نجحت فرق طبية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في إجراء 3 عمليات نوعية في مجال زراعة الرئة لثلاثة مرضى عبر تطبيق أساليب جراحية دقيقة ومتطورة لا تجرى سوى في مراكز طبية محدودة عالمياً.
وتمثلت العمليات الثلاث في تطبيقين جراحيين مختلفين، حيث جرى زراعة فصين رئويين بدلاً عن رئتين كاملتين لمريضتين تعانيان من فشل رئوي، فيما تمثل التطبيق الجراحي الآخر في إجراء عملية معقدة لإعادة زراعة رئتين لمريضة سبق أن خضعت لزراعة وتعاني من قصور مزمن في وظائف الرئة بسبب التصاقات خطيرة فيما بين الشريان الرئوي والشعب الهوائية الرئيسية.
وتمكن برنامج زراعة الرئة في المستشفى خلال التسعة الأشهر الماضية من العام الحالي 2015م من إجراء 14 زراعة رئة في تطور كمي ونوعي، متجاوزاً حصيلة العمليات التي اجراها خلال العام الماضي 2014م كاملاً والبالغة 10 عمليات.
وأرجع استشاري جراحة الصدر والمدير الجراحي لبرنامج زراعة الرئة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور وليد صالح ارتفاع عدد العمليات إلى تطبيق الأساليب الجراحية الحديثة التي مكنت البرنامج من تجاوز النقص الشديد في أعداد المتبرعين بالرئة في المملكة، مشيراً إلى أن الفريق الجراحي لجأ إلى استخدام أسلوب متطور في علاج مريضتين مصابتين بمرض التليف الكيسي الرئوي، إحداهما فتاة عمرها 16 عاماً والأخرى سيدة تبلغ من العمر 37 عاماً، موضحاً أن هذا الأسلوب يتم باستئصال فصين رئويين من المتبرع المتوفى دماغياً وزراعتهما في المريض بدلاً عن الطريقة التقليدية بزراعة رئتين كاملتين المشتملة على 5 فصوص رئوية، وذلك لعدم توفر أحجام صغيرة من رئات المتبرعين بما يتناسب وحجم التجويف الصدري الضيق لدى بعض المرضى.وأضاف إن البرنامج نجح كذلك في إعادة زراعة رئتين لمريضة في الحادية والعشرين من العمر تعاني من قصور مزمن في وظائف الرئة بالرغم من خضوعها لزراعة رئة في المرة الأولى منذ ثلاثة أعوام، وتكمن صعوبة عملية إعادة الزراعة في الالتصاقات الخطيرة خاصة فيما بين الشريان الرئوي والشعب الهوائية الرئيسية، لافتاً إلى أن الفريق الجراحي تجاوز هذه الصعوبات في عملية جراحية استغرقت نحو 7 ساعات، وهو ما يزيد على وقت الزراعات الاعتيادية الذي لا يتجاوز 5 ساعات، بسبب تعقيدات العملية.
ولفت إلى أن إجراء هذا النوع من العمليات يحتاج الى مراكز طبية متقدمة من حيث الخبرات الجراحية ووحدات العناية المركزة لفترة ما بعد الزراعة، وذلك لصعوبتها وخاصة خلال الأيام الأولى بعد الزراعة التي قد تحتاج لأجهزة التروية الرئوية المتطورة، مؤكداً أن هذا الأسلوب الجراحي آمن للمريض خصوصاً أن الفصين المزروعين ينموان مع مرور الوقت بما يضمن تحسن وظائف التنفس للمريض.