فيما وافقت الحكومة اليمنية على حضور مشاورات بهدف تنفيذ القرار الأممي 2216 وطالبت بتنفيذ القرار من دون شروط أو تعديلات، هزت انفجارات عنيفة غير مسبوقة صباح امس العاصمة اليمنية صنعاء، في غارات شنتها طائرات التحالف العربي استهدفت مخازن أسلحة تسيطر عليها جماعة الحوثي , التي ارتكبت جريمة بشعة راح ضحيتها 20 شخصا في قصف صاروخي في مأرب.
تنفيذ القرار 2216
وطالبت الحكومة اليمنية بعد اجتماع عقده الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الليلة قبل الماضية مع هيئة مستشاريه السياسيين، وحضور نائب الرئيس خالد بحاح المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ببذل مساعيه للحصول على التزام علني صريح من قبل الحوثي وصالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 من دون قيد أو شرط.
وأكد الاجتماع على دعمه الكامل للجهود المخلصة التي يبذلها المبعوث الأممي ولد الشيخ.
واكدت الحكومة التي يرأسها خالد بحاح في بيان نشر بعد الاجتماع موافقتها على المشاركة في المفاوضات، على ان تقتصر على البحث في تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 الذي ينص على انسحاب المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح من المدن والاراضي التي سيطروا عليها منذ العام الماضي.
وقال البيان: ان المشاركين في الاجتماع بمن فيهم المستشارين السياسيين للرئيس هادي قرروا "الموافقة على حضور المشاورات الهادفة الى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 للعام 2015".
واضاف البيان: ان المجتمعين "طالبوا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن ببذل مساعيه للحصول على التزام علني صريح من قبل الحوثي وصالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 من دون قيد أو شرط".
وفي السياق، قالت الأمم المتحدة: إن محادثات السلام التي تهدف إلى إنهاء الصراع في اليمن سوف تستأنف الأسبوع الحالي في المنطقة، وحثت جميع الأطراف على المشاركة "بنية حسنة".
وقال مسؤول صحفي بالأمم المتحدة: إن إسماعيل ولد شيخ أحمد المبعوث الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون رحب بالتزام الحكومة اليمنية والحوثيين والمؤتمر الشعبي العام في اليمن بالانضمام للمحادثات التي ستجري في المنطقة الأسبوع الحالي.
وقال البيان: "يشيد المبعوث الخاص بقرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والأطراف اليمنية الأخرى بحضور المحادثات".
وأضاف: "إنه يحث المشاركين في المحادثات على الحوار بشكل بناء وبنية حسنة.. مقرا بالحاجة إلى نهاية سريعة للعنف الذي جلب معاناة لا تحتمل للشعب اليمني".
واوضح وسيط الامم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد ان المفاوضات تهدف ايضا الى "وضع اطار لاتفاق على آلية تتيح تنفيذ قرار الامم المتحدة رقم 2216" الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب من الاراضي التي سيطروا عليها في اليمن.
واشاد "بتعهد الحكومة اليمنية والحوثيين والمؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح) بالمشاركة" في هذه المفاوضات.
ودعا وسيط الامم المتحدة "المشاركين في المباحثات الى التحاور بطريقة بناءة وبحسن نية؛ بهدف "وضع حد سريع للعنف الذي تسبب في آلام لا تطاق" للشعب اليمني. وتابع: ان المفاوضات ستنظم في تاريخ ومكان "سيعلن عنهما في الايام القريبة".
وكانت العاصمة العمانية مسقط استضافت في الاشهر الماضية مفاوضات بين وسيط الامم المتحدة وممثلين عن حركة التمرد. وجرت آخر جولة مفاوضات في حزيران/يونيو في جنيف وانتهت بالفشل. ومنذ ذلك الحين كثف تحالف عربي يدعم الرئيس هادي حملته العسكرية ضد الحوثيين، مما يؤدي الى تفاقم الوضع الانساني الكارثي في اليمن.
انفجارات عنيفة
ميدانيا، هزت انفجارات عنيفة غير مسبوقة صباح امس الجمعة العاصمة اليمنية صنعاء؛ جراء قصف طائرات التحالف العربي مخازن أسلحة تسيطر عليها جماعة الحوثي.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن سكان محليين القول: إنهم سمعوا دوي انفجارات هائلة استمرت من الساعة السادسة من صباح امس بالتوقيت المحلي واستمرت حتى السابعة، لافتين إلى أن سحب الدخان غطت سماء العاصمة.
وأفادت المصادر ذاتها بأنهم شاهدوا صواريخ تتطاير من مخازن الأسلحة التي انفجرت في مقر الفرقة الأولى مدرع ومعسكر الصيانة ومعسكر الحرس الجمهوري في شارع المطار بصنعاء.
