يشارك عدد كبير من المهندسين السعوديين الشباب في أرامكو السعودية، حالياً، في برنامجٍ جديدٍ للتطوير المتسارع في مجال هندسة الصيانة. وهو برنامج يأتي تنظيمه ضمن استراتيجية الشركة لنقل المعرفة بين الأجيال المختلفة من المهندسين السعوديين الشباب العاملين في مجال الطاقة.
وتكمن أهمية هذا البرنامج، الذي يمتد لسبعة أسابيع، والموجه بصفة خاصة للمهندسين السعوديين حديثي التعيين، أنه يتضمن مجموعة من الأدوات والإجراءات التي من شأنها دعم هؤلاء الشباب ورفع مستوى قدراتهم حتى يتمكّنوا من تقديم الأفضل عند عودتهم إلى مواقع عملهم.
وفي مزيد من التفاصيل حول ذلك، قال نائب الرئيس لأعمال الزيت في أرامكو السعودية، المهندس ناصر النعيمي: "إن البرنامج يأتي تلبية لاحتياجات أرامكو السعودية من الكفاءات الوطنية المؤهلة في مجال هندسة الصيانة، مشيراً إلى أن هذا النوع من التدريب يمثّل تحدياً كبيراً لدوائر الصيانة، ووجود برنامج التطوير المتسارع للمهندسين الشباب يحوّل ذلك التحدّي إلى واقع". وأضاف النعيمي: "إن رؤية مهندسي الصيانة الشباب وهم يتلقون المهارات العملية لتركيب وتفكيك المعدات بأيديهم هو مؤشر جيد على رغبتهم في التعلّم وتطوير القدرات". ويقدِّم هذا البرنامج الأسس والتدريب المباشر ومهارات إدارة الصيانة لموظفي أرامكو السعودية الملتحقين ببرنامج التطوير المهني للعاملين في منشآت خدمات الزيت والغاز.
تجربة غنية
ومن شأن البرنامج أن يقلّص المدة التي يتطلبها من مهندسي الصيانة الشباب ليصبحوا قادرين على المشاركة المباشرة والإنتاج بموثوقية واعتماد. كما سيختصر الوقت اللازم لنقل الخبرات ما بين المهنيين ممن هم على وشك التقاعد والمهنيين حديثي التعيين في مجال الصيانة.ويتكون البرنامج من ثلاثة أقسام رئيسة: المعرفة النظرية والأساسية بالمعدات، وتشمل المعدات الثابتة والدوّارة المستخدَمة في أعمال الصناعة الهيدروكربونية، بالإضافة إلى الأدوات الكهربائية ونُظُم التحكم.
أما القسم الثاني من البرنامج فيركز على التدرب العملي حيث يمضي المشاركون أربعة أسابيع في مركز التدريب الصناعي في منطقة الأعمال الشمالية للشركة. وفي هذا النوع من التدريب التقني يقوم المشاركون بتركيب وتفكيك معدات صناعية مختلفة، بالإضافة إلى الأدوات الكهربائية المساندة ونُظُم التحكم. ويدعم البرنامج توجهه العملي وإرشاداته المرتكزة على المشاركين بإجراء دراسات للحالات وزيارات مخططة بعناية إلى ورش مختلفة في إدارة ورش الخدمات الميكانيكية، مثل وحدة إصلاح توربينات الغاز، والكهربائيات، والوحدات الميكانيكية. والنتيجة هي أن يتوصل المشاركون إلى فهم العناصر الداخلية للأجهزة وكيفية قيام فرق الصيانة بأعمال الإصلاح اليومية.
والقسم الثالث من البرنامج، هو قسم إدارة الصيانة والذي صُمِّمَ للتوصّل إلى أفضل استخدام لنُظُم الصيانة عن طريق تحليل أداء الصيانة والتقارير ومؤشرات الأداء الرئيسة وذلك في سبيل تحسين الكفاءة وتخفيض التكلفة ونشر الممارسات المُثلى في مجال صيانة معامل ومنشآت أرامكو السعودية. كما يتضمن هذا القسم من البرنامج التطويري للمهندسين؛ عقد جلسات حول تقدُّم مسار العمل ووسائل الانضباط مثل برنامج الصيانة الاستباقية، وطرق تخطيط العمل، ونظام رصد وتحليل وإصلاح الأعطال، وصيانة الموثوقية الكلية للمعامل، والاختبار والمعاينة، والمقاولة وغيرها والتي تُقدَّم من خلال أمثلة توضيحية ودراسة للحالات والنقاش المباشر حول الموضوعات ذات الصلة بالتدريب.
مواجهة تحديات التطبيق في الصناعة
ويوفّر برنامج التطوير المتسارع للمهندسين الشباب 20 % من المعرفة التوجيهية والنظرية و80 % من المهارات التطبيقية، التي يقوم فيها المهندسون الشباب بأداء أعمال صيانة مختلفة. كما يتعلم المشاركون آليه عمل المعدات الدوّارة بما فيها المضخات العاملة بالطرد المركزي، ومضخات الإحلال الإيجابي، والضواغط، بالإضافة إلى المعدات الثابتة مثل المبدّلات الحرارية العائمة، والمحركات الكهربائية ثلاثية المراحل، ومفاتيح التحويل، ومحولات الطاقة، وأجهزة فصل التيار الكهربائي العالي، بالإضافة إلى تعلّم كيفية فحص وإصلاح حلقات التحكم الإلكترونية.
ويقول علي الخثامي، وهو أحد المشاركين في برنامج التطوير المتسارع للمهندسين الشباب "إن التعرف على فلسفة الصيانة لدى أرامكو السعودية هو كنزٌ لا يقدر بثمن. فقد رفع من مستوى التحفيز والالتزام لدينا نتيجة المساندة اللامحدودة والتي تلقيناها من سائر الأطراف".
وأيّده زميله في البرنامج عمر العريفي، الذي أشار إلى أن برنامج التطوير المتسارع للمهندسين الشباب هو أحد أكثر الدورات التي تلقاها نجاحاً. ويقول: "سرّع البرنامج وعزز من تطوري إلى مستوى أفخر به الآن. وأكثر ما أعجبني فيه هو الطابع العملي للبرنامج، فقد غطى تماماً ما يواجهه مهندسو الصيانة في أعمالهم اليومية".
مهندسون شباب يتفقدون الذبذبات الصادرة عن محول الطاقة على محاكٍ للمكائن الدوّارة، الأمر الذي يعكس الدور الكبير للبرنامج من خلال التطبيقات والزيارات العملية