هناك لحظة يمكنها أن تصف بوضوح الفارق الرئيسي بين كريستيانو رونالدو، وغريمه ليونيل ميسي ألا وهي عند فوز اللاعب البرتغالي بجائزة الكرة الذهبية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأفضل لاعب بالعالم في يناير الماضي.وكانت هذه المرة الثانية على التوالي التي ينجح فيها قائد البرتغال في الفوز بالجائزة بعدما هيمن عليها ميسي في الفترة بين 2009 و2012 ليضيف اللاعب البرتغالي لقبا جديدا إلى سجله الحافل.وتسبب حماس رونالدو، وكذلك دموع الفرح في إطلاق سخرية كبيرة عليه في مواقع التواصل الاجتماعي لكن في الواقع هذه اللقطة كانت أكثر ما يمثل أسلوبه في لعب كرة القدم.فرونالدو يتطلع دائما إلى جذب الأضواء ويعتمد كثيرا على قوته البدنية المذهلة وانطلاقاته السريعة وتسديداته المدوية ولمساته وتحركاته الاستعراضية في بعض الأحيان.ويظهر ميسي قائد الأرجنتين في المقابل كطفل مدرسي خجول ويفضل بوضوح لعب كرة القدم أو البقاء في المنزل مع أسرته.وعندما يكون ميسي في مستواه بالملعب فإنه يبهر الجميع بمراوغة المنافسين وسرعة حركته وقدرته الهائلة على الاستحواذ على الكرة قبل أن يطلق التسديدات القاتلة في المرمى.وتقريبا لن يعارض أي شخص أن رونالدو وميسي من أبرز لاعبي كرة القدم في التاريخ لكن من الصعب حسم الجدل حول الأفضل بينهما لأن النتيجة لن ترضي محبي كل لاعب أو حتى المحايدين المعجبين بهما.
لكن الواضح انهما يدفعان بعضهما البعض لكتابة أسطر جديدة في كتب التاريخ.والإحصاءات المجردة ستصب في مصلحة ميسي الذي يبلغ عمره 28 عاما، ويصغر بعامين ونصف العام عن رونالدو (30 عاما) ومن المرجح أن ينهي مشواره مستحوذا على معظم الأرقام القياسية في تسجيل الأهداف.ويتصدر ميسي قائمة هدافي برشلونة على مدار تاريخه برصيد 418 هدفا في 493 مباراة، بينما سجل رونالدو 324 هدفا في 310 مباريات مع ريال آخرها هدف بتسديدة قوية من خارج المنطقة أمام ليفانتي ليجتاز عدد أهداف راؤول مهاجم منتخب اسبانيا السابق.وسجل رونالدو أيضا 118 هدفا مع مانشستر يونايتد وخمسة أهداف مع سبورتنج لشبونة ليصبح رصيده الإجمالي 447 هدفا في 633 مباراة.وعلى صعيد الألقاب فإن هناك أفضلية واضحة لميسي أيضا.وأحرز ميسي 25 لقبا مع برشلونة منها الفوز بدوري الأبطال أربع مرات بينما فاز رونالدو بعشرة ألقاب مع يونايتد وتوج بسبعة ألقاب مع ريال منذ انضمامه في 2009 وتوج بدوري الأبطال مرة واحدة مع كل فريق.