادي.
"الخلاف الدائم مع البشير"
نأتي للحديث عن الشأن السوداني. فما سر الخلاف الدائم بينك وبين الرئيس عمر البشير؟
الرئيس البشير انقلب عليّ وعلى السلطة الشرعية في البلاد، حيث عزلني من رئاسة الوزراء وكنت وقتها منتخباً انتخاباً حراً من الشعب. وعندما اعتقلوني بعد أسبوع واحد، وجدوا في جيبي ورقة مكتوبا فيها للبشير، إن في السودان مشاكل عاصفة لا تصنعها الأحزاب، وهناك حرب أهلية لابد من علاجها، وهناك تنمية لابد من تحقيقها، لذلك لابد أن نجلس أنا وأنتم.. أنتم عندكم السلطة، ونحن عندنا الشرعية، وهذا لا يعفي أياً منا ارتكب خطأً من الخضوع للمحاكمة.
فأهملوا هذا الكلام واعتقلوني وسجنوني وفعلوا ما فعلوا ولم يجدوا شيئاً واحداً يحاكمونني به ولذلك صارت عداوة مستمرة من قبلهم.
ولماذا عزلك البشير من رئاسة الوزراء؟
السبب بسيط .. وهو مؤامرة قامت بها الجبهة الإسلامية بقيادة الدكتور حسن الترابي، وكانوا جزءًا من السلطة والحزب الثالث في البرلمان وقتها، ولكنهم طمعوا وقرروا أن يحوزوا السلطة كلها، باسم الثورة الإسلامية تضاهي الثورة الخومينية في إيران، وكل من قالوا فكروا في هذا اعترفوا بخطئهم فيما بعد، فقد قالوا، إنهم يريدون حماية وحدة السودان فانفصل الجنوب، وقالوا نريد النهوض بالاقتصاد وتراجع الاقتصاد، حتى كلامهم عن الإسلام لم يحققوه.
إذا لماذا يهدد الرئيس البشير دائما بمحاكمتك؟
الرئيس البشير اعتقلني أكثر من مرة لكن من دون محاكمات أو تحقيق وكان دائما يطلق سراحي لعدم وجود تهمة من الأساس.. وقد اعتقلني مرتين عقب تهديده بالمحاكمة الأولى بعد حديثي عن قوات الدعم السريع واتهامي لها بارتكاب انتهاكات وأعمال ضد حقوق الإنسان في دارفور.
والثانية عندما وقعت اتفاقا مع الجبهة الثورية وأصدرنا بيانا يسمى إعلان باريس، للعمل على الإطاحة بالنظام بالطرق السلمية.
لكن الرئيس البشير اتهمك وقتها بتوقيع اتفاق مع حركات تمرد مسلحة تعمل ضد الدولة؟
لو كان حكيما لأعطاني نياشين وطنية لأنني استطعت أن أغير فكر الجبهة الثورية من إطاحة النظام بالقوة إلى الإطاحة بعمل سياسي ومن تقرير المصير لبعض المناطق بالسودان إلى الحديث عن السودان الذي يسع الجميع، وقد نجحت فيما فشل فيه النظام، حيث أعلنت الجبهة الثورية أنها ستضع السلاح في حالة الوصول إلى اتفاق سياسي.
"المعارضة من الخارج"
أنت كرئيس لحزب الأمة المعارض في السودان دائما ما تعلن مواقفك من الخارج، ألا ترى أنه من المناسب العودة إلى السودان والعمل عن قرب لإيجاد حل سياسي؟
ومن قال لك إنني أُعارض من الخارج.. أنا حزبي في الداخل وقد غبت لأسباب محددة، وسوف أعود.
متى ستعود؟
قريبا .. لكنني لم أحدد متى.
وفي حالة العودة، هل يعتقلك الرئيس البشير مرة أخرى؟
لا.. هم يريدونني أن أعود لأفاوضهم وأشترك معهم في حوار من وجهة نظري "عقيم". وقد نقلوا أكثر من مرة أنهم سيضمنون سلامتي.