كما تطايرت صواريخ من معسكر التلفزيون وسقطت في حيي الجراف والحصبة -بحسب السكان المحليين-، ولم يُعرف على الفور ما إذا كانت قد أسفرت عن وقوع ضحايا أم لا.
وتأتي الغارات التي استهدفت مخازن الأسلحة صباح امس بعد سلسلة انفجارات مماثلة عاشتها صنعاء مساء الخميس إثر قصف التحالف، وشن التحالف أكثر من 35 غارة جوية على صنعاء منذ فجر الخميس استهدفت آخرها مخزن أسلحة في مقر الفرقة الأولى مدرع وسط العاصمة، مما أدى إلى انفجار ضخم.
ويسيطر الحوثيون وقوات نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على جميع المعسكرات التي تحيط بالعاصمة. وسبق أن قصف التحالف في الشهور الماضية مخازن أسلحة في جبال عطان والنهدين ونقم.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الإماراتية أن قواتها الجوية ضربت «معاقل تابعة للميليشيات المتمردة في اليمن»، وهي رابع ضربة عسكرية تعلن الإمارات عن توجيهها للمتمردين في اليمن منذ يوم الجمعة الماضي.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات مساء الجمعة أن «الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي لدولة الإمارات شنت ضربات جوية ضد معاقل الميليشيات المتمردة في اليمن».
وأوضحت أن «المقاتلات المشاركة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية نفذت ضرباتها بكل دقة وإتقان في صنعاء ومأرب وشبوه والبيضاء ولحج وتعز».
وأضافت: «استهدفت الطائرات معسكرات ومخازن للأسلحة ومباني للقيادة والسيطرة وآليات عسكرية وعدة تجمعات لميليشيات الحوثي»، مشيرة إلى أن جميع الطائرات «عادت إلى قواعدها سالمة». في غضون ذلك، أكدت مصادر قبلية في محافظة مأرب شرقي البلاد ارتفاع عدد القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع في ضربات جوية مستمرة منذ الأربعاء.
كما تحدثت المصادر عن استهداف طائرات الأباتشي عربات ومدرعات ومخازن للأسلحة تابعة للحوثيين. وشملت الغارات مناطق متعددة مثل الجفينة بالجبهة الجنوبية الغربية كبدت الميليشيات ومناصريها خسائر فادحة.
جرائم المتمردين
وقتل 20 مدنيا على الاقل امس في قصف بصواريخ كاتيوشا اطلقها المتمردون الحوثيون على سوق مزدحمة في مدينة مأرب شرق اليمن، بحسب ما قالت مصادر طبية وشهود.
وقال مسؤول طبي: ان "20 مدنيا قتلوا واصيب العشرات" في الهجوم، فيما اشار شهود عيان الى ان القصف استهدف السوق الرئيسية في المحافظة.
ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات على مقتل سبعة متمردين بغارة للتحالف الذي تقوده السعودية على مأرب، حيث انضمت مروحيات الاباتشي الى القتال ضد الحوثيين وحلفائهم.
واستهدفت غارة التحالف آلية عسكرية يستخدمها المتمردون في محافظة مأرب، فيما استهدفت ضربات اخرى مواقع للمتمردين في محافظة شبوة المجاورة، بحسب ما قال مصدر عسكري.
إشادة
من جهة أخرى، أشاد تيار المستقبل اللبناني بتضحيات شهداء المملكة والإمارات والبحرين الذين سقطوا دفاعًا عن وحدة اليمن وعروبتها وقدموا النموذج المطلوب في مواجهة مشروعات الهيمنة والتمدد الإيراني وتأجيج الحروب المذهبية في المنطقة.
وعلق التيار في بيان أصدره أمس، على ما جاء في بيان حزب الله قبل يومين ودعواته المتكررة للنيل من دور المملكة في حماية الوجود العربي من المتآمرين عليه، ولا سيما الجهود المباركة التي تبذلها المملكة لإنقاذ الشرعية اليمنية من ويلات الانقلاب الحوثي وإعادة الأمل للشعب اليمني بتخليصه من هول الجرائم التي ترتكبها الميليشيات الحوثية بحقه.
ورأى أن تهجّم حزب الله المستمر على المملكة ليس مستغربًا ولن يكون الأخير، وهو أبلغ تعبير عن الصدمة المستمرة، وعن مدى الانزعاج الإيراني من التطورات والنجاحات الميدانية التي تحققها قوات التحالف العربي في اليمن، ولا سيما تحرير الجنوب وعودة الشرعية إلى عدن، في الطريق إلى عودة كل اليمن إلى حضن الشرعية العربية.
وأكد تيار المستقبل أن اليمن يسير نحو تاريخ جديد يريده أبناء هذا البلد عربيًا بامتياز.