كشفت دراسة بحثية أجريت بمركز أبحاث النخيل بالأحساء عن أن واحة الأحساء تضم حوالي 3 ملايين نخلة تقريبا، وبدورها المملكة تعد من ضمن أكثر ثلاث دول في العالم في إنتاج التمور حيث يبلغ انتاجها أكثر من مليون طن في السنة يمثل 17% من الانتاج العالمي للتمور، كما أن الأحساء تضم حوالي 3 ملايين نخلة. وأشارت الدراسة الى أن هناك ثلاثة أنواع من الحفارات تهاجم النخيل وهي حفار العذوق، وحفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة وحفار الجريد، بالإضافة إلى سوسة النخيل الحمراء حيث أن هذه الحفارات تعتبر من الحشرات الرئيسية ذات انتشار واسع في واحة الأحساء، وهذه الحفارات الثلاثة تنجذب للمصائد الضوئية.
وتضمنت الدراسة معرفة التواجد الموسمي لهذه الحفارات وأعدادها عن طريق نشر 18 مصيدة ضوئية «مصيدة روبنسون المعدلة بالمركز» وتم وضعها في القرى الشمالية والوسطى والجنوبية لواحة الأحساء ولمدة سنتين وتم تسجيل قراءة الصيد بشكل أسبوعي خلال السنتين، كما تم حساب وجمع بيانات الصيد لكل شهر للحفارات الثلاثة خلال مدة الدراسة.
وتشير النتائج الى ان حفار ساق النخيل ذا القرون الطويلة يكون في ذروة نشاطه الموسمي خلال ثلاثة شهور وهي مايو ويونيو ويوليو بينما حفار العذوق كانت ذروة نشاطه خلال الشهرين يونيو ويوليو، أما حفار الجريد فكانت خلال الشهرين مايو وأبريل. وأعلى صيد لحفار سُجلت في المنطقة الشمالية «جليجلة، المطيرفي، عين منصور» بينما الأقل اصطياداً كان في المنطقة الجنوبية للواحة «الغويبة»، أما حفار العذوق فقد سجل أعلى اصطياد في المنطقة الوسطى للواحة «البطالية، الشراع، الكلابية»، بينما حفار الجريد فإنه أقل الحفارات الثلاثة انتشارا ويمكن أن يعتبر ذات أهمية ثانوية، وهناك حاجة إلى وضع استراتيجية لإدارة الحفارات الثلاثة للحد من تزايدها في مزارع النخيل في واحة الأحساء.
وأضافت الدراسة أن مركز أبحاث النخيل لمكافحة الحفارات أوصى بنشر المصايد الضوئية بين الحقول وعلى الأخص في وقت نشاط الحفارات وعن طريق الجمع المكثف للحفارات فإن لذلك أهمية كبيرة في خفض أعداد الحفارات، فقد لوحظ عدم اعتناء أصحاب المزارع بذلك، بالإضافة إلى استخدام المصايد الفرمونية في مكافحة الحفارات ان أمكن، وتفعيل برامج مكافحة حفارات النخيل فإن ذلك يساعد على انجاح مكافحة سوسة النخيل الحمراء.
ونصح القائمون على الدراسة بعمل مثل هذه الدراسة بشكل دوري كل 5 إلى 10 سنوات، للاطلاع على واقع الحفارات في بيئة النخيل، ورش النخيل بأحد المبيدات الحشرية الموصى بها، مثل مبيد سوبر أسيد وغيره، مشددين على أهمية حقن النخيل بالمبيدات المناسبة ويراعى في ذلك فترة التحريم ومقاومة أضرار الحفارات عن طريق تقوية النخيل بتنظيم عملية الري والصرف والعمليات الزراعية الأخرى من عزق وتقليم وتسميد عضوي لحقول النخيل «الخدمة الجيدة للبستان»، وتقليل الثمر على العراجين الذي يؤدي لتقوية النخيل في المناطق الموبوءة بالحفارات. كما يراعى في زراعة النخيل المسافة بين النخيل بما يقارب 8 م بين النخلة والأخرى، إلى جانب تنظيف قواعد الكرب والجذع للنخيل من المخلفات للقضاء على اليرقات وأماكن وضع البيض، وتعفير رأس النخلة بعد جمع الثمار وبعد حدوث الإزهار، وملأ قواعد الكرب بخليط من النشارة أو الرمل الممزوج بالمبيد «حفار العذوق»، ومن الممكن استخدام مبيد حشري، كاستعمال مادة بنزين أكلوريد «الأجروسيد» في تاج النخلة فإن ذلك يخفف من ضرر حفار العذوق.
كما أوصت الدراسة بتفعيل المكافحة الحيوية بالبحث عن أعداء حيوية مناسبة لبيئة النخيل مثل فطر «البوفاريا»، كما اكتشف المهندس عبدالمحسن العبدالمحسن نوعا من الدبابير يتطفل على حفار الساق ضمن دراسة أجراها، وعمل دراسات لتحديد حساسية بعض أصناف النخيل للإصابة بحفار الساق وحفار العذوق، ويبلغ عدد القائمين على البحث 7 باحثين وهم سليم الباذر، سامي السروج، منصور البقشي، عماد العبدالله، عبدالمنعم الشواف، عبدالله الشقاق، مصطفى الخليفة.