في إنجاز كبير من مختلف الأجهزة العاملة بالحج والحرمين الشريفين، وفي نجاح كبير لإدارة الأزمة التي وقعت بسقوط إحدى الرافعات العملاقة في الحرم، بدأت الحياة تعود تدريجياً في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بعد أن هبت جميع الآليات والقوى البشرية لرفع مخلفات الرياح والامطار التي هطلت على مكة المكرمة مساء امس الاول وتسببت في سقوط رافعة في مشاريع توسعة الحرم المكي الشريف، وراح ضحيتها 107 حالات وفاة و238 حالة اصابة، في الوقت نفسه عاد المعتمرون والحجاج الى الطواف والسعي بالحرم المكي بعد ان بدأت الاجهزة الحكومية الامنية والخدمية عقب اسعاف المصابين ونقل المتوفين في إزالة المخلفات وبدء إزالة الرافعة وما خلفته من تلفيات، كما بدأت عملية تغيير الأرضيات الرخامية المحطمة في منطقة الطواف، قبل أن تنتهي من أعمال إزالة الرافعة المنهارة، فيما مدت السلطات شريطا أمنيا في مساحة 500 متر مربع، تقع في منطقة السعي بين الصفا والمروة فيما تم منع الحجاج للمناطق المتضررة من سقوط الرافعة.
في الوقت نفسة زاد حادث الرافعة المسلمين من شتى اصقاع الارض تمسكهم بدينهم وأداء صلواتهم في البيت الحرام، حيث توافد الكثير من الحجاج والمعتمرين الى بيت الله الحرام لأداء الطواف والسعي وكأن شيئاً لم يكن، مما يؤكد ان كافة المسلمين مؤمنين بقضاء الله وقدره، مبدين تماسكهم بعقيدتهم والرابط المتين الذي يجمعهم. كما منعت السلطات دخول الحجاج إلى الطابقين الثاني والثالث مؤقتا، وكانت رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أعلنت أن العواصف الشديدة والرياح القوية، التي شهدتها مكة هي السبب في سقوط جزء من إحدى الرافعات بالمسجد الحرام.