DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

بعض شركات التكنولوجيا أو القطاع المالي استطاعت توليد عوائد ضخمة

الناس لا يفتقرون إلى المساواة وإنما الشركات

بعض شركات التكنولوجيا أو القطاع المالي استطاعت توليد عوائد ضخمة
بعض شركات التكنولوجيا أو القطاع المالي استطاعت توليد عوائد ضخمة
أخبار متعلقة
 
التباين في معدلات الأجور، وفقا لوجهة النظر الشائعة، تنشأ من الاختلافات في المواهب والتصميم بين الناس. بعض النجوم الكبار يحصلون عن دخل مرتفع تماما، في حين أن معظم الناس الآخرين يحصلون على دخل منخفض. لكن ماذا لو كان «النجوم الكبار» ليسوا من البشر، وإنما من الشركات؟ في هذه الحالة، إذا كنتَ تعمل لدى إحدى تلك الشركات فسيكون وضعك جيدا. وإن لم تكن تعمل لديها، نتمنى لك حظا أوفر. لنأخذ الفكرة التالية: العوائد الرأسمالية للشركات تشهد تباعدا حادا، وحصة الشركات التي تحقق عوائد سنوية تزيد على 25 أو حتى 50% هي في ازدياد. هذا ما تبين لي أنا وزميلي جيسون فيرمان، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس أوباما، في دراسة سوف تنشر قريبا. من المعقول أن جزءا من هذه العوائد الكبيرة سيتم اقتسامه مع موظفي الشركات. وربما يكون لهذا إلى حد كبير دور مهم في التباين المتزايد في مستويات الأجور. في دراستنا، أُعطي أنا وفيرمان معلومات جديدة، تم تجميعها من قبل مجموعة «ماكينزي لتحليل أداء الشركات» بخصوص العائد على رأس المال المستثمَر، والذي يعتبر مقياسا أكثر شمولا من المقياس التقليدي، وهو العائد على حقوق الملكية. من بين أفضل الشركات الأمريكية غير المالية التي يتم تداول أسهمها في البورصة، أظهر العائد على رأس المال زيادة مذهلة على مدى العقود الثلاثة الماضية. على سبيل المثال، إذا استثنينا شهرة الشركة، العوائد المذكورة ارتفعت تقريبا بمعدل 5 أضعاف، من حوالي 20% في منتصف الثمانينيات إلى نسبة مذهلة بلغت 100% في 2014. بعبارة أخرى، أعلى 10% من الشركات العامة المدرجة في البورصة في القطاع غير المالي حققت أرباحا تزيد بنسبة 20% أو أكثر على رأس مالها المستثمَر في الثمانينيات و 100% أكثر في 2014. (بيانات ماكينزي تستثني الشركات المالية بسبب التعقيدات الموجودة في احتساب عوائدها على رأس المال.) هناك عاملان يبرزان بقوة في هذه الشركات ذات العوائد العالية: أغلبها في قطاع الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات - من 2010 إلى 2014، كان ثلثا الشركات في هذين القطاعين. وهي مستمرة في تحقيق العوائد العالية. من بين الشركات التي حققت في 2003 عوائد على رأس المال المستثمَر تزيد على 25%، كان هناك 15% منها فقط حققت عائدا يقل عن هذه العتبة في 2013. لكن الغالبية العظمى منها بقيت في شريحة 25% أو أكثر. كل هذا يمكن أن يساعدنا في تفسير السبب في أن أجور الأمريكيين تتباعد فيما بينها. بعض الشركات في قطاع التكنولوجيا مثلا أو القطاع المالي استطاعت توليد عوائد ضخمة بصورة متواصلة. يشارك موظفو تلك الشركات في هذه الثروة من خلال تحصيل رواتب عالية. وما ينسجم مع هذه الإمكانية، أن هناك أبحاثا تشير إلى أن ازدياد التباين في مستويات الأجور مدفوع بفجوة متوسعة في متوسط أجور العمال في الشركات المختلفة أكثر مما هو مدفوع بالفجوة المتوسعة بين الرواتب داخل هذه الشركات. في دراستنا نعطي ملاحظات أولية حول النتائج، لأن الحاجة تدعو إلى المزيد من الأبحاث من أجل استكشاف هذه النقاط. لكن هناك أمورا معينة تبدو واضحة منذ الآن. أولا، في عصر يتم فيه تشجيع الناس لأن يكون الواحد منهم رئيس نفسه، فإن دور الشركة يبدو مع ذلك أكثر أهمية من قبل. ذات مرة قال إريك شمدت، الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، إلى شيريل ساندبيرج، التي تشغل الآن منصب كبيرة الإداريين التشغيليين في فيسبوك: «إذا عُرِض عليكِ مقعد في سفينة فضاء، لا تسألي أي مقعد هو، بل اركبي السفينة». من جانبنا نحن بحاجة إلى أن نسأل عن السبب في أن بعض الشركات تحقق عوائد عالية إلى هذه الدرجة على رأس المال. من الناحية النظرية، العوائد التي تبلغ 50% أو حتى 100% يفترض بها ألا تدوم طويلا، على اعتبار أنها تجتذب المنافسة من الشركات الأخرى. فهل السفن الفضائية أصبحت أفضل من حيث ما تستطيع القيام به؟ أم أنها تتمتع بنوع من القوة السوقية التي لا مبرر لها؟ السياسات الرامية إلى التصدي للتباين في مستويات الأجور ربما تكون إلى حد كبير معلقة على الجواب عن هذه الأسئلة.