أحيانا الصورة تعبر عن الكثير من الكلام وتؤثر في مجرى الأمور الكبرى، كحادثة الطفل من بلدة كوباني السورية ذات الغالبية الكردية هرب هو ووالده ووالدته وشقيقه الصغير على قوارب التهريب هربا من براميل الأسد المتفجرة ومن نيران داعش، طمعا في الوصول لبر الأمان الأوروبي فلقي حتفه هو وشقيقه ووالدته على الشاطئ التركي، صورة إيلان عبدالله كردي (٣ سنوات) كانت هي الصورة الأبرز في معاناة الشعب السوري، إيلان بقميصه الأحمر وهو منكفئ على وجهه وزبد الموج القاتل يغمر وجنتيه المنغمستين في ملوحة الشاطئ تهز كل وجدان وتعقد كل لسان، بعد هذه الكارثة فتحت بعض دول أوروبا أبوابها للاجئين السوريين بعد ما كان الأغلبية منها ترفض دخولهم وتبحث في حل المشكلة الرئيسية في إنهاء معاناة الشعب السوري.
ومن الصور التي أثرت على العالم في عام ١٩٧٢م التقطتها عدسة مصور أشد صور حرب فيتنام قسوة التي لن تنسى من ذاكرة التاريخ، وفيها تظهر الفتاة الفيتنامية كيم فوك ذات التسعة أعوام وهي تجري عارية بجسدها المحترق بعد أن قصف الأمريكيون قريتها بقنابل النابالم الحارقة، أثارت الصورة الرأى العام وكانت سببا في تكوين رأي عام صارم لإنهاء الحرب الفيتنامية، وفي عام ١٩٨٩م التقطت عدسة مصور رجل يقف بجسده أمام طابور دبابات متجهة إلى ساحة تيانانمن في بكين لقمع تجمع طلاب الجامعات الصينيين في هذه الساحة للمطالبة بالديموقراطية والإصلاح قبل أن تقمعهم السلطات الصينية بالجيش وكان هذا الشاب واقفا أمام الدبابة ولن تمر إلا فوق جسده مما جعل قائد الدبابة يقف ويطفئ المحرك، وأيضا في عام ١٩٩٣م صورة مؤثرة التقطها المصور كيفن كارتر لنسر يراقب طفلاً وهو يحتضر حتى يأكله بسبب المجاعة في جنوب السودان بسبب الحرب الأهلية ليفوز بجائزة عالمية، لكن لم يمض وقت طويل على استلامه الجائزة حتى انتحر متأثراً بما أصابه من هذه الصورة.