يرنو الصفاء إلى رحاب أصيلِه
.. وتحوطــه النجوى لصون جميله
يستاف من وطنيتي أنشــودةً .. فتضمـه الـرؤية لـبوح هديله
إذا الفجر وافــاه بلهفــة ديمة .. تبدت سجـايـاه لحضن نـخيـله
فلبت سعيفات الـضمير رجـاءه .. ومحرابها يهفو إلى تبجيله
غَدَتْ خفقة التوحيـد تلثم تربـه .. وتسبيحها ينثال في ترتيـــله
تباشرت الأعياد في حب موطني .. وزينت الأعــلام هــام حقــوله
إليك من الوجدان مِسْكَ تحية .. على مقل تـهديك رغـد سهوله
تكحلت الأمجاد من نــور طهرها .. كـأن بها شـوقًا لضم خميله
وأرست على جيد الزمـان ريادة .. عدالتها أروت وهـاد محـــوله
وأضحت كمثل النجم في رفة الدجى .. يخلد ذكــراها ربيـــع فصـوله
إذا ما استجم البؤس عند ضفافها .. وأدلـج للأوهام كهف ميـوله
تـلظت أمانيه بصهوة طيشها .. ونـادت عـواديها جـنون صهيله
تنادت جياد العـهد تثكـل فكره .. وتسبقه حتى ظــلال رحيــله
على وطني تاهت دمـوع قـلائدي
.. فـأجزلها مهـرًا بقــدر هطــوله تُفَدِّي أماقيه فما يلثم الندى
. سوى حضنِه الساقي ونبضِ شموله
بلادي صفاء الوحي رسـخ دورها .. وأشعل مـصباح الهدى بـدليله
تضوعت ِنبلا واتشحتِ مروءة .. و صغتِ حفاءً من عـريق أصـولـه
تلاقت سواقيك على شاطئ المنى
.. بيوم رعى التاريخ مجد خليله
همي نهره حتى تداعت مروجـه
.. لآلئَ حُلمٍ كُـلِلَت في عقوله
ويمم أرجاء الرياض فشادها
.. صروحًا ترى الإنصاف عين سبيله فوحد ما بين العيون وهدبها
.. وهبّت له الأنسام عند قُبوله
وأسقط ما حاكته أيـدٍ خـؤونة
.. و أردى مراميها قبيل غـزوله
توخى بشرفات العقول فصانها
.. نضارة فــكر تزدهي فـي صقيله
يـزف إلى التاريخ موكب وحدة .. تفانت مساعيها بلحظ نـزولـه
و مرتعه الأخـاذ يشتاق ريـّه .. ويرنو انتماء من وفــاء عـليله
و إن انتماءً يلتقي في جفوننا
.. لَيَسخو على هدب الهوى وفـلولـه
و إن حياتي في انتمائي رحيبةٌ .. لأني تنفست الـولاء بنيلـه
أليس انتماءُ المـرء إلا فداءَه
.. إلى موطــن يبني عـزيز مثـوله
وما كــرمُ الأوطانِ إلا أمـانُها
.. يفيض بوادينا قطافُ نهوله
هو العيش في أكنانها شمل أسرة
.. يضوع ودادًا في شدى إكليـلـه
إذا ابتز نادينا ضجيج تفرق .. حمانا بماضيه وحسن قَبـوله
و إن أُسْرِجَت حربٌ فإن وفـاءنا .. يسيل على عرض الفداء وطـوله
نتوق لمنح الذكريات صفاءها
.. و نسعى حثيثا في احتضان طلولـه
إذا كان لليوم السعودي فـرحة .. فإن وفــائي من عطاءات حـولـه
أطرز أحلامي بأفق صبابتي .. على سحب أجلت أوان أفـوله
يهيم كياني في امتشاق قصيدة .. تذوب معانيها بهمس صليله
وهبْتُ إلى التوحيد مهجـةَ عاشق .. كأني حسامٌ في بــروق رفيلـه
تواشيحه ( الله أكبر ) في الجــوى
.. و إحسـانه ينساب في تهليله
وفي يومنا الزاهي تتوج فرحتي
.. ملاحمَ نصـر في ترانيمِ ليـلـه
أعبد العزيز النصر منك حكاية .. يتيـه صدى التاريخ في تسجيله
تَصافح توحيد البلاد بفعله .. وأصغت لـه نجـــد بيارق قــــولــه
و لا زال ميراث البطولة نـابضـا .. تجـود عطـاياه بـوعــد ســليلـه
فيا رب اعــزز للبــلاد مكــانة
.. و أمنـًا به الدنيا تلــوذ بظــلـه
لقـد أصبح التاريخُ أصدقَ شـاهـدٍ .. إذا عــزّ أن يـأتـي ببعـض مثيــله.