قال خبير الأرصاد والبيئة في إدارة الأرصاد الجوية بدولة الكويت، عيسى رمضان، إن دخول (الوسم) اليوم الجمعة بإذن الله، يعد موسما للأمطار المبكرة وتغير الطقس".
وأشار إلى أنها بداية حركة المنخفضات المؤثرة على شبه الجزيرة العربية وانتهاء بالمنخفض الهندي، وقد كانت تباشير الهطولات المرتقبة بظهور السحب في سماء المنطقة باستمرار، وما تزال درجات الحرارة فوق معدلها الطبيعي في حتى الان.
وتوقع ان تنخفض في آخر الشهر الجاري، لتكون ما بين ٣١-٣٣ درجة والصغرى بين ١٨-٢٤ مئوية، وقال ان الأمطار تزداد بالتدرج مع زيادة حركة المنخفضات الجوية، والتي تكون حركتها من الغرب للشرق.
وأضاف رمضان ان منخفضات وأمطار الوسم، تعتمد على حركة التيارات النفاثة، والمنخفض المتعمق في طبقات الجو العليا بجنوب شبه الجزيرة العربية، كما تستمر فترة الوسم إلى ان تبدأ المربعانية الشتوية، وليس شرطا ان تكون تاريخا معينا، إنما تحكمها الظروف المناخية كالمرتفع السيبيري.
وذكر ان معظم الحالات الجوية خلال الوسم، تبدأ بارتفاع الرطوبة في مقدمة المنخفض الجوي مع استمرار الرياح الجنوبية الشرقية، ومن ثم تتكون السحب وتتساقط الأمطار بمشيئة الله، وبعد ذلك يتحرك المرتفع الجوي شرقا، فتنقشع السحب وتتبدد وتصفو السماء، وتتحول الرياح للشمال الغربي وتنخفض الحرارة ويعتدل الطقس.
وبحسب الباحث الفلكي سلمان آل رمضان، فان اليوم الجمعة بداية الوسم بمؤشر طالع ( العواء)، وقال ان الوسم ليس نجما و إنما صفة لمجموعة الأيام التي ينزل فيها المطر بإذن الله الواقعة بين موسمي سهيل والمربعانية ومنزلة العواء تمثل 4 نجوم تشبه حرف اللام المعكوسة، وتشبيها في التسمية لأنه يبدو يعوي كما الذيب ويعرف عند أهل الحرث بثريا الوسم، وهو النجم الرابع من نجوم الخريف.
ويعتدل الجو فيه نهاراً، وتبلغ درجات الحرارة نهارا منتصف الثلاثينيات وتنخفض ليلاً، ومطره محمود وغزيز إن أمطر، وفي الأيام الأولى من الوسم، قد تسقط بعض قطرات المطر، إلا أنها تتبخر قبل أن تصل إلى الأرض، وفي آخر الوسم تهب الرياح الشديدة الباردة خاصة الجنوبية المؤذنة بدخول فصل الشتاء، ومع أن موسم الوسم يذكر مع الأمطار، فأغلب مناطق شبه الجزيرة العربية، لا مؤشرات حالية مؤكدة لها.
وفي السواحل الشرقية مازالت الرطوبة حاضرة بقوة وقد تتحول صباحا لضباب، مع العلم أن شهر أكتوبر هو من الأشهر التي يكثر فيها الضباب، والمؤشرات القريبة للأمطار، تكون في الاجزاء الشمالية الشرقية، وفي الوسم عموما ترتسم ملامح الشتاء القادم من خلال متابعة الحالة الجوية له.
وفي سياق متصل، أكد خبير المناخ والفلك الدكتور عبدالله المسند، الأستاذ بجامعة القصيم، عدم إمكانية الجزم بأن الموسم سوف يكون ماطراً أو جافاً، أو أن السنة غبارية أو باردة أو دافئة، أو رطبة أو جافة، وإشارته إلى انه ضرب من الحدس والتخمين، حيث ان المخرجات العلمية للنماذج المناخية بشأن التوقعات الجوية طويلة المدى لمناخ السعودية على وجه التحديد متخبطة، وعاجزة وغير قادرة على قراءة المستقبل البعيد لفصل زمني أو نحوه على وجه يطمئن له المراقب الجوي ومن ثم يُبشر فيها الناس.
وأكد أنه لم يثبت وجود علامات سماوية، أو أرضية أو حشرية نتعامل معها كقواعد كلية ثابتة ومطردة تدل على سنة خصب أو جدب، أو حر أو قر نتعلق بها، أو نُبشر أو نحذر الناس منها، وعليه من الاجدى ان يلتزم هواة الطقس والمختصون بتبشير الناس بالأمطار المتوقعة في مدى يبلغ 5 أيام وأقصاه 7 أيام، وهذا أدعى للدقة النسبية في التنبؤات، مقارنة بالتعامل مع شهر أو فصل أو موسم كامل، ومع ذلك فالتغيرات الجوية قد تحدث في غضون 24 ساعة بأمر الله.
وفي توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، تتكرر ظاهرة الضباب اليوم الجمعة خلال الصباح الباكر على سواحل الخليج العربي وأجزاء من البحر الأحمر، وتكون السماء غائمة جزئياً الى غائمة على مناطق شمال ووسط وشرق المملكة مع احتمالية هطول امطار منها، قد تكون رعدية وتصحب بنشاط في الرياح السطحية، مثيرة للأتربة والغبار على مناطق القصيم وحائل والجوف والحدود الشمالية والشرقية والأجزاء الشمالية لمنطقة الرياض، في حين يستمر تكون السحب الرعدية الممطرة خلال فترة ما بعد الظهيرة على مرتفعات مناطق عسير وجازان والباحة، تمتد حتى مرتفعات مكة المكرمة والمدينة المنورة.
كما تنشط الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار على منطقة نجران والأجزاء الشرقية لمنطقتي عسير والباحة وفي البحر الأحمر تكون الرياح السطحية جنوبية غربية إلى غربية تتحول الى شمالية غربية بسرعة 18- 38 وارتفاع الموج من نصف متر إلى متر ونصف وحالـة البحر: متوسط الموج خلال النهار وخفيف الموج ليلاً، وفي الخليج العربي الرياح السطحية باتجاهات شرقية إلى جنوبية شرقية بسرعة 15-35 كيلومترا في الساعة وارتفاع الموج من نصف متر إلى متر ونصف وحالـة البحر: خفيف إلى متوسط الموج.