دأبت المؤسسات الخدمية كالبنوك وشركات الاتصالات والطيران على تمييز بعض عملائها عن غيرهم، كتوفير صالات خاصة وبطاقات تميز ولا يهم الأسماء ولكن الأهم هو ما يضخه العميل المتميز في خزينة المؤسسة من اموال، وعندما يتغير الرصيد وينزل لحد معين يتحول العميل لعميل عادي وتوصد امامه ابواب التميز وتتغير لغة التخاطب ويعامل كبقية العملاء العاديين وهكذا.
أردت من المقدمة أن أقول إن ما يقدمه الفرد للمؤسسة الخدمية منفعته مقتصرة على المؤسسة ذاتها ولن يصل نفعه لغيرها والقضية هي مصلحة فقط ولكن هناك اشخاصا يقدمون خدمة مجانية للمجتمع وهم لا يشعرون وقد لا يعنيهم الأمر!
من هم هؤلاء؟ وما الخدمة الجليلة التي يقدمونها لمجتمعهم؟,
انهم باختصار المعددون الذين يتزوجون أكثر من زوجة!!؟
وقد يخالفني البعض خاصة النساء والبعض من الرجال ولهم الحق!!
ولعلي اسأل سؤالا مباشرا لأم زوجت ابنتها أو لأخت زوجت اختها لرجل معدد وأقول كنت سابقا ترفضين فكرة التعدد بل وتحاربينها مالك اليوم تقرينها بل وقد تشجعين عليها؟
ايتها الأخت الكريمة يا من تحاربين التعدد كوني منصفة عندما تتحدثين عن التعدد، ولعل الظروف التي اجبرت غيرك ستجبرك يوما ما!!
مع كل اسف التعدد في المجتمعات العربية وحش كشر عن أنيابه وأصبح المعدد في نظر البعض مجرما ارتكب جرما لا يغتفر والسبب (الإعلام) وبعض المعددين الذين شوهوا التعدد بتصرفاتهم الهوجاء.
المعدد يقدم لمجتمعه خدمة جليلة ويساهم في حفظ توازن المجتمع وما يقوم به لا يقتصر نفعه عليه وعلى اسرته فقط بل يتعدى ذلك للمجتمع بأسره ولهذا يجب ان يميز عن غيره بمزايا تجعله يعيش استقرار نفسيا ينعكس ايجابا على اسرته الكبيرة..
الإحصائية الأخيرة التي صدرت عن عدد من تأخرن عن سن الزواج في المملكة (4 ملايين امرأة) هذا الرقم المخيف ينبئ عن طوفان قادم من النساء سيخلخل تركيبة المجتمع واذا لم يتدارك الأمر بتسهيل امور الزواج أولا وتشجيع التعدد المشروط ثانيا فسنجد انفسنا امام مشكلة اجتماعية كارثية لا يعلم مداها الا الله وحده.
اعود لصلب الموضوع وهنا اشير الى نقطة معينة واقول للرجل الذي ينوي التعدد قبل ان تقدم على مشروعك اجعل (العقل ثم العقل ثم العقل) هو من يقرر ولا تجعل قرار التعدد ردة فعل عاطفية عابرة تندم عليها طوال حياتك فالتعدد ليس بالأمر الهين وله تبعات قد لا تتحملها!!
وعلى الجهات المعنية بأمور المجتمع سن الضوابط القانونية التي تخدم طرفي التعدد فالإمكانيات المادية والحالة الصحية والنفسية والخلقية امور يجب ان تتوافر في راغب التعدد مع ضرورة ان تكون من متطلبات اتمام عقد النكاح.
خلاصة الأمر اقول: لدينا كم من النساء ممن فاتهن قطار الزواج وهن ينتظرن العريس ولكن طال الانتظار والخيرة في ما يختاره الله للعبد, يقول المصطفى عليه وعلى اله وصحبه افضل الصلاة والسلام «اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ان لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» وظاهر الحديث عام للموحدين والمعددين.للجميع التحية.