يتضح للعيان، من خلال الجرائم المتكررة والتدخلات السافرة في الشؤون الخليجية والعربية الداخلية وآخرها الكشف عن أسلحة وذخائر ومواد كيماوية في مخبئين تحت الأرض بقرية التويدرات البحرينية وضبط الزورق الايراني المحمل بأسلحة ايرانية مكونة من قذائف مضادة للدروع والدبابات وقاذفات ومعدات حربية متنوعة كان من المزمع تسليمها قبل اكتشافها للميليشات الحوثية وقوات صالح، أن سلسلة الجرائم الايرانية المتوالية ضد دول المنطقة ومن بينها التدخلات الواضحة في الشأن العراقي بغية استمرار الفتن الطائفية فيه، وتدخلاتها العسكرية والسياسية في سوريا لدعم النظام الأسدي وهو يجهز على أبناء شعبه، ودعم ايران الواضح لحزب الله في لبنان، يتضح أنها في جملتها تؤكد استمرارية حكام طهران في محاولاتهم لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها ووحدتها الوطنية.
لقد أصبح واضحا لكل دول العالم أن ايران تسعى بكل الطرق والأساليب لنشر ظاهرة الارهاب في المنطقة واذكاء نيرانها واطالة أمدها كأسلوب من أساليبها المكشوفة لتمرير سياستها العدوانية ضد شعوب المنطقة، وهو أسلوب يكشف عن تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية لتلك الشعوب، وهي تدخلات مرفوضة وفقا للقوانين الأممية المرعية، ولكل الأعراف والمواثيق الدولية.
غير أن ايران ما زالت تضرب عرض الحائط بكل تلك القرارات والمواثيق والأعراف وتأبى الا اشعال الفتن واذكاء موجات متلاحقة من النزاعات الطائفية في المنطقة ودعم التنظيمات الارهابية فيها لتحقيق مآرب وأغراض سياسية مرفوضة بكل تفاصيلها وجزئياتها من قبل كافة الشعوب الخليجية والعربية والاسلامية، ومرفوضة كذلك من كافة الهيئات والمؤسسات الدولية.
تلك المغامرات المكشوفة التي تمارسها ايران في المنطقة تستدعي تدخلا دوليا لمواجهتها والحد من استمراريتها وتفشيها فهي في جملتها تزرع بذورا للارهاب بدعمها لرموز تلك الظاهرة وتأييدها المطلق لكل العمليات الاجرامية التي ترتكب من قبل تلك التنظيمات لزعزعة أمن وسلامة المنطقة، وفتح فرص مواتية لممارسة جرائم تلك التنظيمات في سائر دول المنطقة التي مازالت تمارس بين حين وحين.
ان خطورة تلك الجرائم والتدخلات تستدعي من كافة دول العالم المحبة للأمن والسلام أن تقول كلمتها الواضحة فيها وأن تقف ازاء ما تمارسه ايران من تجاوزات موقفا حازما فمن شأن تلك الأفاعيل الشريرة أن تطيل أمد النزاعات في المنطقة، ومن شأنها أن تصب الزيت على النار لاطالة أمد الصراعات القائمة في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وتلك أساليب خطيرة من شأنها أن تصيب السلم والأمن الدوليين في مقتل.
لم تعد تلك الجرائم والتدخلات الايرانية السافرة غائبة عن الرأي العام العالمي الذي يشهد تجاوزات ايران وانتهاكها لكل الحقوق والمواثيق الدولية، ولم يعد خافيا أن دول العالم ما زالت تستنكر سياسة ايران العدوانية في المنطقة، ولم يعد خافيا استمرارها في نشر ظاهرة الارهاب في دول المنطقة، ولم يبق في هذه الحالة الا أن تتوجه جهود المجتمع الدولي لوقف تلك المهازل الايرانية التي ما زالت تطيل أمد الارهاب في المنطقة وتدعم مخططاته الرهيبة فيها.