وسط إعلان حالة الاستنفار في صفوف الشرطة وقوات حرس الحدود وعزل القدس عن باقي الاراضي الفلسطينية، توافد عشرات آلاف اليهود والحاخامات صباح الأربعاء في منطقة ساحة البراق في الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، لإقامة مراسيم ما يسمى "بركة هكوهانيم – بركة الكهنة" بمناسبة عيد "العرش".
ونشر الاحتلال المئات من عناصر الشرطة و"حرس الحدود" في منطقة البراق ومحيطها وفي القدس القديمة لتوفير الحماية لليهود، ولتأمين تأديتهم للشعائر التلمودية.
وشارك في المراسيم والشعائر التلمودية كبار حاخامات اليهود في العالم، والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ووزراء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء كنيست.
وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال عززت تواجدها العسكري في القدس، وخاصة في البلدة القديمة وبلدة سلوان ورأس العامود، مما أدى إلى عرقلة حركة تنقل المواطنين وسير المركبات الفلسطينية.
فيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء فرض حصارها على المسجد الأقصى المبارك، وقيودها المشددة على دخول المصلين والمرابطين للمسجد، ولليوم الثالث على التوالي، كثفت شرطة الاحتلال من تواجدها العسكري عند بوابات الأقصى، وفي البلدة القديمة ومنطقة البراق، وأغلقت كافة أبواب المسجد ما عدا ثلاثة أبقتها مفتوحة، وهي (السلسلة، وحطة، والمجلس).
وقال المنسق الإعلامي بمركز شؤون القدس والأقصى "كيوبرس" محمود أبو العطا إن قوات الاحتلال واصلت لليوم الثالث حصارها للمسجد الأقصى وسط تواجد عسكري مكثف أكثر من أمس عند بواباته وفي منطقة البراق.
وأضاف أن تلك القوات منعت دخول من هم دون الـ50 عامًا من الرجال والنساء إلى الأقصى، واحتجزت البطاقات الشخصية للوافدين للمسجد عند البوابات.
وذكر أن القوات الخاصة اعتقلت إحدى النساء من داخل الأقصى عقب الاعتداء عليها بصورة وحشية، وجرى تحويلها إلى مركز شرطة باب السلسلة، كما اعتقلت شابًا وسيدة أخرى من أمام باب المجلس، فيما أجرت تفتيشًا لحقائب طلبة المدارس الشرعية، قبيل دخولهم للمسجد.
وأفاد أن نحو 166 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة شرطية مشددة، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته. وأوضح أبو العطا أن المصلين والمرابطين تصدوا بهتافات التكبير لاقتحامات المستوطنين، ولتأدية صلوات تلمودية في الأقصى.
ضرب وسحل
وفي سياق متصل، تواصل النساء رباطهن عند بوابات الأقصى، وخاصة باب السلسلة احتجاجًا على استمرار منعهن من دخول المسجد. وقبل صلاة الظهر اعتدى جنود الاحتلال الإسرائيلي على إحدى السيدات الفلسطينيات المرابطات في المسجد الأقصى، وقال احد المصلين ان جنود الاحتلال شتموا وضربوا وسحلوا سيدة فلسطينية داخل المسجد الأقصى المبارك.
واظهر تسجيل فيديو لحظة اعتقال والاعتداء على السيدة الفلسطينية، واقتيادها من قبل جنود الاحتلال.
هذا ويتعرض المسجد الأقصى منذ بدء الأعياد اليهودية في 13 سبتمبر الجاري لسلسلة اقتحامات واعتداءات ممنهجة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال وسط قيود مشددة تفرضها على المصلين، في محاولة لبسط سيطرتها الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا. وتواصل الجماعات اليهودية ومنظمات "الهيكل" المزعوم دعواتها لاقتحام واسع للمسجد الأقصى خلال فترة عيد "العرش" اليهودي الذي يستمر حتى الخامس من أكتوبر المقبل.
اعتقالات
بدوره قال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ ما يسمى "رأس السنة العبرية" وحتى اليوم 238 فلسطينيًا في القدس المحتلة.
وأوضح أن من ضمن المعتقلين 10 سيدات و85 قاصرًا و14 طفلًا دون سن الـ12عامًا، و129 شابًا، لافتًا إلى أنه خلال فترة عيد الأضحى المبارك تم اعتقال 44 فلسطينيًا.
وأضاف إن الاعتقالات تركزت في عدة أحياء وقرى بالقدس.
وأكد أبو عصب أن حدة الإبعادات والاعتقالات في مدينة القدس زادت بشكل كبير خلال فترة الأعياد اليهودية، واستهدفت في غالبيتها الأطفال المقدسيين. وأشار إلى أن جزءًا من هؤلاء المعتقلين اعتقلوا على خلفية تواجدهم في المسجد الأقصى المبارك، فيما تم فرض الإقامة الجبرية والإبعاد لفترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ستة شهور على آخرين.
أربع غارات
وفي قطاع غزة شنت طائرات حربية إسرائيلية أمس أربع غارات على مواقع تابعة لحركة "حماس"، دون وقوع إصابات.
وذكرت مصادر فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية قصفت في وقت مبكر من الاربعاء موقعا للشرطة البحرية وموقع تدريب لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس وكلاهما في شمال القطاع.
وأضافت المصادر إن القصف الإسرائيلي استهدف كذلك موقعي تدريب يتبعان لكتائب القسام في وسط وجنوب القطاع.
ولم يبلغ عن وقوع إصابات جراء الغارات التي كان سبقها إعلان وزارة الداخلية في غزة عن إخلاء مقارها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارات جاءت ردا على إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه مدينة أسدود في جنوب إسرائيل.
وحسب الجيش فإن القذيفة تم اعتراضها من قبل منظومة القبة الحديدية الدفاعية دون وقوع إصابات.
وتبنت جماعة سلفية تطلق على نفسها "سَرية الشيخ عمر حديد" في غزة المسؤولية عن إطلاق القذيفة الصاروخية باتجاه جنوب إسرائيل.
وحذر ناطق باسم الجيش من أن الجيش لن يحتمل أي عملية إطلاق نار باتجاه الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة، محملا حركة حماس المسؤولية عما يجري في القطاع.
وكان الطيران الإسرائيلي شن ثلاث غارات على قطاع غزة في 18 من الشهر الجاري بعد إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع سقطت على جنوب إسرائيل من دون وقوع إصابات في الجانبين.