بادر عدد من أصحاب المنازل والمزارع بالأحساء بتحويل صكوكهم من ذراع وغرس إلى متر؛ بسبب نزع أمانة الأحساء ملكية عدد من المنازل القديمة؛ لإكمال الدائري بالهفوف، ونزع وزارة النقل ملكية عدد من المزارع؛ من أجل انشاء طريق الهفوف العقير، وقد تعاقبت صكوك هذه المنازل والمزارع إلى أكثر من 100 سنة حيث كانت تستخدم وحدة الذراع.
وذكر الباحث في مجال الآثار والتراث د. سعد الناجم أن الوحدة المستخدمة في منازل الأحساء سابقاً الذراع وهي وحدة قياس محلية والمقصود به ذراع يد الإنسان ويساوي بالمقاييس العالمية 40 سم، أما في مزارع الأحساء فقد كانت تستخدم وحدة المغارس، وهي أيضاً محلية والمقصود بها من غرس النخلة إلى النخلة وتساوي في المقاييس الحالية 6 أمتار مربعة كما عرفت الأحساء العديد من القياسات كالقدم والشبر وكذلك الحدود بالتل والرفاعة والمشروب أو الرسمة مجرى الماء والسطر نخيل في امتداد واحد بين الجيران وغيره.
وذكر أحمد العلي صاحب إحدى المزارع أن المزرعة التي يعمل بها كان جدي قد اشتراها من أحد أبناء عمه وكان الاتفاق بينهما على حدود غرس النخلة كما ذكر في الصك، وعندما توفي جدي لم نغير الصك بحكم أن ابنه هو الوريث الوحيد وعندما توفي والدي اتفقت مع أخواني على شراء هذه المزرعة، وتم تنازل أخواني لي ومن ذلك الوقت لم يتغير الصك، ولم أكن أنوي بيع المزرعة لكن تحويل الصك إلى متر بسبب نزع الملكية من أجل الشارع العام ولا يقبل الصك إلا بالمتر، وكان فراق هذا المزرعة التي عشت بها طوال عمري صعبا جداً، ولكن مصلحة تطوير البلد والتوسعة تتطلب ذلك وأنا سوف أشتري مزرعة أخرى.
وأوضح المحامي عبدالرحمن محمد بوعلي أن التعاميم جاءت بإضافة الحد المتري دون الذراع في قرارات وزارة العدل، حيث كانت القياسات سابقا في المساكن المأهولة تحد بالذراع، فأجرت وزارة العدل تعديلا على الحدود والأطوال للعقارات، فوضعت لذلك طرقا لتحويل الذراع إلى متر، فيتطلب لتحويل الحد رفع خطاب إلى الدائرة العدلية المتمثلة في كتابة العدل يفيد مضمونها بتحويل الحد إلى أمتار فتقوم الدائرة برفعه مع كروكي للعقار المطلوب تحويله إلى أمانة المحافظة أو المنطقة التي يقع تحت ولايتها هذا العقار في قسم المساحة والتخطيط، فيقرر الخروج على العقار وتركيز حدوده وفقا للكروكي المرسوم والمعد من مكتب هندسي معتمد وفق ما يساويها من الأمتار المعتمدة لدى الأمانة، وهناك اختلافات في المذاهب الشرعية للتحويل.