يتهمك البعض بأنك تحاول الوصول إلى السلطة من جديد في السودان .. فهل هذا صحيح؟
إذا كان هدفي هو مجرد السلطة فهم قد عرضوا علي مناصفتهم في السلطة 3 مرات.
كيف؟
يعني أشترك معهم في السلطة.
بمعنى أنك تكون رئيسا للوزراء ويظل البشير رئيساً؟
لم نتفق على التفاصيل ورفضت الفكرة من البداية في 93 و96 و2008 "أنا مش عايز سلطة" المشكلة ليست فيمن يحكم السودان القضية كيف يحكم السودان؟ ما الفائدة أن نتفق وتظل الحرب مستمرة؟.
لكن الإدارة البريطانية كانت تقول، إنك ستصل إلى سدة الحكم في السودان؟
هذا كلام أفراد وليس توجها عاما، فأنا مصنف ضدهم، فكل الأشياء التي أحملها مثل الفكر العربي والفكر الاشتراكي والفكر الإسلامي كلها مكروهات عندهم.
"الحوار مع السلطة"
ولماذا رفضتم دعوات الحوار التي أطلقها الرئيس البشير أكثر من مرة، وكان آخرها 7 + 7 ؟
أصلا أنا صاحب الحوار لأن الرئيس البشير كان يقول، إنه لا تحاور إلا مع حملة السلاح، ولا نحاورهم كذلك إلا ثنائيا، وأنا كنت أقول دائما، إن الحوار لابد أن يكون للجميع، ولا يستثني أحدا. واقتنع بهذا الكلام فيما بعد وأعلن ما يعرف بإعلان الوثبة في يناير 2014، ودعا إلى حوار مع الجميع فتبنيناه لكننا اختلفنا في أمرين.
ما هما؟
الأول أنهم كانوا يريدون البشير رئيسا للحوار فرفضت، لأنه لا يمكن أن يكون الخصم والحكم في نفس الوقت، فكيف يكون الفريقان 7 + 7 أي سبعة من الحكومة وسبعة من المعارضة، فإذا كان الحوار برئاسة البشير فسيكون 8 + 7 لذا لابد أن تكون رئاسة الحوار محايدة.
لمن تكون إذا؟
لقاض من القضاة مثلا، كما حدث في جنوب إفريقيا.
وما هو الاختلاف الثاني؟
الاختلاف الثاني أنهم ضلعوا الحريات فقد اعتقلوني لأنني انتقدت .. ولذا قلت لهم، إنه إذا كان هناك حوار فلابد من ضمانة للحريات.
لكن الحوار مستمر؟
مستمر لكنه مخلع لا قيمة له، وقد خرجنا منه وخرج آخرون، ولم يبق سوى الأحزاب الموالية للسلطة فأصبح النظام وكأنه يحاور نفسه.
اتهمك رئيس الجبهة الوطنية لإسقاط النظام علي محمود حسنين، بأنك أكبر مهندس لما سماه صفقات الحوار مع نظام البشير منذ عام 89 فكيف ترد عليه؟
الواقع هو خير رد على هذا الكلام .. وقد انسحبت ورفضت الحوار مرات عدة لأسباب موضوعية .. أما هؤلاء الذين يتكلمون، فإنهم يؤمنون بأنه لا حوار مع السلطة، وأنا أقول لهم، إن ربنا رب العالمين حاور ابليس، وهذا مذكور في القرآن. وأنا لا أمانع في حوار وراءه فائدة للشعب السوداني، وإذا توافرت ضماناته واستحقاقاته فنعم للحوار.
"تدويل الخلاف"
لكن يتهمك البعض بالعمل على تدويل قضية السودان وخلافكم مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعد لقائك برئيس الآلية الأفريقية ثامبو أمبيكي؟
ومن أتى بأمبيكي . هم من أتوا به. وهذا كلام خبيث، فالنظام السوداني لم يبرم أي اتفاق إلا خارجه وبواسطة أجنبية، فقد أبرم 16 اتفاقا خارج السودان، ثانيا السودان به 35 ألف جندي أجنبي بالاتفاق مع الحكومة، والسودان الآن عُرضة لـ 62 قرار مجلس أمن، والسودان فيه 4 ملايين يعيشون على الإغاثات الأجنبية . هي هناك تدويل أكثر من ذلك.
وما رأيكم في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا في السودان؟
انتخابات غير صحيحة وليس لها أي معنى، فقد كانت بين المؤتمر الوطني الحاكم وحلفائه وقاطعها الشعب السودان والأرقام كلها تؤيد كلامي.
ولماذا لم ترشح نفسك؟
كيف أترشح في انتخابات تزورها الحكومة .. فالمؤتمر والجيش والشرطة والسلطة كلها في أيدي الحزب الحاكم، ولقد سبق أن زورت الانتخابات في 2010.
وهل تشاركون في الانتخابات القادمة؟
طبعا لا .. إلا في حالة وجود عملية ديمقراطية حقيقية.
"تقسيم السودان"
ننتقل لنقطة غاية الأهمية في التاريخ السوداني .. برأيك من هو المتسبب الرئيسي في تقسيم السودان؟
الإنجليز عندما احتلوا السودان قرروا أمرين: إما أن يستقل الجنوب أو يضم إلى كينيا، ولذلك أعطوا كل ميزانية الصحة والتعليم للكنائس التبشيرية، وفي هذه الأثناء خلقوا هوية جديدة في الجنوب أنجلوفونية أفريكانية في مقابل الهوية الإسلامية العربية. وهذا الوضع كان يمكن حله ما بين السودانيين، ولكن الطغاة بدءًا من السيد إبراهيم عبود الذي اتخذ سياسات عمقت المشكلة ثم السيد جعفر نميري، وأكثر الذين أحدثوا تطورا في هذا الأمر في اتجاه الانفصال هو حكومة الانقلاب الذي قاده السيد عمر البشير، ونحن كنا في الحكومة الديمقراطية، كنا بصدد الاتفاق مع الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون جارانج، وكانت الفكرة ببساطة أن يستثنوا من الأحكام الإسلامية، ومشاركتهم مشاركة عادلة في السلطة، أن يمنحوا نصيبا من الثورة، وكان هذا مشروع اتفاق سنبرمه معهم في 18 سبتمبر 1989.
ولماذا لم يتم؟
لأنه تم الانقلاب على حكومتنا وقطع الطريق .. فالانقلاب بسياسته الحمقاء الخرقاء أدى إلى أن الجنوبيين دعوا إلى واشنطن ليناقشوا مستقبلهم لأن النظام أعلن وقتها أن هوية السودان إسلامية عربية من جانب واحد دون اتفاق مع أحد واجتمعوا وقالوا لأول مرة، طالما أن السودان هويته اسلامية عربية، فنحن لسنا مسلمين ولسنا عربا ونطالب بالانفصال.
وهل لأمريكا وإسرائيل يد في هذا الموضوع؟
أمريكا وإسرائيل لم يصنعوا الحقائق ولكنهم استغلوها، والمتسبب هنا هو النظام الذي أعلن تطبيق الشريعة الإسلامية ما جعلهم يستغلون هذا الأمر؟
"دارفور وتوقيف البشير"
وماذا عن وضع إقليم دارفور الآن في ظل اتهامك السابق بارتكاب جرائم وتأكيد الحكومة أن الأوضاع مستقرة والسلام آت لا محالة؟
الأوضاع في دارفور سيئة جدا ومقلقة وصحيح أنها ليست كالسابق، لكن الأمور هناك أسوأ من حيث تحقيق الأمن والاستقرار ولو قبلوا بنصحنا في 2006 ما وصلنا لما هو عليه الآن.
وكيف ترى طلب الجنائية الدولية بتوقيف البشير؟
على نفسها جنت براقش – النظام اتخذ سياسات حمقاء أدت لهذا الموضوع، ومنذ البداية وأنا مختلف مع البشير وقلت: نحن نحترم المحكمة ونحترم استقلال القضاء، ولكن يمكن أن نحصل على تسوية مثلما حدث في جنوب أفريقيا لإيجاد مخرج للبلد.
حتى إنك بعثت برسالة مكتوبة إلى قمة الاتحاد الأفريقي ودولة جنوب أفريقيا حذرت خلالها من اعتقال الرئيس عمر البشير رغم معارضتك الشرسة له؟
الفكرة أنه لا يقف الأمر عند المساءلة والمحاسبة .. وممكن نعمل صفقة ونرد الحقوق للشعب السوداني ونجد له مخرجا آمناً.
كثر الحديث مؤخرا عن محاولات لاختطاف طائرة الرئيس البشير فى إحدى رحلاته الخارجية.. كيف ترى هذا الأمر؟
الرئيس البشير ما لم يسوّ أموره وينه موضوع المحكمة فسيقبض عليه.
"الخروج الآمن"
تحدثت سابقا عن اقتراح بالخروج الآمن للرئيس عمر البشير. كيف يكون هذا وهو رئيس شرعي منتخب من الشعب؟
هو ملاحق كل يوم من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
لكنه مازال رئيسا؟
نعم ولكن رئاسته مهزوزة للغاية. رئاسة معزولة ومشتعلة الحروب مع شعبها وهي ليست رئاسة مريحة.
في بداية حواري معك قلت، إنك أقنعت الجبهة الثورية بترك السلاح لكن أتذكر أنك أيضا طالبت السودانيين في حوار سابق بالنزول إلى الشوارع واحتلال الميادين والسفارات في الخارج، للإطاحة بالنظام. ألا يعد هذا تناقضا؟
لا يوجد تناقض ولا تعارض، فنحن نفضل أن يكون هناك حوار يحقق أحلام الشعب السوداني، وإذا تخندق النظام في الانفراد بالسلطة، فعلينا بسلوك الطريق الآخر.
هل يعني هذا أنك تطالب بقيام ثورة في السودان؟
السودان مشتعل وهو أصلا مهد الثورات، ونحن نريد وقف هذا الاشتعال من خلال تسوية سياسية وإن لم تحدث فستنفجر الأوضاع.
"توريث الإمامة"
رأينا خلافتك لوالدك الإمام الصادق المهدي في إمامة الأنصار وخلافة والدك لجدك .. فهل أنتم إذا توافقون على مبدأ التوريث في الجماعة؟
أولا نحن لا نعتبر أنفسنا طائفة، فنحن دعوة وعندك في القرآن "كونوا أنصار الله" هذه هي الفكرة..والإمام المهدي عندما أسس ما أسس لم يعط أحداً من أقربائه أي مسؤولية، والإمام عبدالرحمن جدي عين ابنه الصديق خليفة له، وقال: إنه شريكي، ووالدي الإمام الصادق قال قبل وفاته: إمام الأنصار ينتخبه الأنصار، وتوفي عام 1961 وتم انتخابي أنا عام 2003 إماماً للأنصار بالانتخاب وليس توريثاً.
كرئيس لمنتدى الوسطية العالمي دعوت مؤخراً لمبادرة لحل المشاكل في منطقة الشرق الأوسط، كيف يتم ذلك؟
يتم ذلك من خلال مصالحات بين السنة والشيعة بيين الإسلاميين والعلمانيين بين العرب والأكراد وعلاج المشاكل علاجا توفيقيا بعيدا عن المواجهة، والعمل على توحيد الكيان العربي، والحفاظ على حقوق الجيران، وعقد اتفاق أمني بيننا وبين إيران وتركيا، لضمان استقرار الشرق الأوسط.
المهدي يتحدث لـ«اليوم»