شددت الشرطة الإسرائيلية، صباح الأحد، قيودها على جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك، وكثفت تواجدها العسكري، وسمحت للمستوطنين المتطرفين وطلاب يهود باقتحام المسجد كما هاجمت المصلين والمصليات والمرابطات والمرابطين الذين صمموا على الدخول على أبواب المجلس والسلسلة والقطانين، فيما اعتدت عليهم في باب الأسباط وأخرجتهم إلى ساحة مقبر باب الرحمة. واعتقلت شرطة الاحتلال سيدة مقدسية من أمام باب القطانين عقب الاعتداء عليها بالضرب، فيما أخلت منطقة باب السلسلة بالكامل من جميع المرابطات الممنوعات من دخول الأقصى، ومنعت تواجد أي مصل أو مرابطة في المنطقة. واعتدت على الصحفيين الفلسطينيين الذين نظموا وقفة احتجاج في باب السلسلة وفرقتهم بالقوة.
وتأتي هذه الإجراءات فيما دعت المدرسة اليهودية الدينية "يشيفات ماكور حاييم" إلى أوسع اقتحام للمسجد الأقصى، صباح الأحد، بمشاركة طلابها وعدد من مدرسيها وحاخاماتها. وذكر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أن 146 مستوطنا اقتحموا ساحات المسجد الأقصى صباحا، فيما حاولت مجموعة من المستوطنين الصلاة بالقرب من المصلى المرواني، ولكن الحراس حالوا دون ذلك. وقد تصدى لمجموعات المستوطنين عدد من المصلين ممن استطاعوا الدخول في ظل قيود الاحتلال على المداخل، بالتكبير والهتافات نصرة للمسجد الأقصى. واحتجزت قوات الاحتلال المتواجدة على بوابات المسجد الأقصى كافة هويات المصلين الوافدين للمسجد الأقصى من الرجال والنساء، في حين بقيت جميع بواباته مفتوحة. وقال مركز شؤون القدس والأقصى:" إن قوات الاحتلال فرضت مزيدًا من التشديدات على جميع أبواب الأقصى، واحتجزت البطاقات الشخصية لكل الوافدين للمسجد". وأضاف أن تلك القوات كثفت من تواجد عناصرها في البلدة القديمة وعند بابي السلسلة والمجلس، ومنعت جميع المرابطات من التواجد بمنطقة باب السلسلة.
وخلال وقفة احتجاجية نظمها الصحفيون في المسجد الأقصى، الأحد، رفضا لاعتداءات قوات الاحتلال المتصاعدة بحقهم؛ اعتدت قوات الاحتلال على الصحفيين والمبعدات عن المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس المحتلة. واحتشد نحو (40) صحفيا عند باب القطانين واعتصموا حاملين معداتهم الصحافية رفضا لاعتداءات قوات الاحتلال عليهم، قبل أن تحضر إلى الموقع أعداد كبيرة من قوات الاحتلال الخاصة لقمع المعتصمين.
ووقعت مناوشات بين القوات الخاصة من جهة، والصحفيين والمرابطين من جهة أخرى، كما اعتدى جنود الاحتلال على المرابطات بالضرب وأبعدوهن عن المنطقة بالقوة، في حين انتقل الصحفيون من الاعتصام إلى عملهم في تغطية الاعتداءات الجديدة عليهم والمصلين. وتحدث المحامي حسام عابد عن انتهاكات قوات الاحتلال بحق الصحفيين، مبينا، أن هذه الانتهاكات بدأت بالمخالفات والمضايقات والتهديدات خلال ممارستهم لعملهم بتغطية الاحداث في المدينة، ثم تصاعدت لتصل حد الاستهداف المباشر مع بدء المواجهات داخل المسجد الأقصى، الأسبوع المنصرم.
وأضاف عابد، أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على صحفيين، كما أطلقت قنابل الصوت على آخرين بشكل مباشر، ما أدى لإصابة العديد من الصحفيين والصحفيات، موضحا، أن قوات الاحتلال اعتقلت أيضا عددا من الصحفيين خلال مزاولتهم المهنة في المسجد الأقصى ومحيطه. في نفس السياق نظمت القوى الإسلامية في مدينة الناصرة داخل أراضي عام 48 المحتلة مسيرة حاشدة نصرة للمسجد الأقصى المبارك، وتنديدًا بالانتهاكات اليومية بحقه. شارك في المسيرة المئات من الرجال والشباب والنساء يتقدمهم دعاة وأئمة. وانطلقت المسيرة من مسجد السلام، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والأعلام الخضراء ورددوا شعارات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" وغيرها من الشعارات المنددة بالاحتلال والمتضامنة مع المسجد الأقصى.