تعاني المليشيا الحوثية من الانهيار من الداخل بعد اشتعال الحرائق في جسد حركة التمرد بفعل الانقسامات والصراعات بين قياداتها وظهورها بشكل علني، وتزايد حركة السخط الشعبي من تحول البلد الى سجن كبير على يد تلك المليشيا وممارستها للقمع والارهاب لكل صوت معارض، وتصفية الخصوم بشكل مخيف ومقلق. في غضون ذلك توجه المقاومة الشعبية في إقليم آزال ضربات موجعة للمتمردين المسنودين بقوات من ألوية الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع علي صالح.
ويضم إقليم آزال محافظات: صعدة (معقل الحوثيين)، عمران، صنعاء، ذمار. وبحسب مصادر المقاومة في آزال فقد نفذت سلسلة هجمات استهدفت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بمحافظة ذمار بـ 145 عملية استهدفت تجمعات ومقرات ونقاطا وآليات تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مناطق ومديريات محافظة ذمار، وسط اليمن، منذ مطلع شهر أبريل وحتى نهاية شهر سبتمبر الفائت فقط، وقتلت وأصابت230 ودمرت39 طقما وآلية عسكرية في تلك العمليات.
وأشارت إحصائية أعدها المكتب الإعلامي للمقاومة في إقليم آزال، إلى أن تلك العمليات التي نفذتها المقاومة أسفرت عن مقتل (39) من عناصر الحوثي وصالح بينهم 2 قياديين وإصابة أكثر من (190) بينهم قيادات ميدانية، وأسفرت عن تدمير وإحراق (38) طقما وإعطاب ناقلة دبابات وتدمير (17) مقرا تابعا للميليشيات.
وأفادت إحصائية مكتب إعلام مقاومة آزال أن المقاومة نفذت (54) عملية في مدينة ذمار و(51) في مديرية جهران و(23) في جبل الشرق و(7) في عنس و(3) في مغرب عنس وعمليتين في المنار ومثلها في الحداء وعمليتين في ضوران وعملية في ميفعة عنس.وتنوعت تلك العمليات بين هجمات بصواريخ لو وقذائف الآر بي جي وقنابل يدوية وعبوات واشتباك بالرصاص وكمائن استهدفت مقرات وتجمعات ونقاط ودوريات للميليشيات.وتقع محافظة ذمار ضمن إقليم آزال وفقا لتقسيم وثيقة مخرجات الحوار الوطني ومسودة دستور اليمن الاتحادي.
وتمثل الأهمية الاقليم أنه يضم محافظات تعرف بانتماء سكانها الى المذهب الزيدي وتعتبرها الحركة الحوثية مخزنا بشريا ولوجستيا لمقاتليها وترتبط بعلاقات واسعة بزعماء القبائل والشخصيات الاجتماعية والسياسية في ذلك الاقليم الذي يتوسط اليمن، وظهور مقاومة في ذلك الاقليم يعني ارتفاع التكلفة على ميليشيا التمرد، خاصة بعد توالي الهزائم عليها في عدة مناطق، آخرها خسارتها لمحافظة مأرب التي أحكمت المقاومة الشعبية والجيش الوطني القبضة عليها موخراً. وتحاول الميليشيا إحكام قبضتها التي بدأت تشهد تراخيا كبيرا في محافظات اقليم آزال.
وفي مساعيها لخطب ود القبائل في اقليم آزال عمدت ميليشيا الحوثي مؤخراً الى اعلان حملة توقيعات اسمتها «وثيقة الشرف» للوصول الى مليون توقيع من ابناء محافظات اقليم آزال: صنعاء وصعدة وعمران وذمار» ووفق الوثيقة التي تنص احدى نصوصها على «إهدار دم أي متعاون مع ما تصفه الوثقية «العدوان ضد اليمن».
لكن رغم الحملة الاعلامية المرافقة للحملة فإن الأقبال على التوقيع ما يزال ضعيفا جداً، وسط سخط مجتمعي من الانتهاكات الحوثية بحق المواطنيين.
مقابل ذلك، قالت المقاومة الشعبية في إقليم آزال إنها ترصد كل المتعاونيين مع المليشيات الحوثية في ممارسة الجرائم والانتهاكات وذلك ضمن قوائم «سوداء»، وكشفت تلك المصادر رصدها لأسماء المتعاونيين في الاقليم للزعماء القبائل والشخصيات الاجتماعية والسياسية التي قدمت الدعم والمساندة للمليشيات وجندت الشباب في صفوفها، كما كانت منازلهم مقراً لاجتماع القيادات الحوثية.
وعلى صعيد العمليات، جدد طيران التحالف العربي أمس، غاراته على مواقع يسيطر عليها المتمردون في العاصمة صنعاء. وقال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية إن طيران التحالف شن عدة غارات استهدفت معسكر النهدين ودار الرئاسة جنوب صنعاء وإن الغارات استهدفت أيضاً معسكرا الحفا شرق صنعاء.
وأشار السكان إلى انفجارات عنيفة هزت العاصمة، وتصاعد أعمدة الدخان من المواقع المستهدفة جراء تلك الغارات، وكان طيران التحالف ما يزال يحلق عصر أمس في أجواء العاصمة، وسط دوي أصوات المضادات الأرضية التي يطلق المتمردون نيرانها في الأجواء. كما واصلت طائرات التحالف العربي قصف مواقع المتمردين في عدد من المحافظات اليمنية، منها صنعاء والحديدة وتعز وشبوة.
وفي إطار تبرم سكان صنعاء من تسلط الحوثي، بدأ المئات من المعتقلين في السجن المركزي بالعاصمة إضرابا مفتوحا عن الطعام. وأكدت مصادر يمنية إعلامية أن المختطفين يطالبون ميليشيا التمرد بالإفراج عنهم لأنهم أودعوا السجن بدون أي مسوغات قانونية.
ويقبع المئات من الناشطين والمنتمين لحزب الإصلاح، وغيرهم من المناوئين لجماعة الحوثي، بالإضافة إلى مسؤولين وقادة عسكريين في سجون المتمردين، بعضهم منذ عدة أشهر